| محليــات
يُقدَّرللإنسان في مواقف الحياة أن يرى ما لم يكن يتخيّل أن يراه، وأن يسمع ما لم يكن يخطر له في بال أن يسمعه... ،ويقف مشدوهاً... يتساءل: كيف، ولماذا،...
وكثيراً ما تُفتَّح له آفاق السؤال...
ومنذ زمن... والإنسان يسعى لمعرفة كُنْه السؤال؟ لكنه لم يستطع أن يسبر غوره، ولا يصل إلى مدىً فيه، يرضي غروره، أو يُشبع نهمه...
ويظلُّ الإنسان فوق الأرض، وإلى أن تُطوى به كطي السِّجل... وهو يصارع كلَّ شيء... من أجل أن يصل إلى معرفة سرِّ السؤال... لكنَّه وعلى وجه الجزم.. لن يصل إلى مايريد... ويلفظ آخر أنفاسه... وهو لا يدري إلى أين، ولا كيف، وآخر ما أمام لوحة ناظريه... هو سؤال بكلِّ تفاصيله، وعلاماته...!
والإنسان في معيَّة ذاته... وهو في رحلة الحياة...
هو مع هذا الكائن الذي هو... «أنا»، وهو مع كائن آخر الذي هو: «أنتِ، أنتَ، أنتما، أنتم، هم»،...
وهو أيضاً مع كائنات أخرى...
الحياة لا يمضي الإنسان فيها منفرداً بذاته، متوحِّداً بها، أو فيها حتى لو شاء ذلك... تُقسره الحياة على أن يخضع لطبيعتها، وليس لما يشاء...
فهو من أخمص قدمه، وحتى رأسه بما يغطِّيه... في معيَّة أحدٍ، أو شيءٍ آخر...
ولكلِّ معيَّةٍ شأنها...
فمعيَّة الإنسان مع نفسه لها شأن...
ومعيَّة الإنسان مع الإنسان لها شأن آخر...
غير أن هناك معيَّات لها شؤون، وعنها، وبها شؤون...، بعضها مضيء...، وجملةٌ منها غير...
وكلُّ معيَّة لها نواتجها، ونتائجها، وصداها، وصوتها، وآثارها، وأفعالها،
حتى ما تقع عليه العين!، أو يستقر في الأذن، أو يتفاعل له حس ما في النَّفس، أو ردَّة فعل في الفكر، أو... أو.... ماتعاهده الإنسان من أمور إنسانيته،
حتى الطحالب.. في معيَّتها شؤون، وشجون، وأحاديث، وأفعال، وردود أفعال، ونتائج معيَّة...
حين يحدث للمرء أن يعبُر في دروبه الحياتية بممرات تنتشر فيها، أو تختبيء بعض أو جملة من الطحالب...
تلامسها بدءاً قدماه، وربما يداه، وربما يغرق بكلِّه في مواقعها....
يجدها ناعمة الملمس، منتشرةً، تسدُّ كلَّ منفذ، تتربَّع على كلِّ عَلٍ في حدود مواقعها، لينة، مخضرة،
لا يحسب عنها فخَّاً، ولا تحتها ثغرةً، ولا يتردَّد خشية تعثر...، ولا يحجم خوفاً من اعتقال...
لكنها تزجُّه في فخاخها، تطوِّقه بعقالها، تجذبه بنعومتها، تشدُّه إلى ثغراتها،
...
وهو إن حاول المقاومة تعثَّر.. وفشل،
وهو إن لم يحاول توقَّف... وتجمَّد...،
وهو إن قاوم وانتشل كلّه أو جزءًا منه... يخرج مخدوشاً، مصاباً، تترك فيه آثارها، جروحاً، أو خدوشاً، أو كسوراً، أو... بحجم فخاخها، وثغراتها، ومداها، وعمقها... و...،
والطَّحالب لا تترك آثارها في خارج الإنسان، بل تتخطى إلى دخيلته... تترك آلامها... وربما أحزانها... وربما دماءها...
فكيف يتَّقي الإنسان طحالب الحياة؟!
يظلُّ السؤال سؤالاً...
ويظلُّ الإنسان في الحياة لا ينفصل عن الحياة بكل ما فيها...، حتى الطَّحالب التي فيها... إذ هو في معيَّة أجزائها، وكلِّها...
فكيف يتَّقي معيَّة الطَّحالب فيها؟.
|
|
|
|
|