الأدب المثمن

الأدب المثمن
مفاهمة مع طبيب عيون!!
احمد عبد الله الدامغ

قال الشاعر سيد خضر محمد حسن مقدما لقصيدة له جعل عنوانها )نَقِّلْ يديك(:
في زيارة مفاجئة الى طبيب العيون اخبرني اني في حاجة الى اجراء عملية جراحية ثم اورد القصيدة:
وقبل ان استعرض شيئا من ابيات تلك القصيدة اجد الاشارة مناسبة الى ان اي كاتب او شاعر تصدف له حالة مرضية او تفاجئه مشكلة يكون له ارتباط بها فانه يدخل بها في دائرة الادب. ويجعل منها موضوعا طريفا يكون له عشاق يدرسونه ويستمتعون بما يحتويه من جد او مداعبة.
اما سيد خضر فقد طلب الى طبيبه ان يرفق به والا يطلق العنان لمبضعه على صفحة عينه التي قرر اجراء عملية لها:

نقّل يديك برفق فوق صفحتها

والجم هوى مبضع اذ راح يغشاني

كما طلب اليه ان يبعد بخفة يده وبراعة خبرته ومهارة جراحته كلمة الآه من لسانه اثناء اجراء العملية.

وانزع ان اسطعت وشم الآه من مقل

هل يحتوي الوشم هذا المبضع الحاني

ما اجهد العين غير الآه اكتمها

اذا تأوه طفل أوكبا ثان

او غيب الدرب دربا ساق امنية

وضلل الليل سفنا صوب شطآني

ويخبر طبيبه بأن عينه ما دمعت لحادث مثل ما دمعت لإجراء العملية ويحذره من الاهمال لان داء عينه قد اقلقه وارقه وجلب له الخوف من ابتعاد اصحابه منه.

فكم صُلبت وعيني قط ما دمعت

انا الذي ان شجى لحن لأبكاني

فاحذر تدافع عبرات لها حمم

كيلا تراقب مذهولا فتنساني

مذ قيل داء سرى بالعين ارقني

بعد الصحاب وكانوا طي احضاني

ويختمها بقوله:

فانقل يديك برفق فوق صفحتها

او شئت عجل فملء القلب ايماني

والقصيدة اطول من ذلك فهي تبلغ عشرين بيتا وقد نشرتها المجلة العربية في عددها 169 لشهر صفر سنة 1412ه.

أعلـىالصفحة

رجوع