| أفاق اسلامية
* كتب سلمان العُمري:
رفع فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن علي الجوزو مفتي جبل لبنان شكره وتقديره لحكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على الخدمات الكبيرة التي قدمها للحجاج، حيث قامت بتنظيم شؤون الحج على أحدث الطرق والأنظمة، وأتاحت للحجاج فرصة الراحة والسهولة واليسر في التوسعة التي أقدمت عليها في الحرمين الشريفين. وقال في حواره مع «الجزيرة» ان من واجبنا ان نذكر لأصحاب الفضل فضلهم وأن نشكر خادم الحرمين الشريفين، وحكومته الكريمة على ما قدموه للمسلمين من خدمات ورعاية، وضيافة، ولايمكن لأية دولة ان تقوم بها. كما تناول الحوار مع الشيخ الجوزو المكرمة الملكية لوقف قلعة أجياد )وقف الملك عبدالعزيز على الحرم المكي الشريف(، ودعاوي منظمات حقوق الإنسان على المملكة، إضافة إلى ما تبثه الفضائيات اللبنانية من برامج ماجنة خليعة، وموقف علماء لبنان من ذلك.. وفيما يلي نص اللقاء:
* بعد ان أديتم فريضة الحج لهذا العام.. ماهي انطباعاتكم عن هذا الموسم؟ أولاً نحمد الله عز وجل على أن أتاح لنا الحج هذا العام بدعوة كريمة من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، حيث صادفنا كل ترحيب أخوي وضيافة تتصف بالسخاء والمودة والحب، ومنذ أن يتجه الإنسان إلى مكة يلاحظ ذلك التطور الملموس في تنظيم شؤون الحج، فالعبادة تؤدى بيسر وسهولة ومتعة لولا وقوع بعض الأخطاء من الحجيج أنفسهم، فعند الطواف تجد من يعترض طريقك ويسير عكس اتجاه الطائفين، مما يلجئه إلى استعمال القوة حتى يشق طريقه، وهذا لايتفق أبداً وسلوك العابدين وأخلاق المؤمنين لأنه يؤذي غيره، كذلك هناك فئات تحاول أن تصلي ركعتي سنة خلف مقام ابراهيم ويقف من حولهم مجموعة لحمايتهم، فيتسبب هؤلاء بايذاء غيرهم، ويعرقلون مسيرة الطائفين، ويقومون بعمل يدل على الجهل وسوء الخلق، وهذا مايجب أن يتحاشاه حجاج بيت الله الحرام، وأن تكون هناك دروس من العلماء في البلاد التي يأتي منها الحجاج قبل قدومهم، تنبه هؤلاء إلى هذه الأخطاء الجسيمة التي تسيئ إلى إخوانهم في الدين وقد تسبب في وقوع إصابات جسمية إذا وقع بعضهم على الأرض، كما أن الدولة من حقها أن تمنع افتراش الأرض منعاً باتاً لما يترتب على ذلك من تعطيل السير، وانتشار الأوبئة والأمراض، والتسبب في تكدس القاذورات في الشوارع. والحقيقة ان المملكة العربية السعودية قد قدمت للحجاج خدمات كبيرة، وقامت بتنظيم شؤون الحج على أحدث الطرق والأنظمة، وأتاحت للحجاج فرصة الراحة والسهولة واليسر في التوسعة التي أقدمت عليها في الحرمين الشريفين، والأنفاق والطرق التي أنشأتها ولذلك على الحجاج أن يساعدوا المملكة على تطبيق الأنظمة والقوانين، فلا يتسبب هؤلاء بالفوضى وإشاعة الأوبئة والأمراض وعرقلة مساعي الإصلاح، ولاشك ان من واجبنا أن نذكر لأصحاب الفضل فضلهم وأن نشكر خادم الحرمين الشريفين وحكومته الكريمة على ماقدموه للمسلمين من خدمات ورعاية وضيافة لايمكن لأية دولة ان تقوم بها، لأنها تبذل جهودا كبيرة في تأمين الراحة واليسر والسهولة لحجاج بيت الله الحرام في إقامتهم وتنقلاتهم.
* كيف تلقيتم نبأ المكرمة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين في وقف قلعة أجياد )وقف الملك عبدالعزيز( للحرم المكي؟ كان خبراً ساراً ومفرحاً، لأن هذا العطاء السخي جعلنا نعتقد ان هذا العمل العظيم سيكون أول الغيث وسوف يكون المثل الأعلى للأمراء والأغنياء والأثرياء والتجار خاصة أولئك الذين يملكون العمارات الشامخة والمحلات الكبرى حول الحرم المكي الشريف، وسوف يقدم هؤلاء على التأسي بخادم الحرمين الشريفين في وقف بعض عقاراتهم أو محلاتهم التجارية لصالح الحرم المكي تقرباً إلى الله عز وجل وطمعاً في ثوابه خاصة وأن كل واحد من هؤلاء يسمع قوله تعالى في محكم كتابه: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء} ولاشك أن وقف الملك عبدالعزيز للحرم المكي الشريف هو امتداد لرعاية ودعم المملكة للحرمين الشريفين، فهل هناك تجارة مع الله أربح من هذه التجارة التي تتضاعف إلى سبعمائة ضعف ويزيد. * بعض الدول الغربية تحمل على المملكة لأنها تطبق الشريعة الإسلامية، وهؤلاء يدعون ان الحدود في الشريعة الإسلامية تتناقض مع حقوق الإنسان مارأيكم في ذلك؟ نتساءل أين حقوق الإنسان في هذه الدول؟ هل هي في التفرقة العنصرية بين البيض والزنوج أو الملونين عموماً؟ أم هي استغلال واستعمار الشعوب الضعيفة أو الصغيرة والتحكم بمقدراتها الاقتصادية والسياسية؟ أم هي قتل المحكوم بالاعدام بحقنه بالسم القاتل في ولاية؟ أو قتله على الكرسي الكهربائي؟ ومن يستطيع ان يحدد لنا أيهما أرحم للانسان ان يقتل بهاتين الوسيلتين أم يقتل حداً طبقاً للشريعة الإسلامية؟ ثم أيها أشد قتلا وسفكاً للدماء قتل إنسان ارتكب جريمة في حق المجتمع، فكان جزاؤه القتل بالسيف عبرة وعظة، أم قتل شعوب بكاملها كالشعب الفلسطيني واحتلال أرضه من قبل غرب جاؤوا من كافة انحاء العالم ليبيدوا هذا الشعب تحت شعار ديني سخيف لايقره أي قانون ولايوافق عليه أي دين؟ بعض هذه الدول استمرأ الاعتداء على حقوق الانسان واستغلاله، وتدمير مستقبله تحت شعار الحفاظ على المناطق الاستراتيجية التي تؤمن مصالح تلك الدول أو غيرها.. وسارت على مبدأ ميكافيلي «الغاية تبرر الوسيلة»، ثم إن هذه الدول تنصب نفسها وصيا على العالم وأنها تدافع عن حقوق الإنسان، وتحمي الحرية والديمقراطية؟ أليس هذا نوعاً من الاستخفاف بعقول الناس في هذا القرن؟! * مارأيكم بالبرامج الماجنة والخليعة والتي تقدمها بعض الفضائيات اللبنانية؟ وما موقفكم منها؟ أولاً: هذه الفضائيات لاتعكس صورة الشعب اللبناني بل هي تسيئ لهذا الشعب بشكل كبير، واللبانيون يرفضون ان تتحدث باسمهم هذه الفضائيات. هناك فئة من اللبنانيين استمرأت في تقليد الغرب في ألوان مجنونة.. واعتبرت هذه حضارة وتقدماً، وهي التي تحرص على تقليد بعض البرامج الفرنسية أو الغربية على وجه الإجمال وما يقدم على الشاشة لايمثل إلا هذه الفئة المستهترة التي تدعي أنها تملك ثقافة غربية، وأنها عندما تفعل ذلك إنما تتخلق بأخلاق هذه القنوات الغربية حتى يقال إنها قنوات عصرية. وهذا يغطي على الجانب المشرق من أخلاق الشعب اللبناني الذي قاتل إسرائيل بشراسة، وأخرجها من بلاده عام 1982، ببطولة فائقة، والذي قاتل اسرائيل في الجنوب وانتصر عليها، هذا الشعب فيه فئات مؤمنة محافظة أخلاقها تأبى هذا الانحطاط الأخلاقي. ثانياً: نحن نعتبر أن هذه الفضائيات هي «كباريهات» مفتوحة ليلاً نهاراً لتقدم الرقص الخليع والغناء المنهك والمبوعة والاسفاف والفوضى الأخلاقية تحت شعار الحرية التي يتمتع بها الاعلام في لبنان. هذا نوع من الاعلام الفاسد الذي لايجوز له أن يدخل في أي بيت مسلم أو عربي شريف، لما يترتب عليه من فساد وإفساد لأجيالنا وناشئتنا، ومما يؤسف له أن كثيرا من الشركات الخليجية تبث إعلاناتها عبر هذه القنوات، وتشجع على نشر هذا الفساد في مجتمعنا. وهذه الشركات آثمة فيما تفعله، لأن الذي يستخدم وسيلة تقوم على مبادئ منافية للأخلاق والدين، وتشجع على الحرام، فهو يرتكب نفس الذنب الذي يرتكبه أصحاب هذه المؤسسة الإعلامية التي تحث على الفساد والإفساد وهذا عمل محرم شرعا لذلك نحذر هذه الشركات التي يملكها مسلمون من أنها يستخدمون وسيلة حرام في الترويج لبضائعهم والذي يستخدم مثل هذه الوسيلة مكسبه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، ومصيره معروف في الآخرة. اللهم إننا نبرأ من هذه الفضائيات ومن برامجها الفاسدة
|
|
|
|
|