| شرفات
الفن النوبي يحمل سمات بيئية عريقة مازالت تكشف عن أسرارها للفن النوبي جاذبية خاصة لما يحمله من سمات وخصائص بيئية عريقة ما تزال تكشف عن أسرارها باستمرار وأعمال الفنان النوبي وخاصة التشكيلية أصبحت مقتنيات ثمينة لدى المعارض وهواة اقتناء اللوحات والفنون .
وفي إطار المحافظة على التراث النوبي قام سبعة فنانين نوبيين بعمل معرض جماعي تحت عنوان «الفنانون النوبيون التلقائيون» وذلك بالمركز الثقافي الأسباني بالقاهرة وعن المعرض التلقائي والفن النوبي التقت الجزيرة بالفنانين وتجولت بين الأعمال ورصدت هذه التجربة التي أقدم عليها فنانو النوبة :
أكد الفنانون المشاركون على تعلقهم الشديد بالفن النوبي وقالوا: ان دخولهم إلى فن النحت كان عن طريق الهواية فهم مجموعة من الموظفين الحكوميين العاديين ولكنهم تأثروا بالبئية النوبية بطبيعتها الخاصة الغنية التي تمتاز بالبساطة الى جانب التراث الفرعوني وآثاره المنتشرة في ربوع أسوان والنوبة ، وعن طريق الهواية بدأ الفنانون ممارسة فن النحت وإنتاج أعمالهم المتميزة التي لم تر النور إلا عن طريق قصر ثقافة أسوان الذي كان ينظم لهم معارض محلية في أسوان، كما مثلت أعمالهم قصر ثقافة أسوان في مسابقات قصور الثقافة على مستوى الجمهورية وكانت المراكز الأولى دائماً وتنال إعجاب الجمهور .
وعن السمات المميزة لأعمالهم يقول الفنان عبدالباري خالد: إن أعمالنا تستمد سماتها ومميزاتها من الفن النوبي نفسه والمجتمع النوبي الذي يمتاز بالبساطة والمحافظة على العادات والتقاليد والتراث والزي النوبي الشهير والأدوات البدائية واختلاف الشعب النوبي عن غيره من الناس وكل هذه سمات ومميزات تعطي المجتمع النوبي خصوصية مميزة يعرف بها في جميع بلاد العالم ونحن كفنانين نتأثر بهذا المجتمع ويظهر هذا واضحاً على أعمالنا التي تعتبر تعبيراً صادقاً عن هذا المجتمع وتجسده تجسيداً حقيقياً .
وبالنسبة لكيفية ممارستهم لفن النحت كهاوين وفنانين تلقائيين يقول الفنان منتصر عبدالحميد ان موهبتنا هي الأساس في ممارستنا لفن النحت، وهذه الموهبة نابعة من حبنا لهذا الفن وتعلقنا به ولكننا نصقل هذه الموهبة بالاحتكاك المباشر مع الفنانين الكبار والأساتذة المتخصصين في هذا المجال ونستعين بهم في تقييم أعمالنا ونستفيد من ملاحظاتهم في تطويرها إلى الأفضل، كما نحرص على حضور العديد من المعارض والمشاركة فيها لمشاهدة الأعمال المختلفة لفنانين كثيرين حتى نكون مواكبين للتطور الفني .
إبداع حر
ويؤكد الفنان عيسى أحمد علي أن الفنانين التلقائيين لاتربطهم أسس أو قواعد معنية ويقول نحن كفنانين تلقائيين أعمالنا تعتبر ابداعاً حراً ونابعة من بيئتنا المحلية ونعتمد في الأساس على الأدوات والخامات المحلية المنتشرة في أسوان والنوبة وأهمها الخشب والطين والصلصال والحجر الجيري والحجر الصوان وطبيعة الموضوع والفكرة هي التي تفرض علينا كفنانين كيفية توظيف اللون والخامة ونوع القطعة ولكن في بعض الأحيان تفرض القطعة فكرة معينة على الفنان مثلما يحدث مع القطع الخشبية فقد توحي قطعة خشبية ذات شكل معين بجزء من فكرة لموضوع ما يستكمله الفنان برؤيته الخاصة أما من حالة الحجر فالفنان يشكله كما يشاء وفق الموضوع الذي يريده .
وأضاف : نحن كفنانين تلقائيين نتأثر ببيئتنا النوبية الغنية بالعديد من الموضوعات لأعمالنا كما نتأثر بالفنانين الرواد في هذا المجال وخاصة الفنان الكبير إدريس عبدالرحمن شيخ النحاتين في أسوان .
وعن تقييمه للأعمال المعروضة يقول الدكتور فرغلي عبدالحفيظ عميد كلية التربية الفنية بجامعة حلوان سابقاً أن الأعمال تعرض فناً حقيقياً نابعاً من القلب والعاطفة ومن احتكاك الفنان بالبيئة الطبيعية النوبية، وهذه الأعمال تمثل الزمن بمراحله الثلاث فهي تجسد التاريخ والتراث وتعرض لصور واقعية من الحياة النوبية المعاصرة وتبعث برسالة الى أجيال المستقبل تقول لهم اننا كنا نمتلك حضارة عريقة كما أن هذه الأعمال يوجد بها حضورلجغرافيا المكان وحضور لواقع الأشياء وتعبر عن الاحتكاك بين الفنان والحياة والناس ويتميز الفن التلقائي بأنه غير زخرفي وغير مفتعل ولا يتقيد بشروط أو حرفة، وهذا ما يجعله فناً صادقاً مليئا بالحركة والحيوية بعكس فن المحترفين الذي قد يكون فناً دقيقاً جداً ولكنه يكون زخرفياً وبلا روح .
|
|
|
|
|