| فنون مسرحية
منذ عدة اعوام تقوم الامانة مشكورة بدور رئيس في تهيئة الاجواء الاحتفالية في مواسم الاعياد، خاصة ان العاصمة تعاني ومازالت من ندرة المواقع الترفيهية الحقيقية ولندع ما يقال من ترفيه يقدم للاطفال في بعض الاماكن الاستثمارية الخاصة والذي لا يسمن ولا يغني من جوع.. فما دامت برامجهم تخلو من القيمة التربوية والترفيهية التي تتجسد فقط من خلال مسرح الطفل والمسابقات والبرامج الثقافية والالعاب الحركية فإنها في واقع الامر لا تقدم للاطفال ترفيها حقيقيا، وبالرغم من كثرة المؤسسات الحكومية التي تغص بها العاصمة الرياض من أندية وجمعية ثقافة ومدارس ومكتبات عامة إلا انه ليس هناك ثبات في نشاط هذه الجهات أي أنه لا يمكن لك ان تأخذ يد ابنك في نهاية الاسبوع وتذهب إلى أحد تلك الاماكن لتجد فيه ما تبحث عنه مما تريد من ترفيه فمسارح الكثير من تلك الاماكن يكسوه الغبار طيلة العام والنشاط يبقى موسميا. لذا تبقى العاصمة الاكثر حاجة دائما الى مسرح الطفل بحكم انه يجمع الترفيه والتثقيف والتوعية وله فوائد ليس هنا مجال لذكرها.
وتأتي مشاركة الامانة في افراح العيد من خلال عدة مواقع في مدينة الرياض، وبلا شك ان هذا أمر جيد عندما تشارك الامانة وهي الجهة التي ليست معنية بالترفيه وليس لديها قسم يتولى مثل هذه المهمة إلا ان المسئولين فيها بمالديهم من حماس لخدمة الناس حاولوا تقديم ما يفيد إلا انه كان من الافضل لو أعطت الامانة الخبز لخبازه أي ان تبحث عن جهة يمكنها أن تقدم الاحتفال الحقيقي فالاحتفال لا يكون فقط باطلاق الالعاب النارية الى الفضاء بينما لا شيء على الارض!
إن برامج عيد الاضحى هذا العام في موقع الامانة على الدائري الشرقي اقتصر فقط كما طالعتنا به الصحف على عدة اكشاك للبيع للمواطنين مع أن الرياض تغص بحمد الله بالمراكز التجارية ولا ينقص المواطنين مثل هذه الخدمة وأضيف الى ذلك ميدان كبير للالعاب الالكترونية وميدان لسيارات التصادم وغير ذلك مما يمكن أن تجده في أية مدينة ترفيهية على اطراف مدينة الرياض هدفها الوحيد امتصاص الجيوب حتى آخر ريال.
ولم يكن هناك وجود للمسابقات والانشطة الثقافية ومسرحيات الاطفال التي يتم الاعداد لها قبل هذه المناسبة من خلال جهات يمكنها إنتاج مثل هذا المسرح (جمعية الثقافة،
رعاية الشباب، الاندية الرياضية، ادارة التعليم، بعض الفرق الخاصة ذات التجارب المشهود لها)، دون اللجوء الى من ليس لهم علاقة في هذا المجال والذين لا يقدمون إلا الغث كما حصل في بعض المناسبات!
لقد تحول هذا الموقع كأنه معرض للالعاب الإلكترونية أو مهرجان للتسوق لا يعبر عن الهدف الاساسي الذي ربما ترغبه الامانة ولا يلبي حاجة الآباء وأبنائهم في العيد ولا يرضي توقعاتهم خاصة وأن العيد كما هو معروف ينتظره الاطفال أكثر من الكبار ولهذا يجب أن تتوجه البرامج لهم لأنهم بحاجة ماسة الى ذلك.
والامانة خير من يقوم بهذا الدور الترفيهي الحقيقي فتاريخيا كان لها قصب السبق في إنشاء مسرح في حديقة الفوطة وهو الآن يتم استخدامه من قبل جمعية الثقافة والفنون ومادامت الأمانة في الوقت الحاضر لديها هذا الهدف النبيل وهو إضفاء البهجة الى مناسباتنا من خلال تقديمها للتسهيلات لبعض التجار والمستثمرين، فلماذا لا تتبنى بناء عدة مسارح في الأراضي التي تملكها أسوة بما فعلت في السابق، وهذا ما تفعله الكثير من بلديات عواصم العالم والتي تقدم بشكل مستمر برامج ترفيهية حقيقية للاطفال بدل التنازل بالموضوع لمن لا يعنيه الامر ويكون هدفه الاساسي فقط تحقيق الربح مستغلا الحاجة الفطرية لنا ولابنائنا للترفيه.
alhoshanei@hotmail.com
|
|
|
|
|