| مقـالات
(1)
<< الأفكار الكبرى في التاريخ عطاء أفراد، وتغيير المجتمع عطاء جماعة
عبدالله العلايلي
***
<< للسوق الصبحُ، وللجامعة العصر
وللتعب اليومي جميع الوقت..
متى يبدأ نهاري..؟
مهدي عامل
***
<< قالوا: أتعرفه؟ فقلت: وكُنْهَه
عرفانَ نور الشمس باللألاءِ
ولربَّ أرواحٍ تُذيعُ صفاتها
حتى وإن عريتْ عن الأسماء
الجواهري
***
(2)
<< لا تحاوره
فقد تاهَ اسمه..
<< لا تخاطبه..
توارى رسمُه..
<< لا تبحثنَّ عن المكان
أو الأمان..
<< عنوانه صوت الصدى..!
وزمانُهُ لون المدى..
<< تراه إذ تراه مرتيْن..
يحرك الجموع إذْ تنامْ..
ويرفض الخنوعَ.. والظلام..
وينثني في ضجر الأيامْ..
<< يقول إن لي حبيبتيْن..
ترددان جملتين..
أحبُّه لأنه الإنسانْ
أعشقُه إذْ يختفي الأمانْ
هذا هو «المناضلُ»... «الجبانْ»
هذا هو الإنسان..!
***
(3)
<< استطاع مطربٌ «عاميٌّ/ريفيٌّ/أميٌّ/مغمور» (وهو بهذه الصفات مجرد من أيِّ إمكاناتٍ لأيِّ استطاعة) أن يكون محط اهتمام وسائط الإعلام «المصرية» ثم «العربية»، وتجاوزها إلى «العالمية»، وبثت «الC.N.N» مقاطع من أغنيته.
< (أنا «أكره» إسرائيل/ أقولها لو «انسجن»)
< والتي تمضي لتأكيد شعور العداء نحو «يهود» في نفس الإنسان العربي «البسيط» الغائب (أو ربما المغيَّب) عن معادلات التوازن الاقليمي والدولي، ومتغيرات العولمة أو «الأمركة»، ومبادرات «روجرز» و«كسنجر» و«كارتر» و«كلنتون» واتفاقات «كامب ديفيد» و«أوسلو» و«شرم الشيخ»، ونحوها.
** لم يكتف «شعبان عبد الرحيم «45 عاماً» بهذه الأغنية، فواصل مهاجماً «الموساد الصهيوني» بأغنية، ومتهكماً بتهديد «الجزَّار شارون» بتدمير «السد العالي» بأغنية أخرى، وراثياً الشهيد الصغير «محمد الدرَّة» بسواها، وبيعت من أشرطته «الملايين»، وأصبح «شعبان» مطلوباً في حفلات الجامعة الأمريكية، والفنادق الفارهة، ونجماً بين أبرز النجوم..!
<< مطربٌ بلا «إمكانات» يتجاوز كل «السدود» وبينما كان «هابطاً» بالأمس أصبح «راقياً» اليوم، وإذْ ظلَّ حتى منتصف عمره مشرّداً، بات بعد ذلك من وجوه المجتمع، ومطلوباً في «لندن» و«باريس»، وكان يزاحم في «المايكروباص» فأصبحت له «سياراتُه» وأرقام حساباته و «إدارة» لأعماله..!
<< ومن شاء المزيد عن هذه الظاهرة فلن يضنيه البحث، ولنا أن نتجاوز الظاهرة إلى ما وراءها..!
***
(4)
<< مثل أول يلخّص رؤيةً «مطمورةً» أحياناً في ممارسات دول العالم الثالث، وتطالب بأهمية وجود «رجل الشارع» في «القرار العام» إذا أريد له «النفاذ» و«التنفيذ»..! فبرغم كلِّ محاولات «السلام»، وعثرات «الاستسلام»، فإن «جملةً واحدة» (أنا أكره إسرائيل) طارت بها «فضاءاتُ» العربي الذي لم يُستشر فاحتفى بممثِّله الحقيقي القادم من قريته المتواضعة «ميت حلفا» الذي لا يمارس «السياسة» ولا يعرف «القانون»، ولم يدخل ولن يدخل في حسابات «الكبار»..!
<< ليس «المهمُّ» أن يتحول «المغنِّي الأميِّ» إلى « نجم» كما لا يمكن أن يتحول إلى «بطل»، ولكن «الأهمَّ» هو أن كل «القرارات»، و«المفاوضات» التي يصنعها «السياسيُّون» لا تنعزل عن «الأحلام» و«التمنيّات»، التي يُخْلص لها «البسطاء» ولا يصحُّ لهم أن ينسوْها «بدعاية» أو يقلل منها «تقادم»، أو ينفيها «تهويل» أو «تضليل»..!
***
(5)
<< ذلك مثلٌ من عالم السياسة «المتغيِّر الصاخب الذي لا يؤمن «بالثوابت»، وهو عالم عُهِدَ منه أو فيه استجابته (ولو على المدى) لطموحِ «الجماهير»، ويقينُه أن أيِّ قرار يتجاهل رغبة الانسان «العادي» أو رجل الشارع «البسيط» سوف يتجاهله «الزمن».
<< وثمة مثالٌ أبرزُ من دنيا «الثقافة» التي يتصور بعض «سَدَنِتها »أن بمقدورهم فرض «مذهبٍ» أو «منهجٍ» أو «نظرية» على ذائقة «المتلقين» أو عقولهم، وقد حشدوا من أجل ضمان التفوق لتوجهاتهم كل ما أتيح لهم من «مكانةٍ» أو «إمكانات» سعياً «لنشرِ» أصواتهم، وفناءً من أجل «إسكاتِ» الصوت الآخر، ثم مضى الوقت فإذا «المتابع» حيث هو، فلم يتأثر بل أثَّر، ولم يتداعَ وإنما دعا، ووعى، وحكَّم في النهاية ما رآه، فلم ينتصر أرباب «التجديد»، كما لم يتفرد أساطين «التقليد»، ! واستفاد «القارئ» في النهاية، فقد كان هو «المبتدأ» وظلَّ كما شاء هو «الخبر»..!
***
(6)
<< في مثلٍ ثالث أُعجبنا جميعاً بتجربة «اليونسكو» التي أسمتها «كتاباً في جريدة..» وإذْ احتفت بها مجموعة من أبرز الصحف العربية، ووزع من إصداراتها ملايين النسخ، وسعت «الهيئة الاستشارية» التي مثلت تياراً متجانساً (وهنا الخلل) لاختيار أفضل الإصدارات من وجهة نظرهم، فإن محاولات تكريس هذه الإصدارات على أساس أنها الأبرز وأن أصحابها هم الأجدر لم يحظ بالاستقبال ذاته من قِبَل الجمهور، وبرغم النوايا الطيبة خلف هذا المشروع، إلا أن أحاديَّة «القرار» التي سادت مراحل الاختيار قد أثَّرت في رواج الكتب وقبول الكُتَّاب، مما يعني عدم تحقيق الأهداف بالشكل المخطط له أو المأمول منه..
<< لو أحسنت الهيئة اختيارها بعيداً عن توجه أعضائها لما خضعتْ لكثير من المساءلات، والضغوط، ولما ساد في أوساط العامة والخاصة اتهامات «التحيُّز» و«الأدلجة» و«الإقليمية» الضيِّقة.. وهو ما يدلّ ببساطة على أن «الجماهير» هم «الفاتحة»، كما أنهم «الختام»..!
***
(7)
** في أمثلةٍ أخرى مشابهة يستطيع المتابع للمتغيرات «المجتمعيّة» إدراك انتصار قرار «الناس» في النهاية مهما بذل من جهود استثنائيَّة، وتوفير حماية «سلطويّة» وحشد رايات «العُرف» و«العادة» و«العيب» لفرض سلوك معيّن أو انتقاص سلوك آخر..! والمساحة «المكانية، كما الحساسية «الفكرية» لا تأذن بمزيد من الإفاضة، لكنها تؤكد أن «المنع» أو «الإلزام» لا يخلقان وحدهما نظاماً عصيّاً على «النقض» ما لم يسنده «إقناع» ومن ثم «اقتناع»..!
***
(8)
<< يمتازف الخطابُ «الثقافي» الغربيُّ «بالتنوع» مما يتيح لكل صوتٍ الامتداد، والتمكن حسب تأهيله من امتلاك منطقة «المناورة» و«المحاورة» ومن ثم «التقدم» أو «التراجع» تبعاً للتطور التاريخي المؤثِّر في مجموعة القيم والقرارات والآراء والمصالح، وانتفت العقلية «الالغائية» التي تتصور أن «سطوتها» كفيلة بفرض توجهاتها، أو أن «ضعف» غيرها ضامنٌ لإسناد «الصدارةِ» إليها، واكتفاء سواها بالتبعية والإذعان..
***
(9)
<< كان من رأي العلاّمة الراحل الشيخ عبدالله العلايلي «توفي عام 1996» أن «الإبداع» إنجازٌ «فرديٌّ»، أما التطور فإنجازٌ «جماعيٌّ» وقال: إن «فولتير» سيظل فولتيراً حين يكون فرداً مفكرا،ً أما إذا أضحت الجماعة فولتيرية فإنه يحدث التطور..!
<< والنظرة «العابرة» كما «الفاحصة» إلى الواقع العربي تؤكد امتلاء هذا المجتمع بالنماذج القادرة على عمل «التغيير» و«التطوير» وهي بذلك تتشابه مع المجتمعات المتقدمة الأخرى، إذ إن «تهميشها» على مستوى القرار الجماعي برغم «تصديرها» على مستوى الحفاوة الفردية أوجد فجوة هائلة بين مستوى «التفكير» و«التنظير» للإنسان العربي «المتفوق» والانحسار المقابل للكينونة العربية «المتخلفة»..!
<< ويلاحظ راصدو المتغيرات العربية منذ قرون تضاؤل «الثوابت» المستقرة في إطار الفعل «الثقافي» و«الاجتماعي» و«السياسي» لدرجة ينفصل فيها «القرار» عن «المبادئ»، و«المبادئ» عن «التطبيق»، و«التطبيق» عن «الديمومة» و«التأثير»..!
<< مخطئ من يظنُّ أن بإمكان «نظامٍ» أو «إعلامٍ» أو «شلّةٍ»، أو ما حكتْه هذه الأربعاوية في ثناياها، الانفصالَ عن الإرادة المطلقة للإنسان «المتعب» «الغائب» في تفاصيل حياته المحاصرة بالكفاح والضنى، والغارق لرأسه في هموم البحث عن المعيشة الكريمة، وهو مع هذا وبرغمه منتبهٌ لما يدور حوله، مدركٌ دوره، مؤمن أنه قادر ذات يوم أن يلغي ما استقر، ويقرر ما ألغي، ويخطِّئ ما صحَّ، ويصحح ما أخطأ، وتصبح له «الكلمة» الأعلى وإن ظلّت «قامته» الأسفل..!
< من يصنعُ القرار غيرُ من يوقِّعه!.
IBRTURKIA@HOTMAIL.COM
|
|
|
|
|