| العالم اليوم
*واشنطن )د ب أ(:
مع استمرار الجدل الحاد في قضية الجاسوس الذي كان يعمل لحساب روسيا في مكتب التحقيقات الفدرالي )إف.بي.آي(، وقرار واشنطن طرد 50 دبلوماسيا روسيا أمس تتركز الأسئلة الآن حول لغز الشخص الذي أبلغ عن الجاسوس. والاسم الذي تدور حوله التكهنات في وسائل الإعلام الأمريكية والروسية هو سيرجي تريتياكوف، وهو سكرتير أول سابق في البعثة الروسية بالأمم المتحدة انشق على الروس ولجأ إلى الولايات المتحدة في تشرين الأول )أكتوبر( الماضي. ويتزامن انشقاقه تقريبا مع التحريات التي أجراها مكتب التحقيقات الفدرالي والتي أدت إلى اعتقال الجاسوس روبرت هانسن الشهر الماضي. ويتهم آلاف.بي.آي هانسن بأنه قدم إلى الروس معلومات سرية على جانب كبير من الأهمية، الكثير منها يتعلق بالجواسيس الأمريكيين في الهياكل الاستخباراتية السوفيتية وبعد ذلك الروسية منذ عام 1985. وقال المحققون أن هانسن حصل على 4.1 مليون دولار على الأقل بشكل أموال وماس. وتعد الأدلة الدامغة المتمثلة في العديد من الخطابات التي كتبها هانسن إلى المتعاملين معه، ذات أهمية كبرى في إثبات اتهامه في الجريمة التي يمكن أن تؤدي إلى الإعدام. وقد وفرت الوثائق التي أفرج عنها مكتب التحقيقات الفدرالي تفاصيل مذهلة بشأن حالة هانسن الذهنية وطريقته في العمل. ففي إحدى الحالات فشل العملاء الروس في قراءة إحدى رسائل هانسن والتي كثيرا ما كانت عبارة عن ملصقات أو قطع من شريط في حديقة في ولاية فرجينيا، فما كان منه ألا أن كتب لهم يقول لم يرد أحد على إشارتي في فوكسهول. ربما تفكرون في التخلي عني. إن التخلي عني خطأ. لقد أثبت ولائي الشديد واستعدادي لتحمل مخاطر جسيمة يمكن أن تتسبب حتى في موتي.ولكن حتى تكون تلك الوثائق أدلة يمكن عرضها في المحكمة، يتعين التحقيق بشأنها.
ولم يكشف مكتب التحقيقات الفدرالي الذي كان يجري تحريات حول هانسن على مدى الأشهر الأربعة الماضية، عن مصدر معلوماته ضد الجاسوس.
ويبدو أن عميل روسي سابق أو حالي قد أحال ملفا كاملا عن هانسن إلى المسئولين الأمريكيين. هذا وفى رد فعل فورى قوى قالت موسكو إنها سترد على واشنطن بالمثل.
|
|
|
|
|