| عزيزتـي الجزيرة
لا يخلو الانسان في هذه الحياة من هفوات يقع فيها ويخرج عن طبيعته وقد يستخدم عادات وحركات قد يحكم عليه بالجنون او بالخفة نوعا ما ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الى متى يبقى هذا الانسان مائلا عن الطريق المستقيم؟ وهل يظل على هذه الحالة ام يسترجع صوابه.
اقول قد يرجع الجواب الى الشخص نفسه فاذا نظرنا الى البعض من المبدعين نجد العجب العجاب حيث كان تاريخهم مليئا بالنزوات والمواقف، حتى كأن الناظر في ايامهم الاولى ليتشاءم من مستقبلهم ولكن الله عز وجل يهدي من يشاء والله يقول في محكم تنزيله )إنك لا تهدي من أحببت( واذا التفتنا قليلا الى بعض حال الشعراء لينحصر القول في حياتهم.
فمثلا ابو العتاهية الذي عرف اشعاره التي تمتاز بالزهد والوعظ الا انه كان له بعض الهفوات التي عرفت عنه في ايامه الاولى.
ومع كل هذا الانغماس في ملذات الدنيا الا انه يعود الى طريق الصالحين ويعود الى الطريق المستقيم ويعرف بزهده حتى يقول بعد ذلك:
إلهي لا تعذبني فاني
مقر بالذي قد كان مني
ومالي حيلة إلا رجائي
وعفوك ان عفوت وحسن ظني |
وهكذا فليس العيب ان يخطىء الانسان ولكن العيب ان يتمادى في الخطأ.
واذا التفتنا قليلا الى بعض الصحابة رضوان الله عليهم لوجدنا العجب، حيث ينقلب الرجل من مشرك الى مؤمن فحينما يظهر له الحق يتسارع اليه كالخيل..
وخير مثال عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان اكبر معاد للاسلام والمسلمين فعند ما اشرقت شمس الحق في قلبه صار ثاني الخلفاء الراشدين الذين بشّروا بالجنة وهكذا فالانسان لا يستمر في ظلامه وفي جهله فلا بد ان يبحث عن الحق فالدنيا فانية لا باقية ولكن السعيد الذي يستثمرها بالاعمال الصالحة والله اعلم.
عبد الله محمد العمر
كلية اللغة العربية
القصيم بريدة
|
|
|
|
|