أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th March,2001 العدد:10405الطبعةالاولـي الأحد 30 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

تعليم 21
تعليم ما قبل الابتدائي.. ترف أم ضرورة
د. عبدالعزيز بن سعود العمر
يجزم التربويون بأن السنوات الست الأولى من حياة الطفل حاسمة في صياغة وتشكيل الملامح الرئيسية لشخصيته، فخلال هذه الفترة العمرية توضع اللبنات الأساسية لقابليته وميوله وقدراته، بل وترسم الخطوط العريضة لما سوف يكون عليه الطفل مستقبلاً، ويبقى للاستثارة الاجتماعية والحركية والادراكية واللغوية السليمة في هذه المرحلة آثارها الايجابية على تكوين ذكاء وشخصية الطفل في حياته المستقبلية.. وفي هذا الشأن تشير بعض الدراسات إلى ان 50% من المكتسبات العقلية التي يحققها الشاب في سن الثامنة عشرة تعزى إلى السنوات الأربع الأول من حياته، وان 30% منها تعزى إلى الفترة بين سن الرابعة والثامنة، أما ال20% المتبقية فيكتمل نموها ما بين سن الثامنة والثامنة عشرة، ولقد وصل حد العناية بالتعليم ما قبل المدرسي ان اوصى اجتماع لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب «ميثاق حقوق الطفل العربي» بأن يكون التعليم ما قبل المدرسة الزامياً.
ومن جهة اخرى يتحدث علماء التربية والطب عما يسمى نوافذ من الفرص «Windows of Opportunities» وهي نوافذ تنغلق بعد مرور السنوات العشر الأوائل من عمر الإنسان، فتهدر بذلك أفضل فرص اصلاح بعض العيوب الفيزيائية الكثيرة «مشاكل النظر، مثلاً» او اكتساب مهارات متنوعة «تعليم لغة اجنبية مثلاً».
وفي ضوء هذه الأهمية القصوى لمرحلة ما قبل التعليم الابتدائي قد تتوقع اننا نستثمر هذه المرحلة العمرية بفاعلية لصالح مستقبل الطفل، والواقع ان الأمر للأسف ليس كذلك، فعلى المستوى الاجتماعي مازالت بيئة الطفل يسودها اللوم والتقريع، وتتعامل معه باعتباره غير قادر على ممارسة التفكير أو التحاور الجاد مع الآخرين، ولا تهيئ له فرص الاطلاع والقراءة، بل وتسلبه فرصة التعبير عن نفسه بحرية، وتعتبر الطفل موضوعاً «للتسلي» غير آبهة بما قد يحدث من ايذاء لمشاعره.. أما على المستوى التنظيمي، فلازال التعليم ما قبل الابتدائي مقصوراً على جهود القطاع الخاص، وحتى اقتصار هذا التعليم على القطاع الخاص فإن الجهود الرسمية المطلوبة للإشراف عليه وتطويره لاتزال دون المأمول بمراحل، ويتأكد لنا هذا الوقع عندما ننتقل إلى التعليم الابتدائي لنكشف اكتظاظ الصفوف المبكرة، وغياب عنصري الحركة والممارسة الحسية، وضعف حظوظ الصفوف الأولى في الحصول على معلمين قدوة متميزين في ادائهم.
EMAIL:Alomar20@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved