أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th March,2001 العدد:10405الطبعةالاولـي الأحد 30 ,ذو الحجة 1421

تغطيات

تعليم المرأة .. مشروع حضاري تنموي شامل
ان تعليم المرأة العام والمهني يساعد الأمة بلا شك على العمل وعلى الاحتفاظ بشخصيتها وهويتها في عالم كوني جديد تداعت فيه الثقافات المختلفة، ولذلك فان تعليم المرأة مطالب بان يعين الأمة في كفاحها من أجل التكامل والتنمية يقودها الى هذا الهدف بالحرية المنضبطة دينيا واخلاقياً، فالمرأة ليست منعزلة في النظام الاجتماعي وفي حياتنا المجتمعية وبالتالي فان تعليمها المهني يجب ان يكون جزءا لا يتجزأ من مشروع حضاري يمثل النهضة الشاملة فلا معنى لنظام تعليم متميز الا اذا كان نتاجه البشري سيجد مجالات العمل والمشاركة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية يستثمر منها مخرجات تميزه، ولذلك فان استثمار الأمة لا بد ان يكون في تعليم ابنائها وبناتها كي يكونوا قادرين على التواصل مع الماضي المجيد وعلى مواجهة مشكلات الحاضر واستشراف آفاق المستقبل، واثقين من ان تحقيق الانسان لذاته يتوقف على حسن أدائه لرسالته التي خلقه الله من أجلها.
وتحقيق الذات يقتضي اعداد الانسان اعدادا جيدا يشحذ كل استعداداته وقواه المدركة الظاهرة والباطنة الى اقصى حد هيأها الله له.
فالولد لا بد ان يعد ويهيأ كي يكون رجلا يقوم بمسؤولياته كرجل في العمل والانتاج والبناء والتشييد والبنت لا بد ان تعد وتهيأ كي تكون امرأة وأما ومربية وعاملة وموظفة فيما يناسبها من الأعمال فتنال من العمل اعلى الدرجات العلمية.
وهكذا فان تعليم المرأة في بلادنا ولله الحمد يعتبر مشروعا حضاريا تنمويا شاملا يستند الى رؤية واعية للكون والانسان والحياة فمن المسلم به ان تقدم الدول وحضارتها دليلا قاطعا على ماضيها وكلما كانت النهضة واسعة وقوية فهذا بلا شك مبعثه أصالتها وصلابة جذورها الضاربة في أعماق المجد والعراقة.
اذ ان المرأة في وطننا الغالي سجلت تراثها في صناعات ذات بهاء ورونق واتقان، فقد اشتهرت بذكائها الفطري بدليل ما قدمته من روائع صناعتها الفريدة بأدواتها البسيطة مبرهنة على هذا الذكاء باتقان عفوي لكل ما تقتضيه ممارستها الحرفية، من الالمام بضبط المقاييس والأشكال الهندسية اضافة الى سلامة الذوق والحس الابداعي الذي شهد له الكثيرون فنراها تتفاعل مع المادة الأولية من البيئة المحلية فتدرس طبيعتها وتكيفها استجابة لمستلزمات الحياة اداء وشكلا وجمالا.
ومن هنا فالمستقبل ليس وليدا تمخضت عنه الأيام فجأة بل هو يولد معنا كل يوم ونتفاعل بدرجات متفاوتة مع منجزاته العلمية والتكنولوجية.
ففي عهد راعي نهضتنا المباركةالملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ومنذ لحظة توليه منصب وزير المعارف وحتى الآن وهو يرقب بعين مدركة انطلاقة مسيرة تعليم المرأة في كافة قطاعاته العامة والمهنية وهو يرسم لها أهدافا طموحة وسياسات مبهرة بممارسات فعلية فكان الحصاد مثمرا متفقا في مساراته وتغيراته ومعطياته بما يتفق مع آمالنا وطموحاتنا.
ان سياسة هذه البلاد تعلم حق العلم بأن المرأة نصف المجتمع.. لم لا وهي ايضا سبب وجود النصف الآخر وسر ابداعاته وداعمة مسيرته بعد الله فحق لنا ان نفخر بدولتنا الرشيدة وبكياننا الاسلامي الذي يعنى برعاية المرأة وتعليمها العام والمهني بما يتلاءم مع روح الاسلام الحنيف التي حمت المرأة من تداعيات العصر وما تنطوي عليه الحرية الانحلالية الممقوتة فحافظت على كامل حقوقها منذ نعومة أظفارها حتى نضجها الكامل في مجال العلم والعمل حتى صارت مثيلاتها من خارج هذه البلاد ينظرن اليها بعين الغبطة حتى نالت خيري الدين والدنيا.
د.ليلى بنت عبد العزيز القاسم
استاذ الجيومورفولوجيا المساعد في كلية التربية للبنات بالرياض

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved