أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th March,2001 العدد:10405الطبعةالاولـي الأحد 30 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

شدو
فيما قُتل بحثا وبحثا
د. فارس محمد الغزي
ماذا تعني وفادة مصطلح أجنبي إلى لغة أجنبية عنه كما يتجسد فيما يفد من مصطلحات أجنبة إلى لغتنا العربية؟ ومن ذا الذي يعتقد أن اللغة العربية بوضعها الراهن قادرة على استيعاب لغة العولمة الحُبلى بالمصطلحات والمفاهيم الغربية معنى ومبنى وفكرا وثقافة؟ بصراحة بكل صراحة عربية زماننا هذا ليست مركبة مؤهلة وقادرة على نقل العرب إلى آفاق أرحب في عالم القوة فيه هي )اكسير( البقاء فيه، خصوصا أن التفاعل الحضاري ذو المسار الأحادي يمثل خطرا وأيما خطر خطر على الهوية القومية بكل مقوماتها ومعانيها مما يحتم القول إن لغتنا العربية لا تحتمل المزيد من المصطلحات والمفاهيم الأجنبية ففي جسدها من العلل الذاتية ما ينوء به كاهلها، لهذا يمكن القول إن العرب )في ورطة!( مزدوجة: فلغتهم بما يعتورها من ضعف لا تمتلك ترف العزلة والنأى بنفسها بمعزل عن التفاعل والاحتكاك الفكري والعلمي واللغوي والحضاري عالميا، بيد أنها في الوقت نفسه لا تمتلك القدرة على الصمود والثبات في حال استمر الوضع القائم وتُرك الباب مُشرعا على مصراعيه لتتدفق عليها المصطلحات الأجنبية تدفق السيل العرم من عل، خصوصاً أن اللغة أي لغة وكما آنها تقع ضحية للنقص، تقع أيضا ضحية للتضخم والتورم مما يفقدها بريقها ورونقها ونشاطها، كما أذكرأن قرأت في أحد كتب المرحوم الدكتور: حسن ظاظا.
إن في تدفق المصطلحات والمفاهيم الأجنبية مزيدا من الازدواجية اللغوية، واللغة العربية كما هو معلوم لا تحتمل المزيد من الازدواج نظرا لما تعانيه ابتداء من ازدواج ماثل بينها واللغة العامية، إضافة إلى ما سوف أُطلق عليه مُسمى )ظاهرة مضاعفة الخطر(: ألا وهو ما يشهده العالم العربي من تعدد وتباين ترجمات المصطلحات الأجنبية نتيجة لتعدد المجامع اللغوية ومراكز التعريب والمعاهد البحثية، جنبا الى جنب مع غياب سياسات التنسيق والتخطيط اللغوي مما يضاعف من خطورة هذه المصطلحات التي شبهها أحد العلماء المحدثين بأنها كالخارطة للسفن والمراكب والطائرات )أو فلنقل وهذه من عندياتي: كبرج المراقبة!(.. فأي خطأ أو انحراف فيها قد يكون سببا لانحراف وضياع هذه البواخر والطائرات أو حتى تحطمها.
... إنه من الواجب الاعتراف أن الوضع اللغوي الراهن عرض من أعراض الهزيمة الحضارية الراهنة فحبذا إذن لو أوقفنا كافة أنشطة البحث والتنقيب عن اسباب ضعف اللغة العربية وركزنا الجهود بحثا عن حلول لداء )انتفاء تنفيذ ما بحوزتنا من حلول!(... وما أكثرها من حلول...
للتواصل: ص.ب.454 رمز 11351 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved