| العالم اليوم
لعل من أهم عوامل الفشل التي واكبت مؤتمرات القمة العربية السابقة، والذي يتمثل في عدم تنفيذ القرارات التي أصدرتها تلك القمم، هو كثرة تلك القرارات، لأن واضعي جداول تلك القمم قد حشوها ببنود وبالتالي لابد من ان يصدر القادة قرارات تعالجها لتتضحم ولا تجد الوقت للتنفيذ حتى أصبحت بيانات القمة مثلها مثل «كلام الجرايد»..!!
اذن ولكي يعيد القادة العرب المصداقية لقرارات مؤتمرات القمة العربية فلابد من أن يحرصوا على اختزال القرارات واتخاذ القرارات التي تنفذ وليس تلك التي تحتضنها الملفات التي يكون مصيرها الحفظ..
والمعروف ان هناك قرارات تشكل منعطفاً وموقفاً يتبعه اجراء يعمل على تغيير ايجابي لصالح القضية أو الموضوع الذي يستهدفه القرار، وهناك قرارات لتسجيل مواقف وهنا لابد من أن تكون هناك صيغة أو طريقة للفصل بين هاتين النوعيتين من القرارات.
وهنا وفي سعينا لمناقشة ماتبحثه القمة والذي يهمنا كمواطنين عرب فسوف نركز بحثنا على القرارات التي تتطلب فعلاًً واجراءً يهدف الى التغيير الايجابي وحسب التقسيم المحوري لاهتمامات القمة، نقول أن اهم قضيتين معروضتين ضمن التصنيف السياسي هما القضية الفلسطينية، والغزو العراقي لدولة الكويت.
والسؤال الذي قد يتبادر للبعض ان طرحه يعد عملاً ساذجاً و حينما نتساءل ما الأهم. وما الذي يجب ان يكون له الأولوية.. بحث تداعيات القضية الفلسطينية والوضع في الشرق الأوسط.. او بحث مخرج لنظام بغداد..؟!!
وهنا يجب ان نسمي المواضيع بأسمائها الحقيقية، فالذي يسمونه ب«الحالة بين الكويت والعراق» هو في الحقيقة بحث مخرج لنظام بغداد الذي كلما وجد تعاطفاً او مسعى لايجاد طريقة لاعادة العراق للصف العربي تمادى في غيه وازداد وقاحة الى حد التهديد واهانة المتضررين من حماقاته.
لنكن واضحين.. ونرجو ان يكون العرب الذين يسعون لفك عزلة نظام بغداد، واضحين هم ايضا وصادقين دون ان تطغى المصالح الذاتية والقطرية على مواقفهم، وفي البداية نتساءل ايضا ، هل موضوع العقوبات المفروضة على نظام بغداد، فرضها العرب.. كأن يكون قد اتخذت بقرار في احدى القمم العربية أو عن طريق جامعة الدول العربية، كما حصل عندما عزلت مصر في قمة بغداد، فترفع القمة العربية العقوبات عن نظام بغداد وترفع العزلة عنه، ام ان العقوبات فرضت عن طريق مجلس الأمن الدولي.. وبالتالي فإن الذين يسعون لفك الحصار عن نظام صدام حسين عليهم ان يوفروا جهدهم ويتجهوا الى نيويورك بدلاً من عمان لتحقيق هذا الغرض علهم يحققون هذا بدلاً من ان يشغلوا باقي الدول العربية في موضوع يعمل البعض على اعطائه مساحة واهتماما اكبر من الاهتمام الذي يجب ان يخصص لبحث التداعيات والأخطار التي تهدد القضية الفلسطينية وسلامة اقطار عربية اخرى منها سوريا ولبنان اللذان أصبحا هدفاً لتحرشات وتهديدات حكومة شارون.
والغريب ان «بعض» العرب يسعون وبنوايا لانشك بصدق توجهها القومي لمساعدة نظام بغداد على العودة للعمل العربي.. إلا ان النظام نفسه يعمل وبإصرار غريب وفج على تخريب جهودهم بإصراره على انتهاج نفس مسلكه العدواني بتهديد جيرانه ونثر الشتائم عن طريق كبار مسئوليه واعلامه دون اظهار بادرة ندم على كل ما فعله من تخريب للعمل العربي المشترك.
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|