أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th March,2001 العدد:10405الطبعةالاولـي الأحد 30 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

اختصار المسافات
يا ساري البرق غاد القصر واسق به
من كان صرف الهوى والود يسقينا
ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا
من لو على البعد حيا كان يحيينا

لم يعد وميض البوارق، وسجع الحمائم، ولطائف النسائم وغيرها من الدواعي التي تختلج المشاعر لها حين وقعها مثار شجن الشاعر المعاصر او المتذوق للشعر، ولم يتجاوب معها تجاوب الاوائل الذين جرت عوامل المناخ وموحيات البيئة مجرى الدماء في عروقهم ، فحملوها ارق المشاعر واشجاها بصورة ترسم لنا شفافية شعور العربي حين لا يجد سوى الطبيعة رسولا يلجأ اليه في نقل احاسيسه وذوب مشاعره، اذ ان غيرها مظنه اخلاف او تزييف.
ولم يكن ابن زيدون السابق في ذلك، فمن قلبه )طرفة بن العبد( حين نأت به الديار، وشط عليه المزار، وانبتت العلائق او كادت بينه وبين من رام وصله انكفأ على ذاته ليقول:


فبالله ياريح الحجاز تنفسي
على كبد حرى تذوب من الوجد
ويا برق ان عرضت من جانب الحمى
فحيي بني عبس على العلم السعدي

هكذا كانوا يستلطفون النسائم الغادية والرائحة، ويستبرقون الغوادي، ويستطلعون اثارها على الديار علها تصيب ارضا عزيزة الموطأ ارتبط بها الشاعر ارتباطا وجدانيا، صبيا، فيافعا، فكهلا.
ترى ماذا سيقول شاعر هذا العصر وشاهده، وقد اصبح يعيش في ظل شواهق القصور، ويستنشق دخان المصانع. في هذا اليوم الذي تلاشت فيه الحدود وتطورت فيه وسائل الاتصال والمواصلات بالصوت والصورة على نحو هتك عذرية الحب.
شاعر اليوم اصبحت تقلبه الارياح ذات اليمين وذات الشمال، واختلط عليه ازيز الطائرات بهزيم الرعود، ولمع البارق بالخلب من البوارق التي ابتكرها الانسان.
ترى هل سينتج الاديب ادبا يستجيب لواقع العصر، ام سيظل يعزف على وتره القديم تناغم معه من تناغم واعرض من اعرض، ام يا ترى سيتلاشى - وقد بدت البوادر - ما يسمى بالحب العذري الذي عرفناه واكبرنا في الشاعر العربي ترسم نهجه وخطاه.
موسى بن عيسى العويس

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved