| العالم اليوم
* الامم المتحدة رويترز:
اخفق مجلس الامن في ساعة مبكرة من صباح امس الثلاثاء في الاتفاق على قرار بشأن الاشتباكات الجارية بين القوات الاسرائيلية والفلسطينيين قبل انعقاد القمة العربية في عمان اليوم بعد ثلاثة ايام من المشاورات المتواصلة. وفشل اعضاء مجلس الامن بذلك في الالتزام بمهلة حددوها لانفسهم لاتخاذ قرار قبل افتتاح القمة العربية في عمان امس وقرروا رفع الجلسة ثماني ساعات قبل ان يعودوا للمشاورات مرة اخرى.
وقال فريد ايكهارت المتحدث باسم الامم المتحدة «رفع مجلس الامن جلسته حتى الصباح المساء بتوقيت جرينتش «فجر أمس بتوقيت الشرق الأوسط».
وخاض اعضاء مجلس الامن سباقا مع الزمن في محاولة اخيرة للتوصل لاتفاق حول مشروع قرار عن ازمة الشرق الاوسط يحظى بدعم الولايات المتحدة قبل افتتاح القمة العربية. وقال جيمس كاننينجهام مندوب الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة «قاربنا التوصل الى اتفاق اذا رغب الاخرون في الانضمام الينا. لكننا في الوقت نفسه متباعدون بدرجة تجعل عدم اتفاقنا ممكنا».
وقال انور تشودري مندوب بنجلادش والمتحدث باسم الدول السبع التي تدعم الفلسطينيين في مجلس الامن ان المسودة الاخيرة اسقطت الدعوة لنشر قوة مراقبين غير مسلحة تابعة للامم المتحدة لحماية الفلسطينيين والمساهمة في انهاء الانتفاضة الفلسطينية واعمال العنف في الضفة الغربية وغزة.
وظل موضوع نشر هذه القوة نقطة خلاف طوال اشهر ورفض اقتراح بشأنها في المجلس في ديسمبر كانون الاول.
وصرح تشودري بانه توصل الى اتفاق مع الدول الاوروبية في المجلس وهي بريطانيا وفرنسا وايرلندا والنرويج على مسودة تحث على تشكيل «الية» لم تحدد بعد لحماية الفلسطينيين. واستمرت المفاوضات المطولة خلال مطلع الاسبوع لكن الفرص امام التوصل الى اتفاق بدت محدودة حين احيا مندوب بنجلادش فكرة تشكيل قوة مراقبين تابعة للامم المتحدة وهي فكرة من المؤكد ان تدفع الولايات المتحدة لاستخدام حق النقض «الفيتو» في حالة طرح مشروع القرار للتصويت.
والقضية تدور حول مطلب فلسطيني متكرر بان يعلن اعضاء مجلس الامن الخمسة عشر رغبتهم من حيث المبدأ لارسال قوة مراقبين غير مسلحة تابعة للامم المتحدة الى الضفة الغربية وقطاع غزة حتى لو رفضت اسرائيل السماح لهم بالدخول الى هذه الاراضي.
ويعتقد الفلسطينيون ان وجودا دوليا قد يساعد على حماية ارواحهم.
وقال دبلوماسيون انه اذا استخدمت الولايات المتحدة حق النقض لاحباط مشروع القرار فان الدول الاوروبية الاربع التي قدمت مشروع قرار يمثل حلا وسطا وهي بريطانيا وفرنسا وايرلندا والنرويج ستمتنع عن التصويت. وقد تؤيد روسيا هذه المجموعة.
وطبقا لمشروع القرار الاوروبي يبدأ كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة مباحثات مع الجانبين بعد ان يعلن المجلس عن استعداده «للعمل فورا بناء على اتفاق الاطراف لإنشاء الية من اي نوع لحماية المدنيين».
وقال دبلوماسيون ان واشنطن تعارض عدة نقاط في المشروع الاوروبي بما في ذلك كلمة «آلية» لحماية المدنيين وانتقاد عملية توسيع المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية. وقتل 349 فلسطينيا على الاقل و67 اسرائيليا و13 من عرب اسرائيل في المواجهات المستمرة منذ ستة اشهر بين الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية.
وقال المندوب البريطاني بالمجلس السير جيريمي جرينستوك ان دول المجلس تريد التوصل الى نص يمثل حلا وسطا بحلول موعد انعقاد القمة العربية حتى يكون لدى الامين العام للامم المتحدة وهو يلقي كلمة امام القمة «موقفا محددا للمجلس يعمل علي اساسه».
ويخشى معظم اعضاء مجلس الامن ان يؤدي الفشل في التوصل الى قرار حول العنف في الضفة الغربية وقطاع غزة الى تصعيد التوتر في العالم العربي.
وقال جرينستوك بعد اسبوع طويل مرهق من المناقشات «هناك فرصة للتوصل الى نص يؤيده جميع اعضاء المجلس ولكني اصفها بانها فرصة ضئيلة».
وقال مندوب امريكا لدى الامم المتحدة «نريد التوصل الى نتيجة تكون واقعية وداعمة للاطراف... لوقف العنف وبدء عملية المحادثات مرة اخرى، لست متأكدا ان هذا هو ما يحدث ولكن هذا ما نعمل من اجله».
ومن جانبها زعمت اسرائيل انها ترحب بما تسميها الوساطة الهادئة لعنان الا انها لا ترغب في ان تلعب المنظمة الدولية دورا. وتستطيع الدول العربية حشد اغلبية من الاصوات بين اعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة وتضم 189 عضوا. لكن تبني اي قرار في مجلس الامن يستوجب الحصول على تأييد تسعة اصوات على الاقل مع عدم استخدام حق النقض من جانب اي من الدول الخمس دائمة العضوية بالمجلس. وفشلت محاولة مشابهة في ديسمبر كانون الاول الماضي لان مشروع القرار المطروح انذاك حظي بتاييد ثمانية اصوات فقط مما اعفى الولايات المتحدة من استخدام حق النقض.
|
|
|
|
|