|
| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
الأستاذ / خالد المالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد
إشارة إلى مانشر في جريدتكم في عدد رقم 10393 بتاريخ 18/12/1421ه في زاوية "ويبقى شيء" للكاتب الأستاذ / خالد الفريان بعنوان )إلى وزير الصناعة.. حول دبي.. لا تصدق اوهام الصناعيين( الذي تناول فيه الكاتب مقارنه بين الحوافز الموجودة في المملكة وما يتداوله البعض من وجود حوافز افضل في دبي. واود ان اقول انني اتفق مع الكاتب في بعض ما جاء في المقال كما اختلف معه في اجزاء اخرى.
في البداية، اود ان اسلم بالأرقام التي ذكرها الأستاذ خالد وذلك لعدم وجود معلومات تناقضها ولثقتي بدقه الكاتب، واضيف الى ماذكره الكاتب ان هناك نواحي اقتصادية واستراتيجية تدفع المنشآت الى عدم المغامرة والابتعاد عن السوق السعودية خصوصاً اذا ما عملنا ان السوق السعودية هو من اكبر الأسواق في الشرق الأوسط الذي تستهدفه الشركات الأجنبية فما بالك بالمصانع التي قامت خصيصاً للسوق السعودية التي ستفقد الكثير من المزايا التسويقية ومن اهمها الاتصال وسرعة الحصول على المعلومة بالإضافة الى سهولة توزيع المنتجات وعدم التعرض للعقبات الجمركية، ويجب ان نذكر ان هناك عقبات اضافية اخرى في دبي منها ارتفاع مستوى الأسعار سواء مستوى الحياة العامة او مستوى تكلفة العمالة حيث ان تكلفة العامل في المملكة أقل منها في دبي سواءً في الإسكان او الإعاشة او الراتب .
قد تكون دبي ذات مناخ تجاري جيد وخصوصاً للسلع الرخيصة او المقلدة القادمة من شرق اسيا حيث تتم إعادة تصدير تلك السلع الى دول افريقيا وبعض الأسواق العربية، ولكن لم يعرف ابداً ان التجار في دبي يتعاملون في سلع صنعت في دبي وهذا مؤشر واضح على ضعف الصناعة هناك بالإضافة ان الملاحظ ان السلع السعودية وبالذات الاستهلاكية تحظى بوضع جيد هناك .
لا اريد ان استرسل في تأييد ما رمى اليه الكاتب ولكنني اود ان اضم صوتي الى صوته في ان هناك الكثير من العقبات التي تواجه الصناعة السعودية وان الهروب او التلويح به ليس حلاً لتلك العقبات وان الواجب هو الشفافية في الطرح والبحث الموضوعي للمشاكل لنصل الى الحلول المناسبة.
كما ذكرت انفاً انني اختلف مع الكاتب في بعض الجوانب التي وردت في مقاله واود ان الخصها في الاتي:
اولاً: عنون الكاتب الكريم مقاله بعنوان"تهييجي" ضد الصناعيين، وكنت اتمنى لو ان العنوان كان أكثر هدوءاً لكي لا يكون طرحنا هجومياً وبعيداً عن الموضوعية
ثانياً:اعترض الكاتب على مطالبة الصناعيين بمنح مزيد من الحوافز وأنا هنا استغرب ما المانع في إعطاء مزيد من الحوافز للصناعة الوطنية خصوصاً اذا ما علمنا ان الصناعة تضيف 40% كحد ادنى كقيمة مضافة لاي سلعة وعلل الكاتب ذلك بأن الصناعيين هم اقل الناس توظيفاً للسعوديين، والحقيقة اني لا اعلم من اين استقى الكاتب هذه المعلومة وهل لديه احصائيات دقيقة عن نسب السعوديين في القطاعات الاخرى التجارية او العقارية او الإنشائية او الخدمية.
ثالثاً: طالب الكاتب الصناعيين بتطوير منشآتهم وان هذا اجدى من المطالبة باي حوافز من الدولة وان هذا الزمان قد ولى. وانا هنا اذكر الكاتب الكريم ان الحوافز ليست هي عبارة عن شراء او ترسية مناقصات مباشرة للمصانع السعودية لكن المطلوب مزيد من التسهيلات ومزيد من الاهتمام بمشاكل الصناعة وتذليل العقبات وليس استعداء وزارة الصناعة على الصناعيين!!!!
رابعاً: قارن الكاتب بحجم تمويل الصناعة في دبي وانها لا تزيد عن تمويل مصنع من مصانع سابك واود هنا ان اوضح هذه المقارنة ظالمة حيث ان سابك شركة ممولة ومدعومة حكوميا وهذه فرصة للتذكير بحجم نجاح سابك من خلال الدعم الحكومي الذي يعترض عليه كاتبنا العزيز!!!
وفي الختام اود ان اذكر ان الصناعة هي الخيار الوحيد طالما لدينا الإمكانيات المادية والبشرية لإرساء صناعة متطورة تستطيع المنافسة والوقوف على قدميها مع العلم ان عمر الصناعة السعودية قصير ومازال يحتاج الدعم والاهتمام وللحق ومن تجربة شخصية فاني اقول ان وزارة الصناعة من أكثر الجهات فعالية واخلاصاً من خلال تجربة شخصية ويوجد فيها كوادر تدعو الى الفخر والاعتزاز ولكن لا يمنع ذلك من وجود جوانب قصور يجب مناقشتها بصدر رحب وموضوعي .
عبدالرحمن حمد الراجحي
مدير عام مصنع حمد وعبدالعزيز الراجحي للمجالي والمختبرات
|
|
|
|
|
