| الريـاضيـة
إعداد : خالد الدوس
من وحي الذكريات.. زاوية نسلط الضوء فيها على مجموعة من الصور الرياضية القديمة والنادرة لأحد اللاعبين السابقين.. هذه الصور بالتأكيد تمثل حدثاً تاريخياً في حياة الضيف وتبعاً لذلك حرصنا على توثيقها ورصد أحداثها ومناسبتها من باب الأمانة التاريخية وقبل الشروع في التعليق على أحداث ومناسبة هذه الصور المنشورةنتناول شيئاً من سيرة الضيف "نبذة مختصرة".
ضيف هذه المساحة مهاجم فريق النصر في الثمانينيات الدولي سابقاً اللاعب محمد سعد العبدلي فتعال عزيزي القارىء نغوص في أعماق سيرته في هذا القالب المختصر.
مشوار ألف ميل في قالب مختصر..!!
تفتحت عيناه على كرة القدم في أحد أحياء محافظة الطائف.. وذلك في عقد السبعينيات الهجرية.. وتحديداً في حي )الشرقية( حيث ولادته ونشأته داخل تلك الدهاليز فزاد عشقه وتولعه بهذه اللعبة الشعبية عقب مشاهدته بعض نجوم أندية المنطقة الغربية الكبيرة الذين كانوا يسافرون من جدة ومكة لقضاء فصل الصيف في الطائف للاستمتاع بجوها الساحر ومزاولة رياضتهم المفضلة على ملاعبها الترابية حيث انضم في بداياته الرياضية لفريق المصيف أحد أندية الطائف ومثله شبلاً ولم يستمر طويلا معه وبعد دمج المصيف مع فريق ثقيف والتضامن تحت مسمى فريق عكاظ.
ثم انتقل برفقة والده لعروس البحر الأحمر والتحق بتدريبات الفريق الأهلاوي مطلع عقد الثمانينيات ولكنه لم يحظ باهتمام الأهلاويين لإبراز إمكاناته الفنية الكامنة لوجود مهاجمين كبار آنذاك كعمر راجخان والوصلة وكلجة.. فعاد مرة أخرى لمسقط رأسه )الطائف( لينضم لفريق الأمير ممدوح بن سعود الذي كونه "بالحوية" في الوقت الذي كان فيه جلالة الملك سعود يرحمه الله يقضي فترة الصيف بالمحافظة برفقة أبنائه.
وبعد أن شاهد رمز النصر الأمير عبدالرحمن بن سعود مستواه عن كثب عرض عليه فكرة الانضمام للفريق الأصفر.. بيد أن والده رفض انتقال ابنه للمنطقة الوسطى نظراً لصغر سنه )17 عاماً( فمكث في الطائف موسمين وعقب وفاة والده انتقل للعاصمة الرياض في أوائل 1385ه ليلتحق بصفوف نادي النصر وذلك بتأثير قوي ومباشر من الأمير عبدالرحمن بن سعود والأمير ممدوح بن سعود.
ظهرت موهبته كمهاجم بارع لا يختلف عليه اثنان في هذا النادي ووجد الفرصة لتمثيله على مستوى الفريق الأول رغم صغر سنه في أول لقاء يمثل به فريقه عقب تسجيله ب4 أيام فقط وكان ذلك ضد فريق الهلال ضمن لقاءات الدوري الذي كسبه فريق النصر ب3/1 حيث تمكن اللاعب محمد سعد العبدلي من احراز هدفين وصنع الهدف الثالث لزميله المهاجم الراحل أحمد الدنيني يرحمه الله، وجاء هذا النجاح المبكر ليعزز حظوظه في فرض اسمه واحتكار مركزه في خط الهجوم رغم وجود عدد من المهاجمين الجيدين آنذاك كميزر أمان وناصر كرواش واحمد الدنيني.
ويعد المهاجم الدولي الكبير محمد سعد العبدلي من الأسماء اللامعة بالخارطة النصراوية التي ساهمت وبفاعلية مطلقة في رسم ملامح العديد من الإنجازات الذهبية ولعل أبرزها.. كأس الشهداء )فلسطين( على مستوى المنطقة الوسطى عام 1389ه وكأس ولي العهد عام 1393ه وكأس الملك لموسمي 1394ه - 1396ه بجانب بطولة أول دوري يقام على مستوى المملكة وصنفت على ضوئه الأندية إلى درجتين في عام 1395ه.
أما مشواره مع المنتخبات فقد انضم لمنتخب الوسطى في بطولة كأس المصيف بالطائف لمنتخبات المناطق في النصف الثاني من عقد الثمانينيات ثم التحق بصفوف منتخب المملكة الأول في أواخر تلك من الحقبة الفارطة.
وشارك في العديد من اللقاءات الودية والحبية.. في حين بدأ مشواره مع الأخضر رسمياً في مطلع الحقبة التسعينية حيث لعب في دورة الخليج الأولى في البحرين عام 1970م نال لقب أول لاعب سعودي يحرز هدفاً في دورات الخليج في لقائها الأول الذي جمع منتخبنا الوطني بشقيقه منتخب الكويت وانتهى لصالح الكويت ب3/1.
ثم شارك أيضاً في دورة الخليج الثا نية بالرياض 1972م ومن أبرز مقومات ومؤهلات النجاح التي حملها هذا المهاجم العملاق في حقيبته الهجومية قدرته التهديفية البارعة وسرعة التصرف بالملعب وامتلاكه لقدم قوية يجيد بها فن التصويب من مسافات بعيدة علاوة على ذلك هدوؤه التام الذي يعد بالتأكيد أحد أسرار تفوقه ، فقد كان اللاعب الوحيد من ابناء جيله الذي تعرض لجل أساليب الضرب والتهديد والبصق داخل أرض الملعب من قبل بعض المدافعين أرباب النفوس الضعيفة للحد من خطورته فكان رده قاسيا على هؤلاء وبلغة الأهداف التي وصل عددها لأكثر من 300 هدف كانت محصلة تجربته الكروية الطويلة في الملاعب.
وبالمقابل استمر المهاجم الدولي الأسمر محمد سعد العبدلي في ميدان المنافسة حتى أوائل عقد الثمانينيات الميلادية حيث أعلن اعتزاله وهجر الكرة عشية أن داهمته الإصابة في أكثر من مكان ليودع الملاعب الرياضية على مضض بعد مشوار طويل كان حافلاً بالانتصارات الذهبية والإنجازات الرفيعة.
ولأنه مهاجم غير عادي فقد حظي محمد سعد بتكريم مطلق من الإدارة النصراوية التي احاطته بسياج الوفاء والتقدير حيث أقيم له حفل اعتزال جمع النصر بأحد الفرق البرازيلية وشارك فيه عدد من زملائه اللاعبين من الأندية الأخرى فرحل عن الملاعب.. ولكن اسمه ظل محفوراً في الأذهان والوجدان بعطائه الرفيع وسمعته الطيبة.
|
|
|
|
|