أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th March,2001 العدد:10405الطبعةالاولـي الأحد 30 ,ذو الحجة 1421

محليــات

مستعجل
يتحايل.. ليجلب المرض لأطفاله..!
عبدالرحمن السماري
** لا توسوس.. وفي مقابل ذلك.. لا تفرط.. فالوسوسة خطأ ومرض.. والتفريط يقود إلى الأمراض.
** هل تصدق أن بعض الأشخاص في سيارته أدوات تعقيم مختلفة.. تبدأ من الكلونيا والمسحات الطبية وتنتهي بالمناديل المعطرة وغيرها.
** والمشكلة.. أنه لا يستخدمها عند ظروف حوادث أو جروح أو ما شاكل ذلك.. بل قد يعقم يديه عندما يركب السيارة بعد أن صافح فلاناً وفلاناً وآخرين.. لأنه يتوقع أن يديه حافلة بأصناف وأنواع الفيروسات.. وأنه يسعى لقتلها بهذه المبيدات قبل أن تأخذ طريقها إلى جسمه.
** سألت أحدهم.. لماذا هو يعمل هذا العمل.. وهل هو نتيجة نصيحة طبيب أو إنسان يعمل في هذا المجال وحذرك أو نبهك لهذا العمل؟
** قال.. أبداً.. هو اجتهاد شخصي.. فالفيروسات منتشرة في كل مكان وهي في كل جسم وفي كل يد.. وفي كل جو.. ومشكلة البشر.. أنهم يعطسون في أيديهم.. وتسرح وتمرح أيديهم في كل مكان.. وهي العضو المتحرك في الجسم أكثر وأكثر.. وهي عرضة لتحميل الفيروسات.. ولهذا.. فإنني أتحاشى المصافحة باليد قدر الإمكان = تخيلوا إلى أي درجة وصلت الوسوسة =..
أو أنني أصافح بسرعة خاطفة ولا أمكِّن يدي من الآخر.. أو أني أضطر إلى سرعة مراجعة السيارة وآخذ جرعة من المطهرات.. وخصوصاً متى كان الشخص الذي سلمت عليه.. يبدو عليه النحافة أو الأصفرار.. أو أعراض الاعتلال والمرض..
** أما إذا عطس أحدهم عنده.. فإنه لا يتوانى في أن يحكم «اللطمة» بكل قوة حتى يخرج من المجلس.. أو يتوقع أن آثار العطسة قد انتهت بسلام..
** وعلى العكس من هذا الموسوس تماماً.. أولئك الذين يصطحبون أطفالهم الصغار إلى المستشفيات عند زيارة أي مريض أو إجراء أي مراجعة ثم يحاولون إقناع رجال الأمن أنه ليس صغيراً أو أن الظروف صعبة ولا تمكنه من تركه في البيت.. أو يحاولون التحايل بإلباس الصغيرة جداً «عباءة» ليقتنع رجل الأمن أنها كبيرة ويحق لها الدخول.. وغير ذلك من الحيل المختلفة.. بمعنى.. أنهم يحتالون من أجل البحث عن فيروس لأبنائهم.. وينسون أن الأنظمة.. واللوائح وتطبيقها.. هي من أجل سلامة أطفالهم.. وليس من أجل المزيد من التحكم و«القشر» كما يتصورون.. فالمسألة.. مسألة وقاية وإجراءات احترازية وإبعاداً لهؤلاء الصغار عن مصادر المرض.. لأن المستشفيات عامرة بالمرض.. وبعض الأمراض معدية.. والصغار لديهم قابلية على «لقط» أي فيروس.. ومناعة الطفل ضعيفة.. ولهذا.. فقد منعت الجهات المسؤولة الصغار من دخول المستشفيات.. بل وضعت لهم أماكن.. ووفرت فيها كل شيء.. ليجتمعوا فيها لانتظار أهلهم وذويهم عند خروجهم من الزيارة.
** فالمسافة بين الموسوس الأول وعدّته التي في السيارة... وتشاؤمه وخوفه الشديد.. وبين الموقف الثاني.. ذلك الذي يزج بأطفاله وسط المرض.. أو يفرح لأن المريض الذي يزوره في مستشفى أهلي «لا يمنع دخول الأطفال» هي مسافة ليست قريبة.
** هناك نماذج أخرى للموسوسين.. وهناك نماذج أخرى للمفرطين.. ومن أبرز نماذج المفرطين.. هم أولئك الذين يشربون من فناجيل أو كؤوس شاي.. أو ماء بعد آخر وآخر وآخر دون غسل..
** ونحن نشاهد هؤلاء.. بل إن بعضهم يستعمل ملعقة أكل فيها شخص قبله.. وهكذا شأن «الفنجال» أو «البيالة» أو «الكأس» إذ يشرب فيها أكثر من شخص.. دون أن تتعرض للغسل.
** وهناك نماذج أخرى كثيرة يصعب حصرها كما أسلفت.. وكلها تؤكد تفريط الكثير في الجانب الصحي والوقائي.. بل إن بعضهم مع الأسف يستهتر أو يتهكم من «التطعيم» ضد الحمى الشوكية أو الاتهاب الكبدي والسل وأمراض أخرى رغم خطورتها وتوفر الأمصال الوقائية حتى في المستوصفات الأهلية.. ولكن.. من يقنع جيل «اْلِبلْعِهْ»و«قُوطي» الزِّير.. اللِّي شَرْبَوْا منه و«قْحَنَوْا» ولا شافوْا شرْ؟!!

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved