قلت : بسط عبدالله بن نهشل تجربته في هذه الابيات فبدأ بالفلاح عند المرء، وتحقيق النبل في نهجه وحياته واشترط موافقة القول للعمل، فلا يصح النصح دون تطبيق ودربة، فالقدوة رأس للمنهج، وطريق للتفوق، وثنّى بالصدق في القول والعمل، والابتعاد عن خلال النفاق وطرقها، فالوضوح وصفاء النية قوام لمبدأ الحياة النبيلة، واردف من بعد باحترام الناس، ورفع اللوم وإقالة العثرة، وعدم التمادي في التقليل من مكانة الخلطاء، ومن هم على حال من التعامل والتفاعل، ولم يلبث حتى عاد الى نفسه ليقول:
ومعيري بالفقر قلت له: اتئد
اني أمامك في الانام قديم
قد يكثر النكث المقصر همة
ويقل مال المرء، وهو كريم
لقد أحسن في هذا الخطاب، واجاد في قوله :اتئد اذ وفق في استخدامه، وأظهر ثقته، فليس المال وحده بكافٍ لكمال الواقع، بل هو وسيلة، خلفها خلال عدة، وخصال كثيرة، تتسق جميعها في تمام المعاني، واكتمال الخلق وحسنه.
الحواشي
)1( صدر الدين علي بن الحسن البصري «الحماسة البصرية» 2/15.