| عزيزتـي الجزيرة
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين أما بعد:
فيقول الله تعالى: {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق}. وقد استجاب المسلمون لهذا النداء، منذ عهد ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، إلى يومنا هذا، وتدفقت جموعهم من كل مكان في العالم؛ ليؤدوا مناسك الحج وشعائره.
وقد حرصت المملكة العربية السعودية منذ نشأتها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله على خدمة الحرمين الشريفين، والحجاج، والمعتمرين، بكل ما أوتيت من قوة وعزم، وظهر أثر ذلك في مشروعات كثيرة ظلت تتطور منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ، وحتى هذا العهد الزاهر وفي مقدمتها توسعة الحرمين الشريفين، ومشروعات الطرق والأنفاق والجسور، كما تم الارتقاء بجميع الخدمات التي تحقق لضيوف الرحمن أداء مناسكهم بكل يسر وأمان واطمئنان.
وانطلاقاً من حرص الدولة أيدها الله على تحقيق المزيد من الإنجازات العظيمة، والحفاظ على هذا المستوى الرفيع من الخدمات الجليلة، التي تقدم للحجيج والمعتمرين في هذه البقاع المطهرة، أسندت الدولة المباركة شرف العناية بالأوقاف الخاصة بالحرمين الشريفين لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد التي سعت بدورها لتحقيق تطلعات ولاة الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله في تفعيل دور الأوقاف في خدمة الحرمين الشريفين، فقامت بحصر الأوقاف المخصصة لهما، وعملت على صيانتها، وتحقيق الاستثمار الأمثل لها، بما يعود على الحرمين الشريفين بالخير العميم، وللواقفين بالأجر الوفير بإذن الله.
وقد جاءت المكرمة الغالية بوقف قلعة أجياد، وكامل ما اشتملت عليه من منافع، وعموم الأراضي التابعة لها على المسجد الحرام، واستثمار ذلك بقيمة قدرها ألفا مليون ريال، لتكون لبنة قوية وثابتة تؤازر جهود الدولة في خدمة المسجد الحرام، ورعاية الأعداد المتنامية من الحجاج والمعتمرين.
كما أن لصدور الأمر السامي الكريم بتسمية وقف قلعة أجياد ب «وقف الملك عبدالعزيز للحرم المكي الشريف» أثره الطيب على الجميع لتجسيد جهود الإمام المؤسس الذي وضع رعاية الحرمين الشريفين، والعناية بالحجيج، هدفاً ثابتاً لمملكته الفتية منذ تأسيسها، فأصدر أوامره بالعناية بشؤون الحج، وعمارة الحرمين الشريفين، والبدء في التوسعة، مع إنشاء الدكاكين والعمارات السكنية، ليكون ريعها وقفاً على المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.
وهكذا ظل هدف الاهتمام بالحجيج وبالحرمين الشريفين في مقدمة تطلعات الملك عبدالعزيز رحمه الله وسار على نفس النهج أبناؤه البررة من بعده حتى هذا العهد الزاهر الذي شهد أكبر توسعة في التاريخ.
إن إطلاق اسم الملك عبدالعزيز على وقف أجياد، سوف يكون حافزاً على سرعة إنجاز هذا المشروع الكبير، الذي تبلغ تكلفته ألفي مليون ريال، ولسوف يسهم بمشيئة الله تعالى في استيعاب أعداد كبيرة من الحجاج والمعتمرين، ويعود ريعه الكبير على خدمة الحرم المكي الشريف، والمحافظة على الخدمات التي تيسر على ضيوف الرحمن أداء مناسكهم في راحة وأمان واطمئنان.
وأود هنا أن أنوّه بالجهد الكبير الذي بذله معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ بالتعاون مع أخيه وزير المالية والاقتصاد الوطني، في سبيل تحقيق هذا الإنجاز الكبير إنفاذاً لتوجيهات المقام السامي.
أسأل الله تعالى أن يوفق ولاة الأمر في بلادنا إلى ما يحبه ويرضاه في خدمة حجاج بيته الكريم، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم إنه مجيب الدعاء.
عبدالله بن إبراهيم الغنام
وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|