| المجتمـع
* حوار - رياض العسافي:
أوضح استشاري الاطفال الخدج في مستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور عبد الحكيم قطان بأن الاطفال الخدج يفقدون السوائل بسرعة كبيرة مما يعرضهم لخطر الجفاف والوفاة واضاف د. قطان بان هؤلاء الاطفال لا يتحمل جهازهم الهضمي شرب الحليب ومقاومتهم للميكروبات والجراثيم ضعيفة جدا لعدم اكتمال نموهم.. كما كشف د. قطان الكثير من الحقائق عن الاطفال الخدج من خلال الحديث الخاص الذي تقدمه "الجزيرة" لقرائها:
*ما هو الخداج وما هي أسبابه؟
- الخداج هو الناقص وهو الطفل الذي لم يكمل مدة الحمل المعروفة التي هي 40 اسبوعاً فاذا خدج الطفل من رحم الام قبل الحمل يعتبر طفلا خديجا.
اما اسباب الاطفال الخداج فقد تكون اسبابا متعلقة بالام مثل كون الام صغيرة في السن قبل 20 سنة او كبيرة بعد 40 سنة فكثير عدد هؤلاء الامهات حصول الولادة المبكرة وهناك مرض يصيب الام مما يستدعي الولادة المبكرة مثل ضغط الدم او تسمم الحمل او مرض القلب عند الام او الضغوط النفسية والجسدية مثل الامهات العاملات او النزف اثناء الحمل وغيرها.
وهناك اسباب متعلقة بالطفل مثل وجود عيوب خلقية تسبب ولادة مبكرة مثل عيوب الكلية الخلقية واستسقاء الرأس وغيرها مثل التوأم المتعددة او اسباب متعلقة بالمشيمة مثل انفصال المشيمة او ضعف عمل المشيمة.
نزيف داخل تجاويف الدماغ
* ما هي المضاعفات التي يتعرض لها الخدج (غير مكتملي النمو)؟
- مضاعفات الطفل الخداج يمكن ان تقسم الى مضاعفات اولية واخرى متأخرة فالاولية والتي تحدث في الاسابيع الاولى بعد الولادة مثل:
- صعوبات التنفس وهذه كثيرة وتحتاج استقدام أجهزة التنفس المساعدة وبعض الادوية الفاعلة في الساعات الاولى من الحياة.
- فقدان الحرارة وصعوبات تنظيمها فينبغي توفير جو دافىء لمثل هؤلاء الاطفال عن طريق الاجهزة الخاصة الحاضنات.
- فقدان السوائل بسرعة كبيرة لكون الجلد غير مكتمل النمو ويفقد الطفل السوائل عن طريق الجلد بشكل كبير مما قد يصل الى حد الجفاف الذي يسبب الوفاة.
- النزيف داخل تجاويف الدماغ ويعتبر من أخطر المضاعفات.
- توقف التنفس عند الطفل الخديج بسبب ضعف مراكز التنفس في جذع الدماغ او ضيق ممرات التنفس.
- مرضى القولون وهو عدم قدرة الجهاز الهضمي لتحمل الحليب وحصول نقص في التروية لبعض اجزاء الامعاء مما يسبب تلفا قد تعرض حياة الطفل الخديج للموت او المضاعفات المزمنة في الجهاز الهضمي التي تحدث للطفل الخديج ونسبة حدوث هذه المضاعفة معاكسة لعمر الجنين عند الولادة فأكثر الحالات تكون في الاطفال تحت 28 اسبوعا وهذه المشكلة هي أخطر ما يواجه الطفل الخديج واذا حصل فانه يترك صعوبات في الحركة.
- الالتهابات في الدم او الجهاز التنفسي بسبب ضعف الجهاز المناعي للطفل الخديج مقارنة بالاطفال المكتملين وايضا بسبب وجود كثير من الطرق التي تسهل دخول الميكروبات لمثل هؤلاء الاطفال عن طريق الجلد الذي لم يكتمل نموه وعن طريق القساطير التي تترك في الاوردة والشرايين لتغذية هؤلاء الاطفال ومراقبة وظائفهم الحيوية من ضغط دم وغازات دم وغيرها فتكون سببا لزيادة نسبة الالتهابات التي قد تؤدي الى الوفاة اذا لم تعالج بالسرعة والكفاءة العالية.
منع حدوث الطفل الخداج
* ما هو التدبير الأمثل لحالات حديثي الولادة؟
- التدبير الامثل لحالات حديثي الولادة يكون بالتالي:
* منع حدوث الطفل الخداج بقدر الامكان ومحاولة تأخير الولادة قدر الامكان من غير اضرار بحياة الام او الجنين وان كان هذا غير متيسر في كثير من الحالات.
* الولادة في مستشفى مجهز للاعتناء بمثل هؤلاء الاطفال بوجود طاقم عناية متكامل من اطباء متمرسين للعناية في طرفي النساء والولادة وحديثي الولادة وهيئة تمريض وفنيي تنفس مع توفر سرير في العناية المركزة لحديثي الولادة ويكون ذلك بالنقل المبكر لمثل هذه الحالات قبل الولادة ومتابعة الحمل في هذه المراكز.
* الحرص الشديد والمتابعة الدقيقة والصارمة للمتغيرات في الايام الاولى بعد الولادة من قبل هيئة التمريض والاطباء المختصين بحديثي الولادة للحد من المضاعفات ومنع حصولها بقدر الامكان باستخدام الادوية والتدخلات اللازمة في الوقت والكمية المناسبة من غير تأخير وهذا هو عمل العناية المركزة المطلوب في كل حال.
* مواصلة العناية والتخفيف من الاثار الضارة لبعض التدخلات والكشف عن ذلك مثل معالجة الالتهابات في وقت مبكر والحد من مضاعفاتها ومراقبة التنفس ومنع توقف التنفس عن طريق الادوية او التدخل بجهاز التنفس والكشف على قاع العين (الشبكية) عن طريق طبيب العيون وفحص الدماغ لمعرفة وجود نزيف من عدمه.
* تجهيز الطفل للخروج وذلك باشراك الوالدين في تفاصيل العناية بهؤلاء الاطفال وتعويدهم على ذلك وتجهز الاجهزة اللازمة عند الخروج مثل جهاز الاكسجين عند الاطفال الذين يحتاجون ذلك عند الخروج وترتيب امور المتابعة لعيادات الاطفال حديثي الولادة وطبيب العيون واطباء التنفس او القلب وغيرهم اذا لزم الامر وكذلك فحص السمع قبل الخروج.
* المتابعة المستمرة بعد الخروج التي تتناسب عكسيا في الكثافة وطول المدة مع مدة الحمل فالطفل الذي يولد في الاسبوع 24 - 25 من الحمل يحتاج متابعة الى ان يصل الى المدرسة في عمر 6 - 7 سنوات ولفترة اطول اذا لزم الامر (اي عند وجود مضاعفات) اما الطفل الذي يولد في 32 اسبوعا او اكثر فيحتاج الى متابعة لمدة 18 - 24 شهراً من الولادة وهذه المدة تكفي لمعرفة وجود مضاعفات مزمنة من عدمها.
الإصابة بالصمم
* ما هي المضاعفات طويلة الامد للخداج؟
- بخصوص المضاعفات طويلة الامد هناك..
*نقص التنفس المزمن والحاجة الى معدلات اكسجين اعلى من المعدل الطبيعي لفترات قد تطول الى اشهر بل احيانا الى سنة او أكثر بعد الولادة وهذه المضاعفة متناسبة طرديا مع شدة متلازمة صعوبة التنفس التي تحصل في الفترة الاولية من العناية بهؤلاء الاطفال وكميات الاكسجين التي تعطى في الفترة الاولية ونسبة عالية من هؤلاء الاطفال يعانون من حالات ربو لفترة سنوات من حياتهم.
*اعتلال الشبكية عند الطفل الخديج وهو كذلك متناسب عكسيا مع عمر الطفل عند الولادة وكميات الاكسجين التي تعطى له في الاسابيع الاولى وله درجات فالدرجة الاولى والثانية منه غير ضارة وتحتاج متابعة من قبل طبيب العيون المختص اما الدرجة الثالثة فتكون اكثر صعوبة وقد تحتاج لعلاج بالليزر لتثبيت الشبكية بعد متابعة دقيقة من طبيب العيون المختص بالشبكية اما الدرجة الرابعة فهي مرحلة متأخرة وقد تؤدي الى فقدان النظر.
* صعوبات الحركة وتأخر النمو الحركي وهذا قليل ومرتبط ارتباطا كبيراً بالمضاعفات في الجهاز العصبي في الفترة الاولية مثل النزيف في تجاويف الدماغ وفقدان الخلايا العصبية بسبب نقص الاكسجين وغيرها واحيانا يكون السبب غير معروف وقد تصل هذه المضاعفة بالطفل الى شلل رباعي في اشد حالاته وشلل نصفي في حالات اخرى وهذا اكثر ومثل هؤلاء الاطفال بحاجة الى تأهيل وظيفي وعلاج طبيعي لمنع تشوهات المفاصل بسبب ضعف الحركة وعدم توازن العضلات حول المفاصل وتأهيلهم التدريجي.
* النقص الذهني وهذا قد يصيبه نقصا بالذكاء ونسبته ليست عالية وله ارتباط كبير بمضاعفات الجهاز العصبي.
* السمع والطفل الخداج اكثر عرضة للاصابة بالصمم من الطفل المكتمل النمو ولذلك يجب فحص حاسة السمع والتأكد منها عند كل هؤلاء الاطفال الذين يحتاجون للعناية المركزة في الاسابيع الاولى بعد الولادة.
*صعوبات طويلة الامد في الحركة وعدم القدرة على التوزن والاداء الحركي الدقيق مما يجعله لا يستطيع مجاراة الاخرين لكن هذا يزول مع مرور الوقت ولا يحتاج الى علاج.
* التأخر الدراسي وهذا نسبته اكثر عند هؤلاء الاطفال ويكون على شكل صعوبات في التحصيل الدراسي وعدم القدرة على التركيز وبعض الدراسات حددت نسبة هذه المضاعفة الى 50 في المائة من الاطفال شديدي عدم الاكتمال.
|
|
|
|
|