| الاخيــرة
لدى إطلالة أية قمة عربية أو إسلامية يكثر الحديث عما ستحققه هذه القمة أو تلك لصالح العالم العربي والاسلامي.. ويكثر اللت والعجن والتخرصات والتخمينات عن المواقف المتباينة والتي هي أشد عوامل السلبية وأخطرها.. وتصدر قرارات وتعهدات صارمة بتنفيذها ولكن آخر العهد بها - لدى كثير من هذه الدول - هو نشرها واذاعتها ثم تنام (نومة العروس) في أضابيرها. الى أن تأتي القمة الأخرى وهكذا دواليك.
وأقرب مثال على ذلك ما تقرر في قمة القاهرة (الانتفاضة) والتي اقترح فيها الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي تكوين صندوقين أحدهما لدعم الانتفاضة والآخر لصندوق القدس بمبلغ 1000 مليون دولار والتزمت المملكة بتحمل (250) مليون دولار وحدها وأوفت بما التزمت به،
وأسهمت الكويت وبعض الدول الخليجية بنصيب في هذا المجال.
ولكن الدول الأخرى لم تقدم للصندوقين إلا ما يمكن أن يسمى (تحلة القسم) ولذلك بقيت مساندة الشعب الفلسطيني المساندة الفعلية مقصورة أو شبه مقصورة على ما تقدمه المملكة العربية السعودية وبعض الدول الخليجية.
وليست دول الخليج بأغنى من بعض الدول العربية ذات الموارد الطبيعية الكثيرة من صناعة وزراعة وسياحة.
هذا مثال واحد من أمثلة التقاعس عن تنفيذ ما تقرره مؤتمرات القمم العربية. والقمم الاسلامية أضعف وأتعس من القمم العربية.
فهل ستحقق قمة عمّان ما عجزت عن تحقيقه القمم السابقة؟
لا أعتقد ذلك.. وإن غداً لناظره قريب.
إن أمام قمة عمّان مهام جسيمة يأتي في طليعتها:
1- وجوب الاصرار على استمرار الانتفاضة حتى توقف اسرائيل عدوانها البشع على الشعب الفلسطيني.
2- وجوب الاصرار على قيام الدولة الفلسطينية على ترابها المحتل من قبل اليهود وعاصمتها القدس.
3- السماح بعودة من يرغب من اللاجئين الى ديارهم وتعويض من لا يرغب العودة.
4- أن تصحح الدول التي ساندت العدوان العراقي في غزوه الكويت - موقفها حتى يكون منسجما مع الحق والعدل. وهذا يقتضي منها؛ وبإجماع من هذه القمة؛ أن تطالب النظام العراقي بالاعتذار عن عدوانه على الكويت، والى السلم مع جيرانه.
5- ان يعيد العرب جميعا النظر في سياساتهم (الاعلامية) التي أثبتت فشلها في خلق التعاطف لدى الشعوب الأوروبية والأمريكية مع الكفاح المشروع للشعب الفلسطيني في تحرير أرضه واقامة دولته المستقلة على كامل أرضه.. وعليهم ان يتجهوا باعلامهم الى مخاطبة الأوروبيين والأمريكان مخاطبة عقلانية منطقية وبالأساليب التي تؤثر فيهم.. لا بالضجيج والعويل.
ولعل من أهم عوامل التأثير في العالم الغربي توجيه الأسئلة التي قد تعيد الآذان (المتصاممة) الى الاصغاء لهذه الأسئلة والتفكير في الاجابة عليها نحو:
* لماذا هذه الانتفاضة أو الكفاح الفلسطيني؟ أليس هذا الشعب يعيش تحت القهر والعدوان والاحتلال والحصار الذي يمنعه حتى من تحصيل لقمة عيشه؟
* أليس من حق الشعب الذي يأبى عليه المحتل لبلاده أن يكفاح ويناضل في سبيل تحقيق حريته واستقلاله كما تفعل كل الشعوب المغلوبة على أمرها؟
* أليس من الظلم أن يقارن ما يقوم به من كفاح يتمثل في رمي الحجارة على الجنود الذين يقتلونه ويجوعونه ويحاصرونه - بالدبابات والطائرات والصواريخ التي تحصد بها اسرائيل شبابه وأطفاله ونساءه وتدمر أساسيات حياته السكنية والمعيشية؟
* أليس مجلس الأمن قد أصدر القرارات (الملزمة) بانسحاب اسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م ومن ضمنها (القدس) واسرائيل ترفض الانصياع لقرارات أعلى سلطة في العالم؟
* أليس من حق اللاجئين العودة الى ديارهم وبيوتهم وممتلكاتهم وفق قرار مجلس الأمن الخاص باللاجئين واسرائيل ترفض ذلك؟
* أليس من واجب الدول الكبرى، وخاصة أمريكا، أن تلزم اسرائيل بتنفيذ القرارات الشرعية الدولية ليحل السلام بينها وبين جارها الشريك الملاصق وجيرانها الآخرين.. وبذلك يعيش الجميع في أمن وسلام ووئام؟ اللهم بلى.
وبعد:
فمتى يستفيق ضمير الغرب.. فينصف المظلوم من الظالم ويرجع الحق الى أهله؟
الجواب: عندما نلتزم شعوبا وحكومات بالاسلام عقيدة ونظام حياة ولا شيء غير ذلك (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).
|
|
|
|
|