|
| مقـالات
ü قبس:
« يمكنك أن تورد الخيل الماء، ولكن لا تستطيع إرغامها على الشرب»
حكمة عالمية
***
لا يوجد أضعف من امرأة تعرف بخيانة زوجها وتقف مكتوفة الأيدي لا تستطيع حتى أن تناقش الجرح خوفا من ضياع الأسرة. تواجه الذل والمهانة بمفردها لأنها تعرف ان البديل مستحيل وانها تمحورت حول ذلك الرجل ونسيت ذاتها.
خيانة الزوج مشكلة تعاني منها بعض الزوجات وللأسف تبقى الحلول صعبة وربما مستحيلة إذ إن قرار إنهاء المؤسسة الزوجية أحيانا ينذر بنهاية العالم لدى امرأة ليس لها بديل فظروفها الاجتماعية صعبة، حيث لا وجود للدعم المعنوي من والديها ان وجدا فضلا عن محاولة تحذيرها من التفكير بالطلاق لكونه عاراً وان الرجل لا يعيبه ان أخطأ أو حتى غدر وخان.
وحدها المرأة التي خان زوجها تدرك ألم العالم وذل المهانة..
إنني أتساءل ماذا تفعل المرأة في هذه الحالة؟ كم من المنازل تعاني من التصدع في علاقة يفترض أنه من أقدس العلاقات الإنسانية بسبب أخطاء الرجل التي لا يعول عليها المجتمع أهمية كبرى؟
الرجل الذي يخون زوجته لا يعني انه تورط في علاقة مع امرأة أخرى فقط، بل القضية انه في البدء خان التزامه مع الله وضعف لديه الوازع الديني فما الذي يمكن ان يحدث بعد ذلك؟
لن تشعر المرأة مع الرجل الخائن بالأمان وهذا الخطر ما يهدد علاقة المرأة بالرجل لأنها في احتياج دائم الى الاحتواء والشعور بالأمان.
أحاول تفصيل الجرح لأشير الى عدم وجود مؤسسات اجتماعية أو مراكز متخصصة ترعى مثل هذه المشكلات الأسرية باستثناء المركز الخيري للاستشارات الأسرية، وهو بمفرده لا يكفي يجب ان يتفرع منه أكثر من مكتب ينتشر في الأحياء السكنية لن تستطيع الزوجة بمفردها تجاوز الجرح هي تحتاج الى مضمد بارع يعرف كيف ينظف الجرح ويغطيه ويسكن ألمه.
جرح الخيانة ليس حدثا عابرا في حياة الزوجة انه شرخ في بنيان الأسرة تطال آثاره الأطفال، لذلك فالمرأة تحتاج من يكون الى جوارها لتجتاز الأزمة حتى لو انتهى الأمر بالطلاق، فهو وإن كان أبغض الحلال لكنه ليس محرما.
الأسرة التي ترى مهانة ابنتها وذلها والضغوط النفسية التي تعانيها مع رجل خائن مهمل لها ثم تنصح الأبنة بالرضا وعدم التظلم لمجرد ان الطلاق عيب هي أسرة ترمي بابنتها الى هاوية سحيقة.
إذ أن وجود الزوجة في المنزل لا يعني انها موجودة بروحها وكيانها وانها تربي الأطفال بل على العكس تعب المرأة وإحساسها بالمهانة وشعورها بالظلم دون إنصاف لا يمنحها أي فرصة للعطاء داخل الأسرة وينعكس ذلك على الأطفال بالتأكيد.
السؤال ماذا فعلنا كمجتمع للمرأة التي نشيد ببنائها للأجيال حينما تنكسر؟ هل وقفنا الى جانبها؟ هل أنصفناها من ظلم الزوج أم ظللنا نطالبها بالعطاء للزوج والأبناء في شعارات تمجد وجود الزوج مهما كانت اخطاؤه؟!!
NBASHATAH@HOTMAIL.COM
|
|
|
|
|
