| مقـالات
يقول علماء الأرض: لو افترضنا ان كوكب الأرض سيدة! فسيكون عمرها الافتراضي ستة وأربعين عاما، أمضت من هذه السنين أحد عشر عاما الى أن ظهرت أول خلية عضوية حية على وجه الأرض، ولم تظهر المخلوقات الأولية الخلية مثل الديدان والرخويات الا عندما بلغت هذه السيدة أربعين عاما!! وبعد الخامسة والأربعين بثمانية اشهر كانت الديناصورات تتجول في انحاء المعمورة، أما الوجود الفعلي للبشر فلا يتجاوز ساعتين.. من عمر هذا الكوكب!! على اعتبار ان العلماء قدروا عمر الأرض بما يزيد عن أربعة آلاف ملايين سنة!!
وعلى الرغم من هذا الوجود القصير لبني البشر فوق البسيطة فانهم خلقوا دمارا وتخريبا لا يوازي اي من المخلوقات الاخرى التي ظهرت على الأرض.
ذلك المخلوق الملاحق بعمره القصير، وهمته العالية، وجسده الضعيف المعرض لكوارث الطبيعة والأمراض والشيخوخة والفناء، وعلى الرغم من هذا يدعي بانه يستأثر بالحقيقة لوحده، بل يستعمل الحقيقة كسيف ليقطع بها رقاب من يخالفونه او يقاطعونه او لا يشبهونه.
قال الله تعالى «وما أوتيتم من العلم الا قليلا» وتلك الروح المعبأة في ذلك الجسد المهدد ببشريته واكتشافه لهذا العالم عبر حواسه القاصرة، وثورات الغضب، وطموح الشباب، وتقلبات المزاج، وألم الجوع والفقر والخيبة... كم من أشياء لا متناهية في هذا الكون تحد من الحصول على الرؤية الكاملة والصحيحة للبشر، وعلى الرغم من هذا فباستطاعة احدهم ان يوقفك يوما ما ويشهر في وجهك تعاليم الصح والخطأ، ويخطئك ويخرجك من الحياض.. بل ويهدر دمك، اذا تقاطعت حقيقته البشرية الهزيلة مع حقيقتك البشرية الهزيلة ايضا.
والحقيقة الوحيدة ان الله الأسمى لا يمكن ان يسمى، الحقيقة القصوى، الواحد الأحد الذي لا يمكن التقاطه في الكلمات والأفكار.
وعلى الرغم من هذا فالحقيقة أضحت تجارة تستعمل في السياسة حينا، وفي الاقتصاد حينا آخر وفي سوق المجاميع طالما هناك مجاميع رضخت لأن تكون مسافة منساقة، لأولئك الذين يضعون حقيقتهم في صندوق ويغلقون دونه الأبواب والأقفال.
قد تختلف آراؤنا وقراراتنا وأحكامنا .. بل وتعاطينا مع هذا الكون له تبعا لكمية السوائل ونسبتها في اجسادنا، بل رؤيتنا للحياة تختلف قبل فنجان القهوة الصباحي.. وبعده، ولكم ان تقيسوا على هذا.
فكيف يجرؤ أحدهم بالاستئثار بالحقيقة..؟ كيف يصل غرور البشر الى هذه المراحل «وفوق كل ذي علم عليم»؟.
ولكن في هاتين الساعتين التي أمضاها بنو البشر فوق الأرض اهدروا الكثير من الجمال الخالد الذي صنعته سنون سحيقة ومخلوقات لم تصل قسوتها وتوحشها الى الدرجة التي وصل اليها الانسان.
ردود:
الاستاذ مطلب الرابغي : شكرا لكلماتك اللطيفة والموضوع قد استطيع ان أناقشه في زاوية لاحقة لو بعثت برقم التعميم وتاريخه.. لو تفضلت.
email:omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|