|
| الاقتصادية
صندوق تنمية الموارد البشرية يعد مؤسسة خدمية وركنا اساسيا قادما، يعد من اركان دعم مشاريع التدريب والتوظيف في البلاد على حد سواء، واتى إنشاؤه في وقت املته متطلبات وظروف الحياة العملية، كما ان عملية المطالبة بإنشائه ليست وليدة هذا الوقت، بل كان ذلك نتاج اطروحات عديدة من المقترحات والآراء التي مُلئت مساحات وجنبات المناقشات في العديد من المؤتمرات والندوات التي عقدت بخصوص التدريب والتوظيف واهمها الندوات المتتابعة التي عقدها مجلس القوى العاملة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس القوى العاملة ورئيس صندوق تنمية الموارد البشرية، وقد حفل هذا الصندوق بتسع مواد انبثق منها عدد من الفقرات، ولا شك انها مواد تأسيسية وتنظيمية اعدت من خلال دراسة متأنية ويتوقع لتطبيقها النجاح إن شاء الله، وقد كان لي وجهة نظر مقترحة حول ما يمكن ان يشرع فيه الصندوق بآلية رأيت انها محققة لنجاحه وجعله صندوقا صامدا من ناحية ومقدما لخدمات هي في الاصل ما ينشد منه من ناحية اخرى، وكتبت عن ذلك في هذه الزاوية بتاريخ 13/6/1421ه، والذي ارجوه ان يكون جميع اعضاء مجلس ادارة الصندوق قد قرؤوها وعلى رأسهم سمو رئيس مجلس ادارة الصندوق، واستكمالاً لذلك وددت تقديم مقترح ثان، يتمثل في اعداد وتهيئة الكوادر البشرية للعمل في افرع القطاع الخاص بسياسة توجيهية بحتة، حيث ان التعليم والتدريب وحدهما لا يكفيان للحصول على عمالة تؤدي رسالتها على الوجه المطلوب، ما لم يكن هناك برنامج يعد إعداداً جيداً لتهيئة طالب العمل من الناحيتين الاجتماعية والنفسية، بجانب البرامج التعليمية والتدريبية التي تلقاها، ولان المؤسسات التعليمية والتدريبية معروف عنها سلفا انها ذات نهج تعليمي صرف للفرد، وقد تسهم جزئيا بجانب تربوي، إلا أن تهيئة الفرد في كيفية الشروع في سوق العمل يعد علما خاصا ومستقلا في حد ذاته عن سياسة التعليم التقليدية، ولذا فإن لصندوق تنمية الموارد البشرية دورا كبيرا في ايجاد الظروف والاساليب التحضيرية التي تقود الى تأهيل طالب العمل في مزاولة واجبه الوظيفي بكل ثقة واقتدار، لكي يكون فرداً قد تهيأ للانضمام في سوق العمل، واضحى دخوله في عالم جديد عليه، سهل المنال وتذللت امامه كافة العقبات التي قد تواجهه، وحتى تكون هذه السياسة ذات دور مكمل لرسالة الصندوق من ناحية، ولعدم فقدان او ضياع ما يقوم به الصندوق من جهد ودعم لمنشآت التدريب والتأهيل الفني والمهني من خلال تقديمه للقروض المزمع منحها لهذه المراكز التدريبية الأهلية من ناحية اخرى.
لهذا فإن المقترح على صندوق تنمية الموارد البشرية الاتيان به، هو الشروع في انشاء معهد مصغر يتبع الصندوق إدارياً ومالياً، يختص في تقديم دورات لخريجي مراكز التدريب الاهلية الممنوح لها قروض من الصندوق، ذات طابع تخصصي ولمدد محدودة بما لا تقل عن شهر واحد ولا تزيد عن ثلاثة اشهر، تتمثل في تهيئة طالب العمل اجتماعياً ونفسياً لدخوله في سوق العمل، متضمناً ذلك تقديم كافة الطرق والاساليب المعنية بسياسة السلوك الوظيفي عامة وعن اخلاقيات العمل على وجه الخصوص، وإعطائه من التوجيه والنصح ما يحفزه على المحافظة على الوظيفة التي سوف يتقلدها وتبيان قيمتها في الحياة، خصوصا إذا ما علمنا ان الغالبية العظمى من طالبي العمل هم في سن الشباب، والفئة الاكثر احتياجا للارشاد والتوجيه، وان يكون جل ما يقدم في تلك الدورات التوجيه في كيفية التعامل مع عملاء المنشأة التي يعمل فيها، اضافة الى التركيز على جانب احترام رؤساء وزملاء العمل في المنشأة، والى العديد من الامور التي تربط العامل بعمله، كما يقترح ان تكون عملية الحصول على هذه الدورات أمراً أساسياً ومشروطاً في حصول المتدرب على شهادة التخرج من المنشأة التي تدرب فيها، ولان الاهتمام بالنواحي الاجتماعية والنفسية في مثل هذه الامور يعد امراً ضرورياً الاتيان به، وطريقاً مؤدياً الى ضمان توافر بيئة عمل جيدة تخدم كافة الاطراف ذات العلاقة بسوق العمل، فانني ادعو القائمين على هذا الصندوق السعي الى تبني هذه الفكرة وجعلها حيز التنفيذ وصولا الى التكامل المنشود.
|
|
|
|
|
