أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th March,2001 العدد:10405الطبعةالاولـي الأحد 30 ,ذو الحجة 1421

محليــات

الشقيقان وابن عمهما بعد العفو عنهم من القصاص بالطائف:
أكثر من 1000 يوم وليلة ننتظر ضرب أعناقنا بالسيف وتنفيذ حكم الشرع فينا
جهود الوساطة دامت أكثر من سنتين وأخيراً جاء الفرج
* الطائف عليان آل سعدان:
الحاقا لما سبق ان انفردت به الجزيرة يوم الخميس الماضي في الصفحة الأخيرة عن الجهود الخيرة التي كللت بالنجاح لمعالي محافظ الطائف فهد بن عبد العزيز المعمر وعدد من وجوه المجتمع بالطائف على رأسهم الشيخ عبد الله بن دريويش الحارثي في قضية قتل صدر فيها حكم شرعي بالقصاص من القتلة وانتهت مؤخرا بتنازل اصحاب الدم عن هذه القضية والعفو عن القتلة وعددهم ثلاثة هم عبد المحسن محسن الحارثي وشقيقه حسين محمد الحارثي وابن عمهما عبد الله بن قليل الحارثي حيث تجري حاليا اجراءات التصديق شرعا على هذا التنازل المهم بمحكمة الطائف الشرعية ورفع للجهات العليا بحكومة خادم الحرمين الشريفين التي تبارك مثل هذه الأعمال الانسانية وتقدم كل الدعم والامكانات لانجاح مثل هذه الجهود الخيرة.
وقد قامت الجزيرة بزيارة للسجن بالطائف والتقت بالشباب الثلاثة الذين رفعوا عظيم شكرهم وتقديرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني الذين بفضل الله ثم بفضل حكمتهم وقيادتهم ورعايتهم الابوية والحنونة لكافة ابناء هذا الوطن تكللت تلك الجهود الخيرة التي قادها محافظ الطائف فهد بن عبد العزيز بن معمر بالتوفيق والنجاح.
وقالوا لقد مضى علينا اكثر من سنتين في سجن الطائف واكتملت كافة الاجراءات التي تجعلنا معرضين وجاهزين لإنفاذ حكم القصاص الشرعي الذي أمر بتنفيذه الشرع الذي تسير عليه هذه البلاد منذ توحيدها وتأسيسها على يد جلالة الملك عبد العزيز ولا نخفي عليكم اننا كنا نعاني من الخوف ولا ندري عن الجهود التي تبذل خارج السجن للوساطة للحصول على العفو فقد كان الزوار يطمئنوننا بان الأمور قد تشهد انفراجاً ان شاء الله والسعي متواصل ولكن ليس هناك تأكيد من تنازل اهل الدم.
وبالنسبة لنا كانت الأمور غير عادية فنحن لسنا سجناء فقط نتوقع الافراج عنا .. ولكننا اناس محكوم عليهم بالقصاص اما العفو او القصاص فهما خياران لا ثالث لهما بالنسبة لنا اطلاقا والأخبار التي تصلنا بصورة يومية تعطينا بصيصاً من الأمل. لذلك كان اكثر الأوقات التي نقضيها في السجن هي في الصلاة والدعاء بالفرج واكثر من ذلك كان كثير من الدعوات نوجهها لله بان يفرج همنا ويوفق الساعين للصلح والحصول على التنازل والعفو عنا والحمد لله لقد كان اصحاب الدم كرماء وساعدوا على اكمال هذا العمل الخيري العظيم بالعفو عنا واعطائنا الفرصة للحياة من جديد.وأجمعوا بانهم لا يريدون استعراض الموقف الذي ادى بهم الى هذه النتيجة التي تسببت في القتل وايداعهم السجن لاخذ القصاص منهم بعد اكتمال الاجراءات القانونية والشرعية التي سارت عليها هذه البلاد.والموضوع اساساً وفقا للشباب الثلاثة يعود الى اكثر من سنتين و9 اشهر لمنازعة وقعت بينهم مع بعض افراد قبيلتهم نتج عنها حادثة القتل المؤسفة جدا وكان للشيطان دور كبير عليه لعنة الله وقد تندمنا كثيرا من اللحظة التي وقع فيها الحادث ولا يزال الألم يعصرنا حتى ونحن في السجن فالمقتول هو احد افراد قبيلتنا وتربطنا به علاقة عائلية كبيرة.وعلى مدى الفترة التي نحن فيها بالسجن تؤلمنا اشياء كثيرة جدا حزنا وندما على المقتول وخوفاً من المصير الذي نترقبه ما بين لحظة واخرى على يد السياف الذي ظل على مدى اكثر من 1000 يوم وليلة نتخيله ما بين لحظة واخرى يضرب اعناقنا بالسيف ونحمد الله سبحانه وتعالى ان انتهت هذه القضية بالنسبة لنا على هذا الحال السعيد وشكرا لله ولكل من ساهم بجهده وعقله في هذه القضية وعلى رأسهم محافظ الطائف فهد بن عبد العزيز المعمر والشيخ عبد الله بن دريويش الحارثي والشيخ عواض الحارثي والشيخ عيضه بن غزال الحارثي والشيح محسن بن محسن الحارثي والشيخ هليل بن هلال الحارثي الذين يعود الفضل بعد الله لهم في انهاء هذا الموضوع بالمصالحة والعفو عنا لنعود للحياة من جديد لأهلنا وزوجاتنا وابنائنا واخواننا نبدأ حياة جديدة بعيدة عن المشاكل التي يمكن ان توضع لها كل الحلول بالعقل والبصيرة والتأني دون فقد الأعصاب واستخدام وسائل تؤدي الى القتل.ولا يسعنا من خلال هذه التجربة المريرة جدا سوى ان نوجه كلمة ونصيحة صادقة للجميع ان يحكموا العقل في الخلافات مع الآخرين ويتركوا الأمور تأخذ طريقها للحلول بالمصالحة والتفاهم والتراضي والاستعانة بالنظام والقانون في هذه البلاد التي تتميز عن غيرها من البلاد بالعدالة والمساواة والتسامح.
وكانت جهود المصالحة وتقريب وجهات النظر وتهدئة الموقف قد بدأت بين المتنازعين بعد وقوع الحادث منذ سنتين وتسعة اشهر بالطائف وتكثفت هذه الجهود التي قادها معالي محافظ الطائف فهد بن عبد العزيز المعمر بصورة اكثر بعد ان هدأت الاوضاع بين المتنازعين الأمر الذي اعطى مثل تلك الجهود طريقا سهلة بفضل المرونة الكبيرة التي تقابل من قبل اصحاب الدم ذوي المقتولين الذين ساعدوا كثيرا على انجاح تلك الجهود بالعفو والتسامح الذي يتميز به كل ابناء هذا الوطن العزيز مرتجين من ذلك الأجر والثواب من عند الله في عتق الرقاب من الموت لما لذلك من أجر وثواب عظيم يناله عند الله.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved