| محليــات
حين يختار «المعلم» ليقوم بمهمة التربية والتعليم من خلال عملية التدريس، توضع لذلك الاختيار معايير نظرية قليلاً ما تطبق، وكثيراً ما يتحقق الجزء الأكبر منها من خلال الخبرة، وعلى وجه الخصوص في المكتسبات التي تتحقق له من خلال الممارسة فتصقل شخصيته، وتتنامى مهاراته، وتتحفز قدراته، وتتسع مداركه، وتتبلور قدراته وحركيته، ويتقنن منهجه، ويتحدد توجهه، وتكتشف خصائصه، بل تظهر سماته، فإما إلى التميز، وإما إلى غير..
والمعلم لا يقف في فراغ، ولا ينهل أو يعطي من فراغ..، وهو لا يتوحَّد «المحيط» أو البيئة التي يعمل فيها، فهناك ارتباطات مع الأشخاص، وهناك علائق بالأشخاص..، وهذه «المرتبطات»، وتلك «العلائق» هي محور الأخذ والعطاء، والمدّ والجزر في جسر التواصل بين هؤلاء الأشخاص الذين تنتهي بهم «الحركية» و«العملية» إلى أداء العملية التربوية والتعليمية.. فالمعلم وأفراد الإدارة المدرسية ومشرفوها من يقومون بهذا الأداء بحيث لا يعمل أحدهم بمعزل عن الآخر إلا في حدود الخصوصية التنفيذية.
من هنا جاء في تقرير مشرفات الإدارة المدرسية بمكة المكرمة ما يعزِّز هذا المفهوم التربوي عن العلاقة بين الإدارة وأعضاء الهيئة التعليمية.
يقول تقريرهن في هذا الأمر: «فانطلاقاً من أهمية ودور القيادة التربوية، ولما لنوعية السلوك القيادي من تأثير في إعطاء هيئة التدريس، ومن ثم في العملية التعليمية فقد تم ما يلي تعزيزاً لتنفيذ توصيات اللقاء السابع: )1( إقامة دورات تدريبية للمديرات والمساعدات المستجدات، وأخرى لتنمية المهارات، وذلك وفقاً لخطة وبرنامج زمنيين محددين، وتحت إشراف قسم الإدارة المدرسية بإدارة الإشراف التربوي في مقر مركز التدريب التربوي الذي تم إنشاؤه لتدريب العناصر البشرية بهدف تطوير العملية التعليمية من خلالها، إضافة إلى تصميم استمارة لتبادل الخبرات بين الإداريات كي تستفيد ذوات الخبرات من بعضهن، في المستويات الإدارية المختلفة )كاتبة مراقبة ..إلخ(. )2( تطبيق بعض الأساليب في الإشراف من قبل مديرات تحقق لهن نجاح هذه الأساليب في مدارسهن وفق خطة زمنية تضمن أن تتحقق الفائدة منه خلال اليوم الدراسي بحيث يتم الاستغلال الأمثل للوقت بما يحقق تنفيذ الإشراف الفني سعياً وراء تحقيق التوازن بين النظرية والتطبيق الميداني أملاً في الرقي بواقع الإدارة المدرسية. وعند ثبات نجاح هذه الخطة تعمم الورقة لتعميم الفائدة. )3( تصميم قياس أداء مديرة المدرسة في استمارة قابلة للتطبيق بالتجريب للهدف التطويري ذاته. )4( دراسة السجلات الإدارية المقدمة من فئة من مديرات المدارس والتي تساعد على التغلب على بعض المشكلات في المدارس للتحقُّق من سلامة سير الأعمال الإدارية، ومن ثم التفرغ للأعمال الإشرافية الفنية والمتابعة من قبل مديرات المدارس. )5( دراسة جميع مهام ومسؤوليات وسجلات الهيئة الإدارية التي تم عرضها في معرض الإدارة المدرسية الذي أقيم للمرة الأولى على مستوى المملكة ضمن اللقاء السابع لمسؤولي ومسؤولات التعليم.. كل ذلك لتجسيد دور المؤسسات التربوية الفعال في خدمة المجتمع وتطوره ليستمر البناء على أساس متين لأن البناء بدون أساس لا يبنى والثَّمر دون غرس لا يُجنى»..
وفيما سبق من تقرير مشرفات الإدارة المدرسية ما يؤكد يقظة الوعي بأهمية العمل الجاد من أجل تحقيق الأهداف وذلك بتجريب التوصيات، وتنفيذ ما جاء فيها من طموحات كفيل تحقيقها بنجاحها اذا ما توفر لها عدد مخلص يعمل في دأب، ويحرص بحب، ويطحن بحذر، ولا يكلّ.. وإني إذ أهنىء إدارة تعليم مكة المكرمة بهذا التفاعل المتوقع مع توصيات اللقاء السابع، لأتطلع إلى أن يتحقق ذلك في بقية الإدارات في مختلف محافظات ومدن المملكة.. وهو ما أثق أنه قيد الواقع..
تبقى التهنئة لمعالي أخي القدير الدكتور علي المرشد الرئيس العام لتعليم البنات إذ نتطلع إلى أن يتحقق لمرافق، وخطط، وبرامج الرئاسة كلّ نجاح.. وتعميم الأنموذج الفاعل على الجميع تحفيزاً له، وتأكيداً على الاقتداء.
ولا يفوتني تقدير التنويه الذي جاء في مقدمة تقرير المربيات الفاضلات مشرفات الإدارة المدرسية بمكة المكرمة بهذه الزاوية وبما كتب فيها، حجبته عن النشر، ثقة في تقديرهن بأن ما يكتب هنا هو جزء من واجب في متابعة لها من الثقة في العناصر التربوية ما يحقق طموحات ما ندعو إليه وما نعمل له في المجالين الكتابي والتربوي.
ونتطلع إلى كل لقاء تربوي بأن يتحقق لتوصياته سرعة التجريب، ومبادرة التنفيذ لتتحقق له ثماره.. ولا يذهب طحينه هباء، ولا عسله هدراً. وندعو للجميع بالتوفيق والسداد.
|
|
|
|
|