| العالم اليوم
الوجوه التي تحتضنها كتب التاريخ السياسي للمنطقة العربية كثيرة وتكاد لا تحصى.
ومع ان كل وجه من تلك الوجوه يستوقفك لامر ما ذي صلة وثيقة بظرف من ظروف المنطقة الا ان بعضا منها لا تملك الا ان تتوقف عنده وقفة اطول. من هذه الوجوه وجه )موريسون( السياسي البريطاني الذي كان نائبا لرئيس مجلس الوزراء في بلاده في العام 1946م.في السنة المذكورة في احد اشهرها الاخيرة اختتم اعماله في العاصمة البريطانية مؤتمر كان قد التأم لمناقشة المسألة الفلسطينية وذلك بناء على قرار مجلس جامعة الدول العربية سبق ان اتخذ في وقت سابق.
وفي اثناء انعقاد المؤتمر في لندن ولا ندري بالضبط لماذا اختيرت هذه المدينة بالذات مكانا لانعقاده دون سواها من المدن العربية قدمت الحكومة البريطانية مشروعا يحمل اسم صاحبه «موريسون» نائب رئيس مجلس الوزراء ويقضي المشروع بتقسيم فلسطين الى اربع مناطق على النحو التالي:
المنطقة اليهودية وتضم معظم الاراضي التي حل فيها المهاجرون اليهود حتى العام 1945م.
المنطقة العربية التي تضم ما تبقى من ارض فلسطين.
منطقة القدس وتشمل المدينة المقدسة وبيت لحم والأراضي القريبة او المحيطة بها.
منطقة النقب.
قد يقال في وقتنا الراهن، ان عقد المؤتمر المذكور في لندن عاصمة الدولة التي وعدت يهود العالم بلسان وزيرها بلفور بأرض ودولة، كان بسبب ظرف معين ومع هذا لا يملك احدنا الا ان يتساءل لماذا نحاول، نحن العرب، لماذا نحاول احيانا حل قضايانا المتعلقة بنا في كنف هذه الدولة او تلك رغم مرورنا بتجارب مريرة يشهد بها تاريخنا وتاريخ المنطقة عموما؟
في ادبياتنا الشعبية كثيرا ما تردد )ما حك جلدك كظفرك( وفي اعتقادنا ان الظفر العربي مهما كان حادا وجارحا فانه يبقى اكثر رحمة من ظفر الاجنبي.. ونضيف رغم ان وجهات النظر العربية العربية قد تكون متباينة في بعض الأوقات والمناسبات فإنها عند دنو الخطر الحقيقي منها لابد ان تتجسد موقفا قوميا واحدا وفي تاريخنا العربي المعاصر براهين مغرقة في قدمها ومعاصرة قادت امتنا العربية الى انتصاراتها على غزاة الارض العربية من المحيط الى الخليج.فماذا ونحن نتتبع في ايامنا هذه انباء المشاريع والمقترحات لحل قضايانا العربية بمنظار اجنبي ليست بعيدة بنواياها المبيتة عن مشروع موريسون؟ ونتساءل اين هو مشروعنا العربي؟.
دمشق الجزيرة
samerlouka@net.sy
|
|
|
|
|