| عزيزتـي الجزيرة
طرقت باب العيد في هدأة
لعل باب العيد لي يفتح
ارنو الى الناس وأحوالهم
ما بين من يأسى ومن يفرح
فمهجة نامت بها وردة
قريرة العين شذى تنفح
ومهجة هامت بها شوكة
عن كل معنى للأسى تفصح
وبين هاتيك وتلك انا
نواظر تبكي لما تلمح
قلبي مع المهموم في همه
يغلي وفي آلامه يسرح
ان جرّ آهاً جرها قبله
صدري وفي اسعاده يشرح
كأنني اشتاق لو انني
اشقى وغيري في الهنا يمرح
وان اصوغ بسمتي شربة
تصفو لمن افراحه تذبح
وأخنق الناعب اما نعى
محيل قلبي طائرا يصدح
أأنت يا عيد الذي تدعي
عدلا مدى الايام لا تجنح؟!
اذن فكيف فيك غنى الضنى
مستهزئا كبرا ولا تكبح
اوكيف صغت خافقا جنة
وخافقا نيرانه تلفح
وهل من العدل اذا ما بكى
طفل اطل وجهك الاصبح
وان تشكت طفلة تشتهي
فستان عيد كيف لا تمنح
وان رأى الكافل أطفاله
أمسوا على الجوع كما أصبحوا
والبؤس يصطاف بهم اذ له
في كل عضو منهم ممرح
فكيف لا تنساب في قلبه
أنسا على شفاهة يطفح؟
وتمسح الدمعة من جفنه
فأنت أحنى عاطف يمسح
وترجع البسمة في ثغره
فلم تزل عن ثغره تنزح
وتسكب الراحة في قلبه
من بعد ما شاخ لها يكدح
تبسم العيد وقام كمن
يريد عن سائله يكشح
يخفي الجواب خلفه محرجا
لكن طرف العين قد يفضح
وقال: يا هذا أنا ذاهب
وأنت لا جدوى لما تطمح
ما دام يسري في الورى مطمع
فحال غاب منهم أصلح |
جاسم العساكر )الأحساء الجفر(
|
|
|
|
|