رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 27th March,2001 العدد:10407الطبعةالاولـي الثلاثاء 2 ,محرم 1422

متابعة

الأمير سعود الفيصل في حديث لـ «الجزيرة»:
عودة العراق للصف العربي تتطلب من بغداد تنفيذ قرارات مجلس الأمن
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس له مردودات سلبية... ونأمل من واشنطن تقييم هذه الخطوة
المملكة تجاوبت مع احتياجات السلطة الفلسطينية ودفعت 40 مليون دولار و تؤيد سوريا في تفعيل المقاطعة
* *عمان حوار سليم الحريّص جريّد الجريّد:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية موقف دول مجلس التعاون من القضية العراقية بأنه يرتكز علي مصلحتين أساسيتين هما ضرورة التزام العراق بقرارات مجلس الأمن والتأكد من عدم تكرار ماحدث من غزوه للكويت ونفى سموه اعتراض دول مجلس التعاون على رفع العقوبات عن العراق بل أكد سموه دعوة دول مجلس التعاون رفع العقوبات عن الشعب العراقي مبيناً سموه في هذا المجال بأن المملكة تقدمت بمبادرة لو أُخذ بها لكانت الآن العقوبات رفعت عن العراق ولكنها رُفضت في حينه، وتطرق سموه في حديثه ل «الجزيرة» عن الوضع في الأراضي الفلسطينية، وأكد سموه ضرورة التزام الدول بوعودها وتقدم المبالغ لسد الحاجة الآنية للفلسطينيين وفيما يلي نص الحوار:
* هل هناك سمو الأمير مواقف إيجابية خلال جلسات المؤتمر الوزاري وتطور إيجابي على صعيد الحالة بين الكويت والعراق؟؟ وأين وصلت؟؟
بالنسبة للعراق وموقفها وأعني دول مجلس التعاون كان واضحاً وهو تنفيذ قرارات مجلس الأمن وهناك صورة غير حقيقية كانت تُظهر دول مجلس التعاون أنها ضد رفع العقوبات عن العراق وبقاء الحصار على الشعب العراقي وهنا شيء غير صحيح ولكن هذه الصورة ركز عليها الاعلام العراقي وثبت الآن أنه لم يكن هناك فقط معارضة لرفع العقوبات ولكن دعوة لرفع العقوبات من قبل دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة بشكل خاص سبق وأن تقدمت بمبادرة لو أخذ بها لكانت الآن العقوبات رفعت عن العراق ولكنها رفضت في حينه، أيضاً الأعمال العسكرية ضد العراق وأنتم تعرفون بصفتكم تمثلون الصحافة السعودية أنه حتى أثناء زيارة وزير الخارجية الأمريكية وضحت المملكة رؤيتها في هذا الخصوص بأنها تعتقد أن العمل العسكري ليس له نتيجة جيدة تحت ظل الظروف وبطبيعة الحال فأراضي المملكة لن تستخدم لأي عمل عسكري تجاه أي جار من جيرانها ومن باب أولى تجاه العراق.. هذه المزاعم أسقطها هذا المؤتمر وظهر موقف دول مجلس التعاون كما هو على حقيقته وهو الذي يرتكز على أن هناك مصلحتين أساسيتين.. التأكد من عدم تكرار ما حدث في عام 1990م وضرورة التزام العراق بقرارات مجلس الأمن لتجنب العودة للحالة التي حدثت في عام 90 أما الجوانب الأخرى.
رفع العقوبات، رفض الأعمال العسكرية، السماح للطيران المدني بنقل الركاب كل هذا لم يكن عليه أي اعتراض من دول مجلس التعاون الخليجي.
* أثير كثير من اللغط حول عدم مشاركة سمو ولي العهد في القمة وأن هذا الأمر يعني أن المملكة لم تعد مهتمة أو هي تشكك بمواقف المملكة فما هي الحقيقة سمو الأمير؟؟
هذا بدون شك غير صحيح وسبب تغيب سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز هو لظروف شخصية بحتة شرحت للاخوان الاردنيين أثناء زيارة جلالة الملك عبدالله. ومشاركة المملكة ومساهماتها في أعمال هذه القمة لن تتأثر ولن تتغير وستبقى المملكة داعمة للتضامن العربي ولمؤسسات التضامن العربي والقمة أصبحت الآن بعد اقرارها كقمة دورية على رأس المؤسسات العربية ودعمها واجب والمساهمة في فاعليتها.
* هناك حديث من الإدارة الأمريكية عن نقل سفارتها للقدس فماهو الموقف فيما لو أقدمت الإدارة الأمريكية فعلاً وقامت بنقلها؟
سبق للوزير «باول» أن أعلن أنه أساء التعبير وأيضاً أعتقد أنه عمل خاطئ وخاصة من جهة مسؤولة أساسية لعملية السلام وراعية له وسيكون عملا لايتمشى مع هذا الدور ومع دورها القيادي في العالم وهذا القرار سيقلب المنطقة رأساً على عقب.. ونحن لا نستبق الأحداث وما نأمله الآن من الولايات المتحدة أن تقيّم هذه الخطوة ومردوداتها وبدون شك أن ليس لها مردودات إلا مردودات سلبية.
* سمو الأمير يقال إن المملكة تحاول إبعاد العراق عن الصف العربي بعدم رفع الحصار عنه وتشددها؟؟
هل التي أخرجت العراق من الصف العربي هو المملكة العربية السعودية؟؟؟ أم غزو العراق للكويت؟؟ الإجراء الذي أخرج العراق من الشرعية الدولية والشرعية العربية هو الاجراء الذي اتخذه العراق.. المملكة لاتسعى إلى عزل العراق ولكن تسعى إلى عودة العراق ليمارس دوره في الساحة العربية ولاتنس أنه وإلى فترة قبل غزو العراق للكويت كانت أقوى علاقات موجودة بين دولتين عربيتين كانت بين العراق والمملكة..
هذا الذي يعبر عن ارادة المملكة العربية السعودية ولكن عودة العراق إلى الصف العربي لن تأتي إلا باجراءات عراقية وليست اجراءات سعودية ومنها عندما نقول ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن المعنية بالحالة بين العراق والكويت حتى يعود العراق للصف العربي بشكل لا يقتصر على أخطاء الماضي وإنما يصححها ويوفر الاطمئنان والثقة بأن ماحدث عام 1990 لن يتكرر مرة أخرى وهذا ما نأمل.. أما الجوانب الأخرى المتعلقة بمصلحة العراق كرفع العقوبات التي أدت إلى التأثير على مصالح الشعب العراقي بشكل كبير فالمملكة لاتدعو فقط لرفعها ولكن كان لها مبادرات في هذا الاطار حتى الأعمال العسكرية التي اتخذت ضد العراق كانت المملكة دائماً ضدها وأعلنت مراراً وتكراراً بأنها لن تسمح بأن تكون أرضها منطلقاً لأي أعمال عسكرية ضد العراق وهذا ما سيؤكده ان شاء الله البيان الختامي إذا تم له التوفيق وبأن يوافق عليه.
* وماذا سمو الأمير عن منطقة الحظر الجوي لجنوب وشمال العراق؟؟
منطقة الحظر الجوي موضوعة لحماية الحدود من التحركات العراقية ولاتنس أنه كان هناك غزو عراقي في ظلماء على جاره وليس فقط ذلك ولكن سنة 1994م كان هناك حشود أيضاً فالحظر الجوي مرتبط بضمان عدم التحرك العسكري ولأن دول وحدود دول الجوار والخطاب السياسي العراقي لايشجع ولايطمئن في هذا الاطار والمسؤولون العراقيون بين فترة وأخرى يهددون ويتوعدون وآخرها تهديدات وزير الخارجية الأخيرة التي سمعناها تجاه الكويت في إحدى الصحف قبيل المؤتمر وحتى تستقر الأوضاع وتتطبع العلاقات.. ما قمنا به من التعبير عن إرادتنا في المساعدة برفع المعاناة عن الشعب العراقي والوقوف ضد الأعمال العسكرية يعبّر عن نوايا صادقة لدول مجلس التعاون تجاه العراق ومن زاوية أخرى على العراق أن يعبر أنه لايشكل تهديدا لهذه الدول ولن تستقر الأوضاع الا إذا صدرت هذه المؤشرات من العراق..
* العراق يطالب سمو الأمير برفع الحظر حول «مليار» «يورو» للانتفاضة؟؟
لانعرف.. ولكن إذا كانت امكانات مادية ستصرفها، على العراق لدعم القضية الفلسطينية فأفضل من أن تصرفها في اتجاهات أخرى غير مفيدة ونحن نرحب بهذا الإعلان ونأمل أن يرى طريقه إلى حيز التنفيذ.
* في لقاء مع معالي وزير الخارجية الأردني سابق أشار إلى وجود آليات لإيصال الدعم الذي أقرته قمة القاهرة من خلال الصندوقين فهل توصلتم سمو الأمير أو اتفقتم على صياغة آليات جديدة في هذا الشأن؟؟
قُدم دعم لمساعدة الأسر ومساعدة البناء للشعب الفلسطيني حتى لايكون رهينة للضغوط الاسرائيلية بالصندوقين اللذين اقترحهما سمو الأميرعبدالله وخصص مبالغ لها بعد ذلك الاجراءات الاسرائيلية من غلق المنافذ تسببت في أعباء على الفلسطينيين فأصبحوا يواجهون احتياجات مالية آنية بقدر مايحتاجون إلى استثمارات للبنية الأساسية وللتطوير الاقتصادي وتحصينه عن الاجراءات الفلسطينية فتجاوبت المملكة بهذا الخصوص ودفعت «40» مليونا للسلطة الفلسطينية وهناك مطالب للصندوق، فالصندوق لم يشكل من المملكة ولكن من دول أخرى وفيه بعض الدول لم تكمل ايصال التزاماتها للأهلية التي وجدت وهي البنك الإسلامي للتنمية فإذا وصلت هذه المبالغ فجزء منها مخصص إلى أن يذهب لتوفير الدعم المالي الآني للسلطة الفلسطينية اجتمع المجلس الاقتصادي وراجع هذا الموضوع ونأمل من أن القمة عندما تلتئم تتخذ قرارا في هذا الاطار لأن الحاجة واضحة للفلسطينيين والرغبة أكيدة في تفعيل المساعدات العربية للفلسطينيين حتى تستطيع ان تقاوم الاجراءات الاسرائيلية ونأمل من الدول الأخرى أن تفي بالالتزامات التي وعدت بها ونأمل ان يكون في هذه المبالغ مايكفي لسد الحاجة الآنية للفلسطينيين ولكن المعالجة الأساسية للموضوع هو ألا يسمح لاسرائيل أن تأخذ الاجراءات الأحادية الجانب في المعاقبة الجماعية ومن ضمنها المعاقبة الاقتصادية الجماعية مثل القرارات التي تتخذها وفي هذا الاطار هناك ضرورة ملحة لأن يتعاون المجتمع الدولي في الوقوف أمام هذه الأعمال الاسرائيلية خاصة أن هناك دعما يذهب للفلسطينيين من هذه الدول سواء الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية فيذهب هباء منثوراً من اجراءات قمعية التي تتخذها اسرائيل لايخدم الأغراض التي جاء من أجلها الدعم ويذهب فقط لمعالجات آنية ولايعني اقتصادا فلسطينيا ديناميكيا قادرا أن يحمي نفسه من الاجراءات الاسرائيلية التعسفية فهناك بالإضافة إلى الدعم المادي اجراءات في الجانب السياسي والتحرك الدولي الواجب اتخاذها هي في حقيقة الأمر الحل الأساسي لهذه المشكلة وهي إيقاف الأعمال الأحادية الجانب من قبل اسرائيل لقفل المعابر والاجراءات الأخرى التي تنفذها ضد الشعب الفلسطيني على هواها ففي أي فترة تريد تقفل وتمنع استلامهم للموارد الخاصة لهم وتتخذ اجراءات وعقوبات جماعية.. اتفاقية جنيف ترفضها وكل الشرائع الدولية ترفضها وبالتالي أن يكون هناك اجراء لحماية الفلسطينيين من هذه الاجراءات الاسرائيلية.
* سمو الأمير وحتى الدول المانحة تشترط وقف العنف وهي بهذا ساوت بين المُغتصَب والمُغتصِب بين من هو مدجج بالسلاح ومن يحمل الحجر؟؟
هذه صورة غير ايجابية وغير عادلة يعني أين المقارنة.. الآن كل فلسطيني هو إذا كان يستطيع أن يسمي مقاومة الاحتلال عنفا فهناك قلب للمعايير.. فرق بين مايسمى بالعنف الفلسطيني وهو أطفال الحجارة كما اشتهر بتسميته وبعض المقاومات التي يقوم بها أفراد فقدوا الأمل من كل شيء ومستعدين أن يضحوا بكل شيء بأنفسهم فهل يسمح بهذه الاجراءات أن تؤدي إلى قيام عقوبات جماعية للشعب الفلسطيني برمته..
اتفاقية جنيف ترفض هذا رفضاً باتاً كأسلوب للتعامل.. وكونه يكون هناك وصف للعنف للجانبين أعتقد أن هذا ظلم كبير ولوقف العنف الاسرائيلي من حصار وإغلاق.. لن يكون هناك بالمقابل أي عنف فلسطيني.. الإدارة الفلسطينية دللت أنها ضد العنف وضد أعمال العنف ولكن لا نستطيع أن تمنع فردا فقد أمله في الحياة ومستعدا أن يضحي بحياته ولايمكن أن تحمل الإدارة الفلسطينية مسؤولية هذا والذي يتحمل المسؤولية في هذا الإطار هو اسرائيل لأنها هي التي قفلت كل الأبواب .. الأمل في عيون الفلسطينيين بموقفها تجاه عملية السلام.
* سمو الأميرهناك مرشح واحد للجامعة العربية ألا وهو عمرو موسى فهل تدعم المملكة ترشيحه؟
نعم المملكة تؤيد هذا الترشيح والأخ عمرو موسي يستحق الترشيح وصودق عليه من الجميع للكفاءة التي يتميز بها عمرو موسى.
* موضوع المقاطعة العربية وموقف سوريا في تفعيل المقاطعة وماهو موقف المملكة؟
نحن مع الإجماع العربي في هذا الإطار وسورية حريصة على أن المقاطعة العربية لاسرائيل من الدرجة الأولى أن تُثبَّت ونؤيد هذا المطلب وقرار الجامعة بألا يسمح لاسرائيل أن تخترق القرار وكل الاجراءات الاسرائيلية ضد عملية السلام تحتم ألا يكون هناك عودة إلى مايسمى Bus
nes ujual بالرغم من المواقف التي تتخذها تجاه السلام
فإذا أخذت مواقف سلبية من عملية السلام فلا تتوقع من الدول العربية أن تتعامل بإيجابية بالنسبة لعلاقاتها مع اسرائيل فإذا كان مصلحتها مع تطوير علاقاتها مع الدول العربية فيجب أن يكون ذلك عن طريق استجابتها لمتطلبات السلام.
* سمو الأمير بعد عودته من واشنطن قال شارون بأنه عاد وقد حظي بدعم أمريكي مطلق.. مما يوحي بأنه يتنصل من عملية السلام برمتها فما هو رد القمة؟؟
الحصار والقمع والإغلاق، الحقيقة حصل قبل مجيء شارون.. الاجراءات بدأها باراك لكن البرنامج السياسي لشارون واضح.. عن رفض أسس السلام وقواعد السلام التي أقرتها مدريد وعودة الأمور إلى مرحلة الصفر وهذا شيء غير مقبول ولايمكن التعامل معها وإذا أريد أن يكون هناك سلام فلن يكون إلا بموافقة الطرفين على ذلك وطالما أنه رافض فلا يتوقع أن الأمور الأخرى ستسير على ما كانت تسير عليه في السابق والخيار يعود لاسرائيل، واسرائيل لايمكنها أن تعيش في المنطقة دون سلام . إذا أرادت الأمن لابنائها فهذا لا يأتي إلا بطريق السلام وإذا أرادت المواجهة فنحن بقينا «40» سنة نجابه الاحتلال الاسرائيلي وسنبقى «40» سنة نجابه هذا الاحتلال.
* هل يعني سمو الأمير أن خيار الحرب موجود؟؟
خيار الحرب هذا يحدده شارون.. العالم العربي أقر أن السلام خيار استراتيجي له وهذا القرار الذي نحن ملتزمون حتى الآن فإذا أصبحت منطقة الشرق الأوسط منطقة حرب فهذا ستتحمل مسؤوليته بالكامل اسرائيل.
* سمو الأمير كيف ترون مستقبل مجلس التعاون على ضوء اتفاق المملكة وقطر واتفاق البحرين وقطر .
لا أضيف شيئاً على ما صدر عن المملكة في هذا الصدد.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved