رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 27th March,2001 العدد:10407الطبعةالاولـي الثلاثاء 2 ,محرم 1422

مقـالات

التجربة السعودية لإنقاذ رهائن الطائرة الروسية
تنعم المملكة العربية السعودية بأمن قلما توفر في اي جزء من ارجاء المعمورة، مصدره تحكيم الشريعة في قيادة حكيمة تضع الامور في نصابها، وتتعامل بحزم مع كل من يهدد هذا الامن داخلياً او خارجياً وهي في الوقت نفسه عضو فعال في مكافحة الارهاب اياً كان مصدره، وقد بدأ هذا جلياً في التعامل مع قضية الطائرة الروسية المخطوفة التي هبطت في مطار الامير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، يوم الخميس الموافق 20 من ذي الحجة 1421ه/15 مارس 2001م وذلك لما انطوت عليه هذه القضية من ابعاد انسانية وسياسية وامنية.
ويبرز الجانب الانساني في تلك القضية عندما نضع في اعتبارنا ان خطف الطائرات قد اضحى من الجرائم الارهابية المنظمة في هذا العصر اياً كانت جنسيات الخاطفين او دياناتهم ولاشك انها من ابشع الجرائم لعدد من الاسباب لعل ابرزها هو تعريض الابرياء من ركاب الطائرات الى الخطر او الموت اذا لم يتمالك الطيار نفسه ويستطيع السيطرة على اعصابه حتى يصل الى المكان الذي وجهه اليه اولئك المجرمون، اذ من الممكن ان يفقد الطيار اعصابه او تنتابه نوبة من امراض العصر، فنحن بشر، ومن ثم يصبح مآل اولئك الركاب هو الموت المحقق.
ولا جدال في ان انقاذ من يتعرض لحوادث اختطاف الطائرات من ابرياء، واجب انساني تدعو اليه كافة الاعراف والتقاليد الدولية فضلاً عن الديانات السماوية وعلى رأس قائمتها ديننا الاسلامي الحنيف.
اما فيما يتعلق بالجانب السياسي لتلك القضية، فرغم تعاطف حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين مع قضايا المسلمين اياً كان موقعها بحكم مكانتها الاسلامية، الا ان ذلك لا ينافي التعامل مع الارهاب بالصورة الاسلامية نفسها من حيث انه عمل اجرامي وخصوصاً خطف الطائرات وهو ما صرح به صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية عندما قال:(تعاطف المملكة مع قضية الشيشان والشعب الشيشاني امر معروف ولا يحتاج الى تأكيد بأي وسيلة او اخرى) فأولي الأمر في هذا البلد الآمن ينظرون إلى أن من في الطائرة أبرياء لا ذنب لهم فيما وقع في الشيشان أو في أي جزء آخر من العالم ثم ان نظرة الممكة العربية السعودية عندما هدد الخاطفون بتفجير الطائرة اذا لم تزود بالوقود ويسمح لها بالاقلاع لم تكن نظرة انية تهدف الى التخلص من هذه المشكلة والرمي بها الى احضان دولة اخرى اياً كانت.
ومن ثم انهاء الازمة بصورة آمنة تعفي حكومة هذه البلاد من اية مسؤولية تجاه عملية تخليص الرهائن وما قد ينجم عنها من سلبيات او خسائر. ولكنها تعاملت مع القضية برؤية اوسع واشمل، منطلقها ان هذا البلد امناً ويجب ان يبقى كذلك الى يوم الدين ان شاء الله وانه ليس مسرحاً للجريمة بحيث يوفر للخاطفين التزود بالوقود، ليتمكنوا من الانتقال الى جهة اخرى، ولذلك اصرت الحكومة السعودية على الافراج عن الرهائن ولو بالقوة، وفي هذه الرؤية السياسية الواعية لقضية اقتحام الطائرة وتخليص ركابها تجربة ودرس يجب ان يحتذى به في جميع اجزاء العالم ليسود الامن وليحسب الخاطف الف حساب قبل الاقدام على فعلته وقبل اختيار البلد الذي سيأوي اليه.
اما الجانب الامني الذي أداره بحزم وحكمة واقتدار سمو سيدي وزير الداخلية فيبدو في دقة التخطيط وسرعة التنفيذ ودقته من قبل قوات الطوارئ الخاصة بالمملكة العربية السعودية وذلك بمجرد تأكد القيادة الامنية لهذه البلاد ان اسلوب الحوار والتخاطب مع الخاطفين لم يعد مجديا ولن يؤدي الا الى تعقيد الازمة واقتراب الرهائن اكثر واكثر من دائرة الخطر.
ورغم ما كانت عليه عملية الانقاذ من دقة ومهارة وسرعة في التخطيط والتنفيذ حيث لم تجاوز فترة الانقاذ ثلاث دقائق فقد حاولت بعض وسائل الاعلام الاصيطاد في الماء العكر من خلال الافتراء واختلاق الاكاذيب عندما تم انهاء محنة اختطاف الطائرة الروسية بنجاح متميز من قبل قوات الطوارئ الخاصة بالمملكة العربية السعودية، ولو لم تكن الوقائع والاحداث بالصوت والصورة لكان لاصحاب تلك الاقاويل منهاج آخر.
اننا ابناء المملكة العربية السعودية نفخر بقيادتنا الرشيدة ونهنئوها على هذا الانجاز غير المسبوق ونبعث بتهنئة خاصة لسمو سيدي وزير الداخلية ولرجال الامن الذين نفذوا المهمة على اتم وجه فكانوا عند حسن الظن بهم كعاداتهم في مثل هذه المواقف. وما تهنئة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الا مين وسمو النائب الثاني لرجل الامن الاول سمو وزير الداخلية الا وسام لكل فرد اشترك في تحرير الرهائن ، وهذا ما عودتنا عليه قيادتنا الرشيدة من تقدير لجهود العاملين في هذا البلد المعطاء.
حفظ الله لهذه البلاد امنها واستقرارها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني.
د. سعيد بن ناصر المرشان


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved