| الاخيــرة
ماذا أكتب عن شيخ المربين و«مربي الشيوخ» الأستاذ عثمان الصالح؟
هل أقول إنه علامة مضيئة في مسيرتنا التربوية وعلم من أعلامها؟!
أم أقول إنه المربي الذي تتلمذ على يديه الكثيرون من الوجهاء وصانعي القرار في هذا البلد، منهم الأمير والوزير والسفير ورجل الأعمال واستاذ الجامعة.. وغيرهم.. كثيرون؟
أم أقول.. إنه مثل صالح للمواطن الصالح.. لم تثقله أعباء العمر، ولم يقعده عبء السنين، ولم تصرفه تبعات الأسرة عن أداء الواجب حيثما كان؟
تراه في مكان يشارك أهل الحزن حزنهم، وفي آخر يشاطر أهل الفرح فرحهم.وهو لا يغيب عن المواسم والمراسم الرسمية التي يكون فيها الوطن «ضيف الشرف»!
**
وللشيخ عثمان الأديب والكاتب مع القلم جولات عبر الصحف والدوريات، وله مع أهل القلم مساجلات، يعقب أو ينتقد أو يتداخل مع هذا أو ذاك.
له وجه يضيء طهراً.. وسماحة وظرفاً..
وله ابتسامة تترجم ما تكنّه نفسه من حب لكل الناس!
وله لسان يقطر نبلاً بالطيّب من الكلام.
**
يحب أبو ناصر بين آن وآخر أن يداعبني بحميمية الأب وحنان المربي كلما رآني أو لقيني منفرداً، يقول: إن لي وجهاً يفيض براءة، لكن لي قلماً صارماً كالسيف لا يجامل، وهذا نهج شيخنا الفاضل في الإشادة التي لا تخلو أحياناً من «وخز» رقيق أعتز به.
**
وأردّ على شيخنا الفاضل مداعباً ومعلقاً في آن فأقول: منكم يا سيدي أتعلم الفضائل وبكم أقتدي! وحين يكون الحق معي أو أكون انا مع الحق، فلِمَ أجامل، ما دمت لا أخشى فيه لومة لائم؟!
منذ بضع سنين، سن شيخنا الصالح أسوة حسنة بتأسيس «اثنينية الصالح» يقيمها في منزله العامر، وتنتشر على أطرافها موائد الفكر والطعام، يستضيف من خلالها وجهاً من وجوه المجتمع أو الثقافة أو الأدب أو الادارة، ويدعو لحضورها رهطاً من المهتمين بهوية الضيف، يأتون من كل صوب يشاركون بمداخلاتهم وتساؤلاتهم، فيحيون أمسية فكرية ممتعة، وكنت وما زلت ممن يسعدهم الحظ بحضورها بين آن وآخر، وقد غدت «اثنينية الصالح» معلماً ثقافياً في عاصمة الثقافة العربية، الرياض.
**
لقد كرمت الدولة أيدها الله شيخنا الفاضل عثمان الصالح منذ حين بمنحه وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى وهو أهل لذلك وبه جدير، ونتمنى ألا يتوقف تكريمه عند ذلك، فقد خدم التربية مدة تتجاوز نصف القرن، يوم كانت مدارس الرياض تعد على اصابع اليدين، وكان طلابها مئاتٍ وهو ما برح يعطي من وقته ومن جهده ومن صحته الكثير.
**
كم أتمنى لو يحل الشيخ عثمان الصالح نفسه.. ضيفاً على «اثنينيته».. ويكون المحبون له والمريدون لأدبه مضيفين له ومحاورين.
كم أتمنى لو يطلق اسمه على احدى مدارس الرياض، ان لم تكن وزارة المعارف قد اتخذت المبادرة فعلاً في هذا السبيل.
**
|
|
|
|
|