| مقـالات
الإنسان الذي يعمل وفي ذهنه أنه «مغادر» ويعي أن ثمة جيلاً قادماً ينتظر دوره في العمل فإنه يشعل «شمعة» بكل أريحية وكرم ليستضيء بها غيره وأما من لا يفقه ذلك ويجهل مسؤوليته تجاه مجتمعه القادم فإنه يتمسك ب«مكانه» ويطفىء كل الشموع ويقول: «أنا الوحيد». ولكن السنن الكونية التي جعلت الأيام دُولَهً بين الناس تزيحه من مكانه العنكبوتي دون أن يشعر حتى لو «هَيكَلَ» نفسه على كرسيِّه وبعث برائحته لكل المزهريات.
قد لا نعي أن أنشطتنا اليومية بمختلف مستويات تأثيرها فيمن حولنا والناس والمجتمع ستكون حدثاً تاريخياً ماضياً لن يكون له كل تلك الحيوية والوهج والفاعلية مثلما هو اليوم.. سيكون ذكرى ماضية قد لا تثير اهتمام أحد لانشغال الناس فيمن «بعدنا» بهمومهم وطموحاتهم ومشكلاتهم. وهكذا يتداول الناس الأيام بصورة لا تبقي على الكرسي أحد.
إنها الحياة التي يفهمها البعض بالمقلوب لا تلبث أن تعري هذا «المتشقلب» الذي يقف في وجه مسيرة الزمن وتكشف خطأ حساباته وتجعل منه «أحفورة» في صخرة جبل لا يشاهدها الجيل اللاحق إلا بالمكبر عند أحد علماء الآثار ويقولون: «كان هناك مدير»!!
ra99ja@suhuf.net.sa
|
|
|
|
|