|
| مدارات شعبية
عندما يبحث المشاهد عن شيء يفتقده في التلفزيون السعودي فانه حتما سيجده في الفضائيات الاخرى مثل البرامج الترفيهية والمسلسلات والافلام الوثائقية وغيرها من الاخبار السياسية والاقتصادية والرياضية، ولكن هل من المعقول ان يبحث عن الشعر الشعري في المحطات الاخرى؟
نعم هذا ما يحدث بالضبط حيث ان برامج التلفزيون المخصصة لهذا الغرض لا ترقى بذائقة المتلقي ولا تشبع حاجته كيف ونحن بلد المليون شاعر؟َ! ولكن لا نعرف منهم الا القلة وهم الذين يساعدهم الحظ في اقامة امسيات في الدول الخليجية الاخرى وآخرون ابرزتهم الصحافة الشعبية، ولو نظرنا الى الشعر الشعبي في الصحافة الشعبية لوجدناه انحصر في غرضي المدح والغزل بصفة عامة وذلك لان الصحافة الشعبية فرضت بصورة غير مباشرة على الشعراء الاغراض التي يطرقونها وهذا حرم المتلقي من التعرف على بقية اغراض الشعر.
واستطاعت وسائل الاعلام الخليجية استقطاب الشعراء واصبحت المجلات الشعبية لا قيمة لها بدون شعرائنا، ونظمت الامسيات والتغطيات الاعلامية لكل ما يقدم فيها اما التلفزيون السعودي الذي لا يقع عليه ادنى لوم حيث خصص جزءاً من برامجه لخدمة الموروث الشعبي الا ان القائمين على اعداد تلك البرامج تنقصهم الكفاءة في ادارة البرنامج وتقديمه بصورة جيدة تجذب المشاهد له من داخل البلاد وخارجها. فاين شعراء المناطق المختلفة؟ حيث يقدم المعد شاعرا واحدا وباقي فقرات البرنامج من المواد المسجلة في مكتبة التلفزيون التي عفا عليها الزمن لماذا لا يتم استضافة عشرة شعراء في الحلقة الواحدة على الاقل. من شعراء المنطقة الوسطى ثم الشمالية ثم الجنوبية وهكذا حتى يتعرف المشاهد على الشعراء من جميع المناطق.
لقد فقدت هذه البرامج مشاهديها لعدم قدرتها على التجديد في بلد غني بالشعراء الذين لا ينقصهم الا توجيه الدعوة لهم ليتعرف المشاهد على مسيرة الشاعر، وقديمه وجديده، وهذا التجاهل الاعلامي للشعراء البازرين ممن قدموا خدمات جليلة لهذا الموروث طوال مشوار حياتهم ليس في مصلحة احد بل هو ظلم واجحاف بحقهم ولا تقع عليهم لائمة اذا فروا الى وسائل الاعلام الاخرى.
|
|
|
|
|
