| تغطيات
لا يستطيع الانسان المعاصر ان يصم أذنيه امام التقدم التكنولوجي والمعرفي في شتى مجالات العلم والحياة.
بل لقد وصل هذا التقدم في سرعته وجبروته الى حد جعل معه بني البشر في عدْوٍ لاهث لكي يتمكنوا من اللحاق بركبه.
وأمتنا العربية والاسلامية هي احدى الأمم الكبرى الموجودة على ظهر هذه البسيطة التي أصبحت في زماننا هذا قرية كونية صغيرة، وأضحت الشعوب المسلمة ما بين ليلة وضحاها جارة قريبة لغيرها من الشعوب الاخرى، وذلك في ظل العولمة وتقدم جميع وسائل الاتصال.
لذا كان لا بد لها ان تجاري روح الحضارة وألا تكون في مؤخرة القافلة لا سيما وان ديننا الاسلامي قد كرم المرأة واعطاها حقوقها المتلائمة مع طبيعتها الأنثوية وتكوينها النفسي.
ولكنه في نفس الوقت خاطبها كما خاطب شقيقها الرجل من حيث التكاليف والواجبات، لأنه أراد لها مشاركته في بناء المجتمع كل فيما يخصه.
وفي المملكة العربية السعودية مهبط الوحي الأمين لا نرى اية تفرقة بين الرجل والمرأة في السلم الوظيفي، متقدمة في ذلك على كل نداءات حقوق الانسان وذلك في جميع الوظائف النظرية والعلمية.
وقد شرعت بلادنا مؤخرا في التوسع في التعليم الفني والتقني للفتى والفتاة على حد سواء وذلك بعد ان اثبتت التجربة نجاحها مع الشباب فنراها تسعى لتطبيقها على تعليم البنات، بما يتلاءم مع عقيدتنا الاسلامية السمحة واخلاقياتنا المحافظة على القيم والمبادئ القويمة.
لذا كان لا بد من وقفة حقيقية لاعادة النظر في مناهجنا التعليمية وربطها بواقعنا العلمي واحتياجات سوق العمل، وازالة جميع العوائق الاجتماعية التي تقف سدا منيعا امام الفتاة العربية المسلمة لخوض معترك الدراسة الفنية والممارسة الفعلية للعمل المهني الملائم لها دينيا ونفسيا لكي تصبح حقا عنصرا فعالا في مجتمعها الصغير والكبير معا. يدعمها في ذلك ارباب العمل واصحاب رؤوس الأموال.
وفي الختام لا يسعنا الا ان ننوه بالجهود المتنامية للمسؤولين في المملكة العربية السعودية بلاد الخير والعطاء بدءا من قمة الهرم وأول وزير للمعارف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رعاه الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام والرئيس الأعلى للجامعات الذين لا يألون جهدا في سبيل دعم مسيرة التعليم النسائي.
كما ان الدولة السعودية اعزها الله تعالى قد انشأت مؤسسة تعليمية مستقلة تعنى بشؤون تعليم الفتاة وتوظيفها ولم تتوان مطلقا في سبيل نهضة التعليم بجميع معارفه وفروعه بدءا بجهود معالي الرئيس العام الدكتور علي بن مرشد المرشد ووكيله لكليات البنات د.عبد الله الحصين، وسعادة مدير عام ادارة كليات البنات الاستاذ عبد الرحمن اليمني، وبقية المسؤولين في الرئاسة العامة لتعليم البنات أثابهم الله تعالى على حسن صنيعهم مع أخواتهم وبناتهم في شتى قطاعات هذا الوطن المتنامي المترامي الأطراف حتى أينعت ثمار جهودهم الخيرة وما زالت تؤتى أكلها كل حين. والله تعالى هو المستعان سبحانه
الدكتورة
منيرة بنت عبد الله العرينان
عميدة كلية التربية
للبنات الأقسام الأدبية ورئيسة اللجنة النسائية العليا
|
|
|
|
|