| المجتمـع
* حوار رياض العسافي
كشف استشاري الأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور داحش عجارم بأن مرض سرطان المثانة يمثل 6.3 في المائة من نسب السرطان في المملكة ومعدل الاصابة فيه حوالي 9.2 من 100 ألف فرد ويبلغ عدد الرجال المصابين 5 أضعاف النساء المصابات.. كما توغلت الجزيرة مع داحش عجارم الى أعماق هذا المرض وكشفت خفاياه وأسراره في هذا الحديث الشيق والخاص:
* ما هو سرطان المثانة؟ وما نسبة حدوثه في المملكة؟
سرطان المثانة هو عبارة عن تكاثر غير طبيعي وشاذ لخلايا المثانة يؤدي الى تلف الأنسجة الطبيعية موضعيا وفي بقايا أنسجة الجسم البعيدة إذا ما انتشر اليها هذا النمو المتسارع وغير المنتظم بدأ بتكوين أورام في المثانة أوفي الأجزاء الأخرى من الجسم اذا ما انتشر اليها. والأورام الخبيثة السرطانية بمقدورها ان تمتد وتتلف الأنسجة السليمة والأعضاء القريبة منها وقد يتم الانتقال عن طريق الدورة الدموية أو الدورة اللمفاوية الى أماكن أخرى مختلفة. وينمو السرطان بالمثانة في البطانة الداخلية للمثانة ويبدو كورم لحمي صغير ووحيد ومتعدد ومنه ينتشر الى الأجزاء الأخرى من الجسم.. وبالنسبة لمعدل الاصابة في المملكة فقد أظهرت النتائج الأولية من السجل الوطني للأورام ما بين يناير 1994م وديسمبر 1996م ان هناك 578 حالة مسجلة في المملكة أي حوالي 6.3 في المائة من نسب السرطان ومعدل الاصابة به حوالي 9.2 بين كل 100 ألف من السكان.
وهو في المرتبة السابعة لدى الرجال ونسبة الاصابة به لدى الرجال حوالي 5 أضعاف النساء.
وليس هناك سبب واضح لسرطان المثانة ومن العوامل المتعددة التي قد تؤدي الى سرطان المثانة هي تدخين السجائر حيث ان المصابين بهذا المرض من المدخنين ثلاثة أضعاف غير المدخنين وكذلك سرطان المثانة الحرشفي له علاقة بالاصابة بالبلهارسيا.. ومن العوامل المسببة له التعرض للعوامل السرطانية في مكان العمل مثل المصانع الكيميائية والمطاط والمطابع وغيرها.
بول مدمم
* ما هي أعراضه؟
من أهم أعراض سرطان المثانة هو وجود الدم في البول )بول مدمم( فيتغير لون البول حسب الكمية الموجودة فيه من الدم وهذا الدم يخرج في بداية ونهاية التبول ومن العلامات الأخرى كذلك الآلام أثناء التبول والحاجة الى كثرة التبول وهذه العلامات لا تعني ان المريض مصاب بالسرطان فقد تحدث مع أمراض أخرى خاصة التهابات البول والبلهارسيا وغيرها.
واذا ما راجع الطبيب في حالة متأخرة أي بعد انتشار المرض فقد يكون هناك أعراض حسب مدى الانتشار منها الآلام في الجسم وأعراض تلف الكلية وفشلها.
استكشاف داخل المثانة
* كيف يتم تشخيص هذا المرض؟
عندما يأتي المريض بأعراض مشابهة لأعراض سرطان المثانة فان الطبيب قد يصل الى تشخيص هذا المرض بعد أخذ التاريخ المرضي للمريض وعمل الفحص الأكلينكي/ السريري الشامل حيث قد يكتشف الطبيب ورما أثناء فحص المستقيم أو المهبل، كما يقوم بفحص عينات البول تحت المجهر للتأكد من وجود خلايا سرطانية وفي معظم الأحيان يحتاج المريض الى استكشاف داخل المثانة بواسطة المنظار المثاني وفيه اذا ما شاهد الطبيب المختص أي ورم غير طبيعي في جدار المثانة الداخلي فانه يقوم بأخذ عينة للتحليل النسيجي.
وأحيانا قبل الشروع في المنظار يقوم الطبيب بطلب فحوصات اشعاعية ظليلة بالصبغة أو مقطعية لاستكشاف وجود الورم اشعاعيا. ولا يتم تشخيص الحالة كورم سرطاني بالمثانة إلا عندما يظهر التحليل النسيجي وجود خلايا سرطان في المثانة.
استئصال بعض الأعضاء
* كيف يتم علاجه؟
لكي يقرر الطبيب العلاج المناسب لسرطان المثانة عليه عمل عدة فحوصات مخبرية واشعاعية وكذلك المنظار للتأكد من تطور الورم ومدى انتشاره سواء موضعيا أو غيره وهذه تحدد العلاج المناسب.
وهنا قد تشمل عمل أشعة مقطعية للبطن والحوض وأشعة ضوئية للمثانة والبطن والكليتين ومسح للعظم وأشعة بالرنين المغناطيسي وغيرها حسب ما تستدعي الحالة.
والعلاجات المتوفرة لمثل هذا المرض هو العلاج بالعقاقير داخل المثانة والعلاج الجراحي والعلاج بالاشعاع الكيميائي والعلاج التلطفي.
وعندما يكون سرطان المثانة سطحيا )حيث توجد الأورام في بطانة المثانة( فيمكن ان تستأصل جراحيا عن طريق المنظار اذا ما كانت هذه الأورام صغيرة وقليلة.
أما في وجود أورام متعددة فانه يتم علاجها بواسطة حقن العقاقير الكيميائية أو الحيوية الى داخل المثانة البولية عن طريق القسطرة البولية.
وعندما ينتشر السرطان الى جدار المثانة ويتعمق فيه فان العلاج المثالي هو استئصال المثانة بالكامل وجذريا وقد يستدعي ذلك استئصال بعض الأعضاء المحيطة بالمثانة مثل البروستاتا في الرجال والرحم في النساء، وقد يقترح الطبيب كذلك للمريض الطرق البديلة لتخزين البول والتخلص منه وهناك عدة طرق متبعة مثل استعمال الأمعاء أو تثبيت كيس بلاستيكي خارجي.
وقد يقترح الطبيب أحيانا المعالجة بالعقاقير الكيميائية بعد العملية ويمكن اللجوء بالعلاج الاشعاعي حينما يتعذر استئصال الورم جراحيا.
وعندما يكون المرض منتشرا الى أجزاء مختلفة من الجسم ويتعذر استئصال الورم كاملا فالعلاج المتبع في مثل هذه الحالة هو العلاج الكيميائي اذا ما كان المريض يحتمل هذا النوع من العلاج واذا ما كان النوع النسيجي للأورام هو غير السرطان الحرشفي للمثانة.. وفي حالات المرض المنتشر غير القابل للعلاج الكيميائي يعطى المريض علاجات تلطيفية حسب الحاجة مثل مهدئات الآلام وغيرها.
تسلخ الجلد
* ما هي المخاطر والتأثيرات الجانبية التي قد تحدث نتيجة لهذا العلاج؟
مضاعفات اعطاء العقاقير الكيميائية أو الحيوية داخل المثانة عندما يكون المرض سطحيا ومبكرا بسيطة منها التهاب المثانة وتكرار البول وأحيانا ارتفاع في درجة الحرارة. ومن مضاعفات استئصال المثانة جراحيا الحاجة الى ايجاد طريقة جديدة لتخزين البول مثل استعمال الأمعاء أو عمل فقرة يثبت عليها كيس بلاستيكي لتجميع البول وهذا أحيانا يكون غير مقبول لدى المريض في البداية ولكن مع تعليمه تدريبه على هذا الوضع يتعود على ذلك ويستطيع ممارسة أعماله كالمعتاد.
ومن مضاعفات العلاج بالاشعاع هو التعب والاعياء والتقيؤ والغثيان والاسهال أحيانا وكذلك تنقص المناعة وتسلخ الجلد والغشاء المخاطي للأمعاء في نهاية العلاج ومن مضاعفات العلاجات الكيميائية أيضا الأعياء والقيء وضعف الشهية والغثيان ونقص المناعة وسقوط شعر الرأس وغيرها.
والمضاعفات تختلف من مريض لآخر وعادة الطبيب المعالج يشرطها للمريض بالتفصيل قبل البدء في تلك المعالجة سواء كانت جراحية أو شعاعية أو كيميائية.
* ما هي نسبة احتمال معاودة الورم؟
نسبة حدوث المرض تعتمد على عدة عوامل منها مدى انتشار نوعه، سن المريض وحالته العامة، نوع العلاج وغيرها.
ولكن بصفة عامة عندما يكون المرض سطحيا في المثانة فنسبة نجاح العلاج عالية جدا حتى لو كانت هناك انتكاسة في الحالة، وكذلك عندما يكون المرض منتشرا فقط في جدار المثانة مع عدم انتشاره بالغدد اللمفاوية بالبطن فان نسبة الشفاء منه عالية بعد عمل العلاج الجراحي «الليزر» وتقل نسبة الشفاء منه كل ما انتشر الورم الى الغدد اللمفاوية وفي حالة انتشار المرض التام ففي هذا الطور يمكن التحكم في الورم ولكن يصعب القضاء عليه تماما ومن الصعب أن تعطي نسبا محددة لنجاح العلاج لأن النتيجة تعتمد على عدة عوامل منها طور المرض وسن المريض وخبرة المركز المعالج وغيرها.
عجز جنسي
* وهل يطرأ تغيير على حياة المريض الجنسية؟
هذا المرض يحتاج الى علاج جراحي جذري أحيانا مما يستدعي استئصال المثانة وما حولها مثل البروستاتا لدى الرجال والرحم والمهبل لدى النساء وهذه تؤدي الى مشاكل تتعلق بالقدرة الجنسية وكذلك العلاج الكيميائي الذي يوصف في بعض هذه الحالات مؤديا الى مضاعفات عدة منها العجز الجنسي.
|
|
|
|
|