| ملحق مرور الطائف
أشعر بسعادة غامرة وأنا أكتب اليوم عن المرور؛ لأسباب كثيرة.
من هذه الأسباب التي تُطبق عليّ بحصار من السعادة في هذه اللحظة؛ تلك العلاقة القديمة التي تربطني بجهاز المرور؛ فقد تدرجت منذ الصغر؛ مع أنظمته ولوائحه ورخصه التي يحررها لضبط الحركة في الميدان، سواء للسير أو للقيادة؛ من دراجة عادية ودراجة نارية؛ ثم سيارة في آخر الأمر، ولديَّ رخصة سير دراجة خاصة محررة في الثمانينيات الهجرية، هي من أجمل وألطف ما أملك..!
* أكثر من ست وثلاثين سنة وأنا أعيش في علاقة حميمة مع هذا الكائن الذي يسمونه المرور.. أحترمه فيحترمني أكثر.. أقدره فيقدرني فوق تقديري له. وعندما توقف العمل بهذا الكائن ذات يوم؛ أحسست أن قلبي توقف عن نبضه، وأن جزءاً مني سار إلى رحمة الله..! ومن نتائج هذا الاحترام وهذه العلاقة الحميمة؛ أن سجلي مع صديقي العزيز نظيف والحمد لله من أي حادث مروري صغيراً كان أو كبيراً. لا من دراجة عادية، ولا من دراجة نارية، ولا من سيارة.
* ومن الأسباب إياها ما ارتبط بعشقي للصحافة والكتابة لها منذ أكثر من ثلث قرن، فكتاباتي الأولى في هذا الميدان، من أخبار وتحقيقات وصور ومتابعات، كانت جلها عن المرور ورجاله الأوفياء في الطائف المأنوس، وما أحتفظ به من قصاصات صحافية، يذكرني بأسماء قيادات عرفتها في مرور الطائف على مدى ثلث قرن مضى، كان لها وما زال احترام كبير في نفسي، منها على سبيل المثال لا الحصر، محمد نظمي، وعبداللطيف السريحي، وعبدالله مزين، وهاشم عبدالرحمن، وسعد مستور الشهراني، وأسعد عبدالكريم، وعبدالقادر مؤمنة، وعبدالكريم الفايز، وأحمد جليدان، وأحمد الشهري، وغيرهم.
* ومن تلك الأسباب أيضاً؛ سروري العظيم بعودة المرور إلى الحياة بعد سكتة قلبية مقيتة؛ سكتة.. ألقت بظلال الحزن والكآبة على المجتمع كله، حتى ارتفعت جراء ذلك حوادث السير، وتضخمت أرقام الموتى والمصابين، فأصبحت في خانة عشرات الآلاف سنوياً.
* نحن نعيش اليوم؛ زمن المرور.. الزمن الحلو الذي يُجسِّد عودة حقيقية للوعي العام بالسير في الشارع العام.
* هذا إذن هو زمن المرور؛ الصديق الذي لا نود أن يفارقنا مرة أخرى، ولا نود أن نسلاه في يوم من الأيام.
|
|
|
|
|