أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th March,2001 العدد:10405الطبعةالاولـي الأحد 30 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

قد يفوقون الأسوياء بعقلياتهم وبصائرهم
ذوو الاحتياجات الخاصة والحاجة للنظرة الحضارية
عزيزتي الجزيرة..
كنت متوقفاً أمام إحدى الاشارات الضوئية المرورية وبجانبي تقف حافلة لنقل طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة. وإذابأولئك يتجاذبون أطراف الحديث مع الحوارات الساخنة والبسمات البريئة تعلو وجوههم الناضرة.. كل هذا عن طريق لغة الإشارة الحديثة وانطلاقاً من هذا الموقف المؤثر حاولت لفت النظر إلى هذه الوقفات:
أولاً: يخطئ البعض في حقه وفي حقوق الآخرين من خلال النظرة القاصرة تجاه ذوي الاحتياجات أو الحالات الخاصة، فيعتقد ان المفتقدين لبعض الحواس أو المنافع الجسدية ليسوا كغيرهم من المبدعين والمتفوقين بل حتى الاسوياء.
وهذا في حقيقة الأمر يدل على الضمور والضعف المتناهي لتفكير وعقلية من تساوره هذه الاوهام السطحية. إذ إن أولئك الاخوة من أصحاب تلك الحالات هم كغيرهم من الناس بل إن بعضهم يفوق الآخرين بعقليته الفذة وبصيرته الحادة في الكثير من القضايا. والواقع خير شاهد في هذا الامر ونرى الكثير من هؤلاء يستطيع ان يبدع ويفكر وينتج مع افتقاده لبعض أو تلك الحواس أو الأطراف.
ثانياً: لابد من تصحيح الفهم وإدراك الواقع والنظر بعين التأمل والاعتبار لابنظر السخرية والتنقص ويكفي علماً أن البعض من العلماء والمفكرين والأدباء وغيرهم من صفوة المجتمع هم ممن يصح وصفهم بذوي الاحتياجات الخاصة.
فكيف يطيب للبعض أن يصف مثل هؤلاء بالعجز والدونية وينظر لهم بعين السخرية والتهكم.
ثالثاً: مما يدعو للفخر والاعتزاز ما تقوم به الدولة الرشيدة رعاها الله من الاهتمام والعناية الفائقة في كل ما من شأنه القيام بما يخدم أولئك فهيأت السبل وأوجدت المدارس والمعاهد التخصصية التي تبذل طاقاتها وجهودها في رفع كفاءتهم مع تأهيلهم التأهيل الشامل لممارسة الحياة والتعامل مع معطيات العصر بكل يسر وسهولة.
رابعاً: يجب على المجتمع ممثلاً بالقطاعات التعليمية ودور التربية والأندية الثقافية والبيئة الأسرية والمحيط الاجتماعي ان يبدأ العمل نحو تغيير المفاهيم الخاطئة والأعراف السائدة التي تتناقض وما يجب العمل به تجاه أولئك.
إذ إن المجتمع كالركن الذي يتضرر بتضرر أطرافه وهذا من حيث الشمول والموضوعية أما من حيث الأمور الشكلية فلابد من القضاء على تلك المسميات والاوصاف المذمومة التي تخالف الشرع وتتنافى مع الادب والذوق الرفيع والتي يتداولها البعض من الناس إما على سبيل السخرية أو حتى عن طريق الوصف والنداء.
خامساً: يشعر البعض من الفئات الخاصة باحتقار النفس وتهميش الذات من خلال ما يواجهه من تنقص أو سخرية وهذا ينعكس على ادائه وعطائه فيحس بالدونية ويرى نفسه أقل مما يكون وبالتالي تعود هذه الآثار السيئة والنتائج السلبية على ذاته الشخصية من جهة وعلى مجتمعه من جهة أخرى فلابد من التوكل على الله ثم الثقة بالنفس وبذل الجهد والتشمير عن ساعد الجد والاجتهاد وحتماً ستكون النتائج مرضية وهادفة
والله ولي التوفيق
خالد بن عايض البشري الرياض

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved