أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th March,2001 العدد:10405الطبعةالاولـي الأحد 30 ,ذو الحجة 1421

محليــات

خاطرة الأحد
«خواطر حول قضايانا المعاصرة»
أحمد بن حمد اليحيى
سابعا: نمو سكاني هائل
لقد استغرق الأمر آلاف السنين كي يصل عدد سكان العالم الى بليون نسمة في عام 1830م. ولكنه استغرق أقل من مئة عام لاضافة البليون الثاني في عام 1925م. ثم وصل البليون الثالث بعد حوالي 37 عاما. اما البليون الرابع فقد تحقق خلال ثلاثة عشر عاما فقط. والآن قارب عدد سكان العالم الستة بلايين نسمة. طبعا هذا لا يسمى نموا سكانيا عظيما على وجه الأرض فحسب بل انفجار سكاني بالفعل.
وحيز هذه المقالة ايها القراء الأعزاء لا يتيح لنا الحديث عن اسباب هذا النمو السكاني الهائل بالتفصيل. فالحياة على وجه الأرض دخلها معطيات جديدة وذلك بفضل انتشار التعليم وتحسن الحياة المعيشية من غذاء ووعي صحي وتقدم طبي من علاج للأمهات وتطعيم للأطفال واستعمال للمضادات الحيوية والمبيدات الحشرية وما الى ذلك. مما قلل وفيات ا لرضع «باذن الله» وأمد في عمر الكبار.
والمعلومات تفيد ان البلدان الفقيرة ظلت تعاني من الزيادة السكانية الهائلة المفاجئة لا سيما ما تشكله عليها من ضغوط اقتصادية ومعيشية تتعلق بالوظائف والبطالة واجتماعية تتعلق بالتعليم والصحة وما الى ذلك.
هذا الأمر حدا بالصين الشعبية على سبيل المثال التي يشكل سكانها خمس سكان العالم تقريبا الى سن أنظمة محلية تحدد النسل بواحد لكل عائلة. وبالهند كمثال آخر لتفرض على المرأة استخدام وسائل مضمونة تمنع الحمل الخ.. فيما ثمة دول نامية نفطية على عكس هذه الدول تشجع الأسر على الاكثار من النسل كدولة الكويت مثلا التي خصصت علاوة للزوجة ولكل طفل ينجب للموظف العامل. وكذلك العراق الذي قاد حملة وطنية تقول «انجب طفلا تطلق سهما في عين العدو» مع منح سكن للمتزوج وتسهيلات اخرى.
أما بلادنا فلم تشد عن قضية هذا «الانفجار» السكاني فاذا كان سكان العام وفق الاحصائية اعلاه قد تضاعف مرة واحدة خلال قرن من الزمان «1380 1925م» فان سكان المملكة العربية السعودية خلال قرن واحد قد تضاعف عددهم سبع مرات وليس مرة واحدة من عام 1902م «وقت استرداد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه للرياض» حتى عام 2001م.
فسكان المملكة في اوائل القرن العشرين «قبل تلك السنة» كانوا 6ر1 مليون نسمة تقريبا «من يهمه الاطلاع على التفصيل من القراء الأفاضل يمكنه الرجوع الى الفصل الرابع من كتابنا «السكان والاقتصاد والعمل قبل قرن في جزيرة العرب 1998.» أما الآن فتشير التقديرات بأنه وصل العدد الى 20 مليون نسمة تقريبا. ربما بسبب الخصوبة العالية في الانجاب وتحسب المستويات المعيشية والاجتماعية بصفة عامة في عهد الدولة الجديدة من حيث تشير التقديرات الديموغرافية لصندوق السكان العالمي عام 1985م الى ان نسبة النمو السنوي السكاني في المملكة وصلت 4% فيما النسبة العامة في الدول العربية تقدر ب 3% . أما في اوروبا فهي حوالي 2%.
وقد لا تفاجئنا هذه الزيادة السكانية في بلادنا اذ نلحظ ثمة عوامل كثيرة ساهمت في هذا النمو الكبير منها توفر الخير والنعم في متناول غالبية الأسر السعودية جعل الكثيرين من الرجال لا يكتفي بزوجة واحدة بل حتى يعضهم وصل الى اربع. ناهيك عن التزام المواطنين بمحاذير الدين من عدم استخدام اساليب منع الحمل ما عدا القليل ممن يسمح لنفسه بتنظيم النسل وليس ايقافه. كما ان ثمة عوامل اخرى صحية واجتماعية مما سبق الاشارة اليه في معرض حديثنا كانت هي الأخرى مساعدة في ذلك. وما شاء الله امتلأت بيوتنا بالأولاد والأحفاد مما لم يعهده أجدادنا رحمهم الله تعالى.
ان ما يهمنا في هذه الجزئية هو انه حسب التقديرات الرسمية والدولية لسكان المملكة سيصل عددهم بعد ثلاثة وعشرين عاما الى 42 مليون نسمة وهذه مدة قصيرة في عمر الزمن. اي ان سكان ا لمملكة العربية السعودية سيتضاعف عددهم مرة اخرى وهذا التضاعف سينعكس صوره على التالي:
اولا: اضافة الى الأعداد الحالية سنواجه حوالي 5ر3 ملايين طفل وطفلة من ذوي الأعمار «من 6 الى 13 سنة» وهؤلاء قطعا يحتاجون الى أشياء وأشياء على رأسها التعليم. مما يتوجب معه ان تتوفر امكانيات تعليمية جديدة من مدارس ومدرسين وما يتبع ذلك ضعف ما هو موجود.
ثانيا: اضافة الى الأعداد الحالية سنواجه حوالي 5.5 ملايين شخص من ذوي الأعمار «من 15 الى 64 سنة» وهؤلاء هم الآخرون قطعا يحتاجون الى مقاعد جديدة اضافية في الجامعات. بل ويحتاجون الى توفير حجم هائل من الوظائف الادارية والفنية اكثر مما هو موجود ومتوفر الآن في سوق العمل وذلك لاستيعاب هذا العدد المستقبلي.
ثالثا: سنواجه الزيادة السكانية الهائلة التي قدرها عشرون مليون نسمة خلال العشرين سنة القادمة الى ضعف المرافق والتجهيزات الأساسية الحالية من مستشفيات ومن مساكن وطرق ومن امدادات كهرباء ومياه وصرف صحي والمواصلات ومراكز الشرطة والبريد وغير ذلك مما يؤمن بقاء المملكة العربية السعودية بلدا عظيما بقيادة عظيمة.
أما السؤال الرئيس في موضوعنا هذا هو: هل وضعنا هذا في الحسبان؟
والله من وراء القصد.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved