| عزيزتـي الجزيرة
لكي نسير في طريق الاصلاح الاجتماعي في وعي وتؤدة ونجاح ولكي يثبت المسلم للعالم اصالة المنهج الإسلامي وضرورته في جعل الحياة طيبة وصالحة، ولكي نكون عمليين في دعوة الناس إلى الإسلام وترغيبهم في مبادئه واقناعهم بأنه الخط الوحيد الموصل إلى حضارة نظيفة مشرقة، وإلى سعادة دائمة شاملة، ولكي نقوم بواجبنا الاجتماعي نحو الإنسانية عامة والمسلمين خاصة، لكي نفعل ذلك لابد من ان نبدأ نحن بأنفسنا حتى يكون سلوكنا وعملنا دليلاً ملموساً وآية ناطقة بصدق دعوتنا وجمال إسلامنا وكمال منهجنا ونجاح نظامنا وهذا ما يجب التنبه له ابتداء، وإلا فجهدنا كله ضائع. الدنيا مليئة بالشعارات، ومزدحمة بالدعاوى البراقة، وامواج المذاهب فيها متلاطمة، وافرازات العقول البشرية للآراء والأفكار والفلسفات لا تتوقف من يوم ان خلق الله الإنسان وستظل كذلك حتى تقوم الساعة، ومع كل هذه الشعارات وتلك الدعاوى والمذاهب والفلسفات والأفكار فإن البشرية في تاريخها الطويل لم تهنأ بطيب الحياة ولم تجد برد السعادة، ولم تشعر بالأمن والاستقرار إلا حين تجود رحمة الله برسول يتلقى من الله فيوضات العلم والحكمة والنور، ويقوم بين الناس داعيا إلى رحمة الله ودينه وفيوضاته ورحماته، ثم يجتمع من حول الرسول افراد او جماعات يتلقون عنه ما تلقاه هو عن ربه، وتنصهر عقولهم وقلوبهم ومشاعرهم ووجدانهم في بوتقة دين الله ونوره، وتشرق في نفوسهم انوار معرفة الله وحبه، وتتطهر بواطنهم وظواهرهم من كل اسباب الشرك والشر والدنس والاثرة والاخلاد إلى الدنايا والرذائل.
هنا فقط تجد البشرية سعادة لا يستطيع لسان وصفها، وتجد امنا واستقرارا وحياة طيبة لا يحلم احد بأفضل منها، وهذه فترات في حياة الإنسان قد تطول حتى تشمل اجيالا وقرونا حسب حَمَلة الرسالة من بعد رسولهم، وحسب صلاحيتهم لحمل هذه الرسالة وتأديتها للناس، واستجابة الناس لهذه الرسالة. وقد تقصر هذه الفترات حتى ما تزيد الفترة عن زمن رسالة الرسول أو زمن قصير بعده، كما ان هذه السعادة المستمدة من نور الله وفيوضات رحمته قد تتسع افقيا فتشمل قطاعا كبيراً من الناس وقد تضيق حتى تنحصر في افراد لا يزيد عددهم عن اصابع اليد الواحدة، وهذا معنى حديث مسلم الذي رواه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عُرضت عليّ الأمم حتى رأيت النبي ومعه الرُّهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي ليس معه احد.. الخ. إذاً لكي نقنع الناس بأن الإسلام جدير بحل مشكلات العالم، وبأنه دين العدل المطلق والاخوة الرحيمة، والمساواة المتناسقة مع الحاجة والحالة، ودين الوفاء للإنسان بحق الإنسانية من كرامة وحرية وحياة طيبة مناسبة، ودين البناء الحضاري القائم على أصول راسخة الجذور في الأرض، موصولة الفروع بالسماء، لكي نقنع الناس بذلك لابد من البدء بأنفسنا.. لابد من التجربة والملاحظة حتى يثبت لنا عملياً ان الدين كذلك، وهو ثابت لاشك فيه ثم بعد ذلك نعرض على الناس ادويتنا ونقول لهم: هانحن اولاء أصحاء الاجسام اقوياء أسوياء،
خير الناس حالا واعزهم جانبا، واطيبهم نفسا، واحسنهم استقرارا لسبب استعمالنا لهذه الأدوية الوقائية والعلاجية والمقوية، وجميعها تشمل كلمة واحدة هي: «الإسلام». هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد صاحب الهجرة ونشهد انه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وجعل الله هذا العام سعيداً على كافة الشعب السعودي النبيل في ظل قيادة حكومتنا الرشيدة وعلى كافة الامتين العربية والإسلامية.
وكل عام وانتم بخير.
سعد مسفر شفلوت
عسير/ سراة عبيدة
|
|
|
|
|