| الاقتصادية
يظن بي بعض الزملاء والأصدقاء العاملين في بعض الشركات والمؤسسات خيرا حينما يحدثونني عن علاقتهم مع مديريهم او بالأصح علاقة مديريهم معهم.
حيث يشتكون من تعالي اولئك المديرين عند التعامل معهم واستخدام اولئك لألفاظ تنبئ عن عدم احترام الطرف المقابل والاكتراث به بالاضافة الى اعتداد اولئك المديرين بآرائهم وعدم تقبلهم لآراء الآخرين.
ويستفسرون عما اذا كانت هذه أنماط ادارية يستخدمها المديرون عادة في تعاملهم ام هي تصرفات فردية ترتبط بنفر محدد من المديرين، والاجابة التي من الصعب تعميمها لأنه لا بد من دراسة كل حالة على حدة ان هذا النوع من المديرين لا يعاني من نقص اداري فقط ولكنه يعاني قبل كل ذلك من قصور تربوي. اذ ان الادارة تنظيرا وممارسة تتطلب ان يتوفر في المدير الحد الأدنى من القدرة على التعامل مع الآخرين واحترامهم.
وهذا قد لا يكون على أهميته من أجل «عيون» هؤلاء الآخرين، ولكن لأن المدير لا يستطيع ان ينجح بمعزل عن هؤلاء، وبالتالي تحتم عليه طبيعة العمل ان يسعى جاهدا للحصول على ما لدى هؤلاء من افكار واقتراحات ستساهم بلا شك في دعمه ومساعدته في تحقيق اهداف المنشأة او الادارة المسؤول عنها. ثم ان الادارة بصفة عامة هي اتخاذ قرار وهذا القرار يبنى على معلومة وكلما وجدت البيئة التي تسمح بتوفر تلك المعلومة كلما تمكن المدير من اتخاذ القرار المناسب، وغني عن القول ان الموظفين ومساعدي المدير هم اقدر الناس على توفير مثل تلك المعلومات.
ولكن المشكلة تكمن في ان بعض المديرين ونتيجة لتربيته وثقافته، ولجهله وعناده في الكثير من الأحيان، لا يدرك مثل هذه الأمور، حتى لو قرأ الكثير من كتب الادارة وحضر العديد من الدورات فيها. فالمشكلة ثقافية تربوية، وان كان من الصعوبة عزل البعد التربوي والثقافي عن الادارة وبالتالي عن سلوك المدير.
الا ان الحل الوحيد يقع على عاتق اصحاب القرار في الشركات بحكم انهم المسؤولون عن اختيار وتعيين هؤلاء المديرين. فهناك الكثير من الصفات السلوكية التي لا بد من التأكد من توفرها في الشخص المرشح، بغض النظر عن خبرته العملية وخلفيته العلمية. لأن بعض الأشخاص جبل على العناد والاعتداد المبالغ فيه بالرأي وعدم احترام آراء الآخرين وغير ذلك من الصفات التي لو حاول المختصون في الادارة وعلماؤها من تغييرها في ذلك الشخص لعجزوا او كان أثرهم محدودا لأن «الطبع يغلب التطبع» كما يقال.
|
|
|
|
|