| مقـالات
في الأسبوع الماضي صدر تعميم تأكيدي من صاحب السمو الملكي ولي العهد بضرورة اضافة كلمة (ابن) بين الأسماء واضافة (آل) لأسماء العوائل، وهو تعميم تأكيدي لأوامر بدءاً من عام 1404ه، ومع ذلك مازالت الدوائر تصر كما يصر الأفراد على حذف كلمة (ابن) وبخاصة بين الأعلام.
مع بداية المدارس الحديثة في بلادنا استقدم للتدريس مدرسون من بعض البلاد العربية الشقيقة، وكانت أسماؤهم تجمع بين الاستغناء عن لفظي (ابن) و(آل) في الاسم العائلي، وكان الناس يرون ذلك مظهر تحضُّر، فهرولوا دون وعي لحذفهما من أسمائهم، وكان كبار السن ينظرون الى ذلك نظرة انتقاص، فقد درجوا على نطق وكتابة لفظي (ابن) و(آل) في أسمائهم، وكان من حججهم أنها لو كانت صواباً لحذفت من أسماء الملوك والأمراء من الأسرة الحاكمة.
وكان شيخنا حمد الجاسر رحمه الله يستشيط غضباً إذا عرّفه شخص باسمه مستغنياً عن كلمة (ابن) ويقول: هذا فعل الخواجات، لأنهم لا يَدْعُون الناس لآبائهم، فهم يتبنون أبناء غير شرعيين في حين أن هذا محرم في ديننا كما قال تعالى «ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله، فان لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم، وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به، ولكن ما تعمدت قلوبكم» سورة الأحزاب /5.
ونحن الآن نتعمد حذف (ابن) نطقاً وكتابة ليس جهلاً بالأب ولكن تقليداً كما هو شأننا في كثير من أمورنا التي تركناها علي حسنها جرياً وراء الوافد الغريب في المأكل والملبس والمسكن وكثير من العادات الطيبة.
كما أن من الأخطاء الشائعة أيضاً في (ابن) نطقاً أن هناك من ينطقها (بِنْ) دون همزة الوصل التي تنطق ولا تكتب إلا في موضعين إذا تصدرت الاسم كأن نقول: ابن عمر، أو وقعت كلمة (ابن) في أول السطر، فحينذاك تكتب.
أما (آل) فلم يعرف العرب تجريد اسم القبيلة من (آل) فلم يقولوا: قرشي ولا خزاعي ولا تميمي ونحوها، بل قالوا: القرشي والخزاعي والتميمي، ولا يوجد خلاف ذلك قبل العصر الحديث. حتى الأعاجم الذين اشتغلوا بالعربية لم يحذفوها من أسماء العرب بالرغم من معاناتهم من نطق (آل) في الأسماء العربية وبخاصة الأوروبيين ويبدو ان ذلك يعود لما ذكره شيخنا حمد الجاسر من أنهم لا عناية لهم بموضوع الأنساب الذي له أهمية لدينا لتعلق أحكام شرعية به كالمواريث وصلة الرحم وغيرهما.
إننا كنا وما زلنا نحمد من يمجِّدنا بمدح آبائنا كأن يقول يا ابن فلان، وليس ذلك عند القوم الذين قلدناهم من غير العرب، فهم لا يريدون إلا مدح أنفسهم، وليس لديهم برٌّ بآبائهم ليجدوا متعة في تكرار أسماء آبائهم على ألسنة الناس.
حقيقة إنني أحس عند حذف كلمة (ابن) أو (آل) من الأسماء السعودية بمثل ما أحس به عند سماعي بتسمية بعض أبنائنا وبناتنا بأسماء غريبة عن بيئتنا، ولولا خشية الحساسية لذكرت أسماء كمرفت وصافيناز ورولا تتلوها أسماء قبائل أو عوائل عريقة في بلادنا.
أرجو أن نستمسك بألفاظ (ابن وبنت) و(آل) في أسمائنا، ليس من حيث الدين واللغة فحسب، بل ومن حيث هذا التميُّز الوطني الذي تمسك بعض الأشقاء به مثل دولة عُمان الشقيقة.
* للتواصل: ص ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691
|
|
|
|
|