| منوعـات
* اومهلانجا روكس "جنوب أفريقيا" د.ب.أ:
تسيل الدماء من خياشيم سمكة قرش من نوع القرش الابيض الضخم، التي يصل طولها إلى مترين ونصف المتر، حيث تتمدد دون حراك تحت أشعة الشمس المتوهجة.
وبعد انتهاء إجراءات الوزن والقياس، سيقوم خبراء هيئة قروش ناتال بتشريح وفحص جثة سمكة القرش التي اقتربت جدا من شاطئ عام للسباحة خلال الليل ووقعت في شراك شباك الحماية التي أقامتها الهيئة.وتقول سابين وينتنر المتخصصة في علوم الاحياء والعاملة مع الهيئة: "إن أسماك القرش الابيض الضخمة لا تستطيع ضخ المياه عبر خياشيمها.. فيصيبها الاختناق إذا ما وقعت في شباكنا".وتحمي هيئة القروش المحلية الشواطئ المخصصة للسباحة في كوازولو- ناتال منذ أكثر من 35 عاما من مقرها في اومهلانجا روكس بالقرب من دربان.
وكانت الهيئة قد أنشئت بعد وقوع حوادث في شهر ديسمبر من عام 1957 عندما هاجمت أسماك القرش الزوار وقتلت خمسة أشخاص خلال أربعة أشهر وأثار ذلك فزع المواطنين وسرعان ما أصبحت الشواطئ خالية من روادها فسارعت إدارات المنتجعات السياحية لتركيب شبكات ضد أسماك القرش لحماية الزوار، خشية التعرض للافلاس. وتملك هيئة قروش ناتال أكثر من 40 كيلومترا من شباك الحماية الممتدة بين مساحة وأخرى على طول 325 كيلومترا من الشواطئ لتحمي زوار 60 شاطئا من أسماك القرش القاتلة.
ويصل طول معظم الشباك المثبتة بواسطة المراسي إلى 214 مترا ويبلغ عمقها ستة أمتار، وتوضع في صفين متوازيين على بعد 400 متر من الساحل، ولا يكاد أحد يخشى اليوم من أن تهاجمه إحدى هذه الاسماك الضخمة بالرغم من أن الشباك لا توفر حاجزا كاملا، فمن الممكن أن تصل سمكة قرش للشاطئ مرورا تحت تلك الشباك أو فوقها أو بالالتفاف حول أطرافها، وغالبا ما تصطاد القروش فريستها حيث المياه الضحلة بعد حلول الظلام لتعود من جديد إلى البحر الواسع مع بزوغ الضوء، فيقع الكثير منها في الناحية الداخلية المواجهة للشاطئ من الشباك خلال رحلتهم إلى داخل البحر، حسبما تقول وينتنر. وخطة الهيئة هي تخفيض مخاطر القروش الكبيرة والتي من المحتمل أن تكون قاتلة، وهي سياسة لاقت نجاحا كبيرا حتى الان. وكان الهجوم الوحيد الذي حدث في شاطئ محمي خلال الاحد عشر عاما الماضية في عام1990 عندما قضمت سمكة قرش ساق صياد كانت تتدلى من قارب صغير. وتقع ثلاثة حوادث في المتوسط كل عام في كوازولو - ناتال، وتقع جميعها تقريبا في شواطئ غير محمية. وتتوفى حالة من كل عشر حالات. وتقع معظم الحوادث في المياه المظلمة القريبة من الشاطئ في وقت المساء. وفي الغالب تعض سمكة القرش ضحيتها مرة واحدة، مما يحمل الخبراء على الاعتقاد أنها تكون بصدد التحقق من دخيل اخترق محيط مياهها. وتقول وينتنر إن لا يوجد داع لخوف الزوار الذين يسبحون في المياه الصافية خلال النهار من قضم سمك القرش لأن هذا الكائن ليس عدوانيا بطبيعته.وتقول "وجبتهم المفضلة من الاسماك والطيور وعجول البحر.. فالسباحون ليسوا جزءا من قائمة طعامها".وفي عرض حي أقامته الهيئة حديثا، شق كين بير معدة أحد القروش المعروفة بنوع القرش النمر ليجد المشاهدون أمامهم العمود الفقري لقرش أصغر كان قد ألتهمه. وقال لجمهوره المشدوه بالعرض: "وجدنا قبل ذلك قدمين في معدة سمكة قرش". ونظرية بير تقوم على أن هذا القرش قضم جثة شخص غارق ولم يأكله حيا. وكان شعار الهيئة في سنوات إنشائها الاولى "لا خير في قرش إلا بالتخلص منه" ولكن هذا الاتجاه في التفكير قد تغير وصار التركيز الان على حماية القروش. ويعتبر الخبراء قلة عدد القروش التي تقع في شباكها دليلا على تناقص أعداد هذا النوع. ومن ثم أزالت الهيئة بعد الشباك من الشواطئ النائية كإجراء ضمن إجراءات الحماية. ويقع نحو 1.440 قرشا في شباك الهيئة في المتوسط كل عام. وتصطاد الشباك الكم الاكبر خلال موسم هجرة السردين السنوي في شهري يونيه ويوليو.
وتسافر أفواج كبيرة من أسماك السردين في هذه الفترة إلى جنوب الاماكن المحمية بالشباك ومعها مجموعة متنوعة من الاسماك التي تقتات عليها والتي غالبا ما تدفع أفواج الاسماك باتجاه الشاطئ.
|
|
|
|
|