| عزيزتـي الجزيرة
تضطلع الرئاسة العامة لتعليم البنات بدور حيوي هام ألا وهو إعداد أمهات المستقبل ومربيات الأجيال، ولاشك ان مسؤولية الرئاسة تجاه هذا الأمر مسؤولية عظيمة وكبيرة تتطلب الشيء الكثير من الجهد والمتابعة.
ولا يخفى الدور الكبير الذي تلعبه الرئاسة في سبيل توفير الراحة النفسية للمعلمات من خلال تحقيق رغباتهن قدر الإمكان وذلك بوضعهن في الأماكن اللاتي يرغبنها من اجل ان يعطين ويبذلن من خلال توفير الأجواء المناسبة لهن، إلا ان الرئاسة تواجه مشكلة كبيرة تتمثل في كثرة غياب المعلمات عن المدرسة لظروف شتى ليس المجال هنا لتعدادها.
وفي سبيل القضاء على مشكلة الغياب هذه وجهت مديرات المدارس إلى عدم قبول أي تقرير طبي من أي مركز أهلي إلا في حدود يوم واحد فقط، وهنا يحق لنا ان نتساءل هل يمكن تحديد المرض بيوم واحد فقط!!! ولعلي اجد العذر للرئاسة في هذا التشدد الذي والحق يقال كانت ضحيته المخلصات من مربيات الأجيال اللاتي يحاولن بكل ما اوتين من قوة ان يتغلبن على ظروفهن ومشاكلهن الأسرية ليس خوفاً من خصم حاشا وكلا ولا حرصاً على راتب وانما حرصاً على من تحت أيديهن من بناتنا وحتى لا يتأثر سير المنهج او تبقى الطالبات دون ان ينلن حظهن من التعليم بسبب غيابها.
ولاشك ان ما دفع الرئاسة للتشدد في موضوع قبول الإجازة وتضييق طرق الحصول عليها هو تساهل واهمال بعض المعلمات ممن لا يقدرن المسؤولية التي اضطلعن بها وكذلك من الناحية الأخرى تساهل بعض المراكز الطبية في اعطاء الاجازات، وكأن الرئاسة هنا تطبق الشعار المعروف "ظلم الجميع عدالة" وهذا لاشك ان له آثاره السلبية على المخلصات والمجدات من المعلمات. فبالله عليكم كيف نتصور من معلمة مخلصة ومثابرة ومواظبة على الحضور ان تستمر على نفس هذا العطاء والحماس والتوهج وهي بمجرد ان تحتاج لإجازة لظرف لا تستطيع معه الحضور تجد الأبواب أمامها موصدة.
ثم هي في المقابل ترى بعض زميلاتها غير الجديرات يستطعن ان يحتلن على الأنظمة باحضار تقارير طبية الله اعلم بصدقها!!! ويجلسن في بيوتهن قريرات العين!!. وهنا اقترح ان يوضع لكل معلمة ملف خاص كسيرة ذاتية لهذه المعلمة يتابع من قبل المشرفة المتابعة والمديرة، يحكم من خلاله على المعلمة هل هي من المتلاعبات اللاتي لا هم لهن إلا التحايل على الأنظمة، أم هي من المعلمات المتميزات المواظبات على الحضور واعطاء المديرة - وهي لاشك موضع ثقة المسؤولين - الصلاحيات بقبول الإجازة من عدمها ليس وفقاً لهواها ومصالحها وعلاقاتها وانما وفقاً لملف المعلمة وقبل كل ذلك عليها ان تراعي وتراقب الله في هذا الأمر بحيث لا تظلم أحدا سواء باعطاء الاجازة أو منعها.
وأخيراً علينا التسليم ان المعلمة ام أولاً وأخيراً ولديها ابناء يمرضون وكذلك هي عرضة للأمراض كما شأن الإنسان فلا نطلب المستحيل بانتظامها الكامل ويجب على الرئاسة تقدير هذا الأمر وبحثه، فالمخلصات من المعلمات يحترقن والرئاسة مسؤولة عن حمايتهن وتوفير الأجواء المناسبة لهن ليواصلن العطاء والابداع. والله المسؤول ان يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
سند العامر
|
|
|
|
|