|
| مقـالات
سعدت كثيراً عندما تبنى مهرجان الجنادرية هذا العام تكريم مجموعة من رجال الأعمال تقديراً لجهودهم وتفانيهم في خدمة مجتمعهم، ولعل مصدر هذه السعادة، ان المهرجان قد اتجه اخيرا لتكريم فئات متعددة من المواطنين بعد ان كان التكريم مقصوراً في السابق على شريحة معينة، لقد كنت أتمنى دائما ان يكون التكريم باسم الوطن لكل من قدم خدمة للمجتمع من موقعه اياً كان هذا الموقع من باب الاعتراف بالفضل لأهله. وانطلاقاً من شيمة الوفاء الذي هو سجية من انبل وأرق السجايا الإنسانية، فإنني ارجو واتمنى ان يستمر المهرجان على هذا النهج في تكريم من يستحق من أبناء الوطن وأن يتسع نطاقه ليشمل مختلف الشرائح والمستويات من أطباء ومهندسين وإعلاميين وعسكريين وإداريين ومعلمين ودعاة وكل ذي فكر أو رأي قدموا ولا يزالون يقدمون عصارة فكرهم وخالص جهودهم لخدمة مجتمعهم وكم في مجتمعنا من مخلصين افنوا حياتهم وشبابهم في سبيل وطنهم بعيداً عن الأضواء يستحقون منا ان نوفيهم حقهم من التقدير والثناء نظير ما قدموه وبذلوه.
ان هذه النماذج ينبغي ان نوفيها حقها حتى تكون قدوة تحتذى ومثالاً يقتدى به، إننا بهذا التكريم نصنع نجوما يهتدي بها شبابنا وجيلنا الصاعد ويسعى للسير في ذات نهجهم وطريقهم.. يدفعهم إلى ذلك ان مجتمعهم يقدر جهود المخلصين ويوفيهم حقهم، ويدفعهم حب الوطن الذي وفّت له هذه النماذج المضيئة إلى النجاح والمثابرة.
ان تقدير المبدعين والمبدعات وتكريمهم سمة من سمات الرقي والتقدم وهو كذلك مؤشر ومقياس لمدى تحضر المجتمع، وايضاً حافز ودافع لكل فرد في هذا المجتمع على الاخلاص والتفاني وأن جهده غير مضاع وأن هناك من يرصده ويقدره، مما يعمق من شعور الحب والولاء والانتماء لهذا الوطن، هذا الوطن الذي قدم لنا الكثير والذي بادلناه ذلك حباً ووفاء من حقه علينا ان نكرم من اخلص له من أبنائه.
ان مهرجان الجنادرية الذي نباهي به العالم بتراثنا وماضينا المجيد هو ايضاً فرصة مناسبة للمباهاة بحاضرنا الزاهر من خلال تكريم هؤلاء النخبة من أبناء الوطن.
د. خالد بن سعود البشر
أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية
|
|
|
|
|
