| أفاق اسلامية
من اهم ما يتميز به المسلم الذي تعلق قلبه بالله، وطبق في حياته شرعه، وامتثل امره، تلك الراحة النفسية والاطمئنان القلبي، فلا تراه الا مبتسماً حتى في احلك الظروف واقسى الحالات، كيف لا والله تعالى يقول: )أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه(. وبالمقابل نجد الشقي ذا التعاسة والنكد، يتقلب في متاع الدنيا ويتلذذ، وما علم المسكين انها فتنة له، فوالله لو سألته هل انت سعيد؟ لاجاب ظاهراً بانه سعيد، كلمة قالها في مهب الريح! وما ادراك ما في باطنه وكأن قلبه يقول بئست هذه الحياة، اريد الخلاص، لكن لا ملجأ من الله الا اليه. قال تعالى: )فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون(، قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره: قال تعالى )فما أوتيتم من شيء( من ملك ورياسة واموال وبنين وصحة وعافية بدنية )فمتاع الحياة الدنيا( لذة منغصة منقطعة، )وما عند الله( من الثواب الجزيل والاجر الجليل والنعيم المقيم )خير( من لذات الدنيا خيرية لا نسبة بينها )وأبقى( لانه نعيم لا منغص فيه ولا كدر ولا انتقال. أ.ه. فعندما نلقي نظرة على المجتمعات الغربية الكافرة التي تتباهى دولها بالتقدم في الصناعة والاختراع، وتتعالى في العدد والعتاد، وتختال بالريادة على كل دول العالم الثالث، الدول النامية، فاننا نجد الفساد والانحطاط والتفكك والتبذل والجريمة والسوء والتسيب والعطالة، علامات ظاهرة لتلك المجتمعات لفقدها الدين القويم، وترى الفاحشة والخنا سرت الى كبار القوم وصغارهم نسائهم ورجالهم، فالمرأة اطلق لها العنان تفعل ما تشاء وتذهب حيث تهوى، تصادق من تشاء وتخادن، فعاشت المجتمعات الغربية مهيأة مليئة بالمتناقضات. وحافلة بالخوف وعدم الاستقرار وكل ذلك بسبب الكفر بالله عز وجل والبعد عنه وبتجربتهم عثروا على الداء الذي متى ما اصيبت به المجتمعات الاسلامية اهلكها ودمرها، الا وهو افساد المرأة المسلمة واضلالها، وذلك بالسعي في اخراجها من خدرها، ونزع الحياء منها، وبث الشعور في نفسها بأن ما تعيشه في بلادها ماهو الا كبت لحريتها وهضم لحقها في تدبير شأنها بنفسها بلا سلطة من ولي اياً كان اباً او اماً او اخاً. ان ما يقوم به اعداء الدين من هذا العمل ليس مستغرباً فالحقد قد ملأ قلوبهم، قال تعالى: )يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون(. ومن خطواتهم الافسادية دعوى المساواة، قال تعالى: )الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض(، ان مساواة الرجل بالمرأة جاهلية جهلاء وضلالة عمياء لا يقرها عقل ولا دين، وانما هي وليدة افكار منحرفة غبرت الطريق وسلكت دروب الغواية والشهوة. زعموا ان المرأة لها من الحقوق الخدمة والعمل خارج بيتها، ونصرخ قائلين بأنهم انما ارادوا اخراجها لشهواتهم لا حفظاً لحقوقها، فعندنا في دين الاسلام حقوقها محفوظة وهي مصونة منذ نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمسلمة الحقة لا ترضى ولا تقنع بما يقولون بل هي مقتنعة بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يشوب عقلها شوائب أهوائهم وادعاءاتهم، اذا نعقوا بما يريدون نطقت هي بقوله تعالى: )وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله(. والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. فالمرأة المسلمة لن تخرج من منزلها سافرة متبرجة لتصيب عرض الحياة الدنيا، فهي تريد جنة الخلد، ومهما عرضت عليها من مناصب فهي تضرب به عرض الحائط ان كان فيه ادنى تنازل شرعي. فهي صاحبة المنصب الاعلى في مملكتها الصغيرة في ظل اوامر ربها ورسوله صلى الله عليه وسلم اما هؤلاء فترد كيدهم وضلالهم عليهم. نعم تلك هي المرأة المسلمة.
|
|
|
|
|