| مقـالات
* بعد سنوات من العلاقة بين شركة الاتصالات السعودية وعملائها، والتي كانت وما زالت تبدو أحيانا وكأنها مجحفة من جانب ضد آخر، خاصة فيما يتعلق بالرسوم والأجور التي تحكم سوق الهاتف الجوال والثابت على حد سواء، تلك التي بدأت في خدمة الهاتف الجوال على سبيل المثال بعشرة آلاف ريال، ثم تناقصت فيما بعد الى 1500 ريال، وأجور اتصال بدأت بريال وستين هللة للدقيقة، ثم تناقصت هي الأخرى الى ريال وعشرين هللة.. بعد سنوات من الاستنزاف الذي خرم الجيوب، وحير الناس في الدروب، تأتي الشركة الموقرة أخيراً، بقرارات جديدة، لتخفض رسوم التأسيس الى 800 ريال. وبأجور في حدود 95 هللة للدقيقة، وهي تظن أنها بهذا التراجع الجديد، تسعد الناس، وتفرح العملاء، في حين ان إجراءها هذا جاء باردا، كونه بني على تراكمات من الماضي الذي أضنى الناس، وأرهق الكل بفواتير غالية ومبالغ في أرقامها، والشركة المحترمة، لا تستطيع من الآن فصاعدا، أن تعيد مقولاتها في السابق، بأن أسعارها وأجورها هي الأقل في المنطقة، ولا خدماتها من أفضل ما يقدم من خدمات في العالم..! فقد أكلنا من هذا الكلام الكبير حتى شبعنا، بل وأصبنا بتخمة مما لا يستساغ من تبريرات، فالمنطقة العربية والخليجية على وجه خاص، تقدم خدمات هاتفية من ثابت أو متنقل على أفضل المستويات، وبأسعار وأجور تغري عملاء من دول الجوار للاستفادة منها، ومن هذا الجوار، عملاء من المملكة..! ورقم الهاتف هناك، يقدم بدون رسوم اشتراك، وأجور الاتصال معقولة إذا قيست بأجورها على أجندة شركة الاتصالات السعودية حتى بعد التخفيض الأخير، فهي لا تمثل شيئا إذا ما قورنت بالتسعيرة الجديدة التي هي في حدود 95 هللة، فهذا الرقم ليس بينه وبين الريال سوى خس هللات فقط..! وقد تعودنا من الشركات التي تقدم خدمات مدفوعة للجمهور في المملكة، أنها تتكرم على هذا الجمهور الكريم جدا..! فتزيل عنه رهبة )الأرقام الصفرية(.. تلك التي تنتهي بأصفار من مثل : )100 و 1000 و 10000(، فتعمد الى مفردات الرقم 9 وتقول: )9999 بدلا عن 10000 و 999 بدلا عن 1000 و 99 بدلا عن 100( وهلم جرا.. ! والفارق معروف بين رقم الأصفار ورقم التسعات إياه، والمسألة نفسية تجارية بحتة، والظاهرة أصبحت مكشوفة، وقد أدرك )الاتصاليون( هذا الإعضال المتمثل في رقم الأصفار على ما يبدو، واكتشفوا متأخرين سر الخلطة المكونة من الرقم تسعة ومفرداته، فكسروا الرقم 99 بأربع هللات..! وتنازلوا الى الرقم 95 ..! فشكراً لهذا الكرم الحاتمي، الذي يتعالى على شركات أخرى بأربع هللات..!
* إن مثلي، )قد(.. يستسيغ ما حدث من تخفيض مالي لتأسيس الجوال الى 800 ريال. ولكني لست مسروراً ولست فرحاً، ومثلي عملاء الهاتف الجوال، الذي ضخ الواحد منهم الى حساب الهاتف ذات يوم، عشرة آلاف ريال مقابل هذا التأسيس، حتى وصلت المبالغ الى مليارات الريالات، ثم جمدت سنوات قبل بدء الخدمة، وعندما بدأت الخدمة على ضعفها واستمرت على هذا الضعف، لم يعد لهم سوى خمسة آلاف ريال، والفرق بين تأسيس اليوم وتأسيس الأمس كبير جداً كما هو واضح ، فهو في حدود 4200 ريال..! فهل يحق لنا نحن المؤسسين لخدمة الجوال قبل أربع سنوات، المطالبة بهذا الفرق الكبير، ثم المطالبة بأرباح استثمار أموالنا في البنوك طيلة عامين قبل البدء الفعلي لخدمة الجوال..؟
* إن شركة الاتصالات السعودية، مثلها مثل شركات أخرى في المملكة، ما زالت جاهلة أو غافلة عن عملاء كثر من المملكة، يحملون هواتف جوالة على شبكات من الخليج ومن أوروبا، وهذا وضع مضحك.. ! بل هو ليس في مصلحة الشركة، ويهدد مستقبلها، ومثل شركة الاتصالات هذه، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، التي تثير الضحك بين وقت وآخر، فهي بقراراتها )التحرزية والردعية(..! وما تهدد به من حواجز أمام المشتركين أو الراغبين في الاشتراك في شبكة الإنترنت، تذكرنا بقصة أهل الكهف، النفر الذين فاقوا من نومتهم بعد سنين عدة، فاكتشفوا ان ما يحملونه من ورق هو من العصور البائدة.. ! والفارق الوحيد بينهم وبين مدينة الملك عبدالعزيز، أنهم فاقوا واكتشفوا ، أما المدينة العلمية الموقرة، فهي على ما يظهر لنا من قرارات تصدرها بين وقت وآخر، أنها لم تفق بعد، ولم تكتشف ان مشتركي الإنترنت أخذوا يبتعدون عنها، وعن حواجزها المتينة، الى فضاءات أرحب، وأقطار أقرب الى التقنية الحديثة من غيرها.
* لقد أحسن مجلس الوزراء صنعاً، عندما أقر مؤخراً تخفيض أجور المكالمات الداخلية بين المدن وداخل المدينة الواحدة، فهي باهظة للغاية، ولابد من مراعاة حقيقية لحاجة الناس للهاتف من جهة، وللدخول التي تدنت بشكل كبير في السنوات العشر الأخيرة، وفاتورة الهاتف اليوم ترهق كاهل الأسر، وتستنزف مداخيلهم الشهرية على قلتها، والأمر يتطلب تخفيضاً جديداً لأجور الاتصال بالجوال، بحيث لا تتجاوز ال )50 هللة( للدقيقة، ويراعي المسافات في الاتصال، قريبة كانت أو بعيدة، مثله مثل الثابت، إن مثل هذا الاجراء يبدو معقولا وعادلا الى حد كبير.
* وكم أتمنى، أن يعاد النظر في مسألة رسوم التأسيس، وكذلك رسوم الاشتراك التي تضاف الى الفواتير الدورية بشكل مستمر طوال العمر..! سواء للهاتف الثابت أو الهاتف الجوال، ونحن إذا وجدنا شيئا مما يسوغ رسوم التأسيس عند بداية الخدمة، إلا أن رسوم الاشتراك لا يمكن القبول بها. إذ كيف تجمع الفاتورة الدورية بين اجور اتصال ورسوم اشتراك ثابتة، تدفع هكذا بعد دفع رسوم تأسيس..؟! إلا إذا كان هذا من أجل سواد عيون شركة الاتصالات التي نحبها بطبيعة الحال..؟!
assahm2001@maktoob.com
fax:027361552
|
|
|
|
|