|
| الاقتصادية
استعرضنا الأسبوع الماضي عدداً من الهجرات الاقتصاية التي تؤثر على اقتصادنا الوطني مثل هجرة الاستثمارات والحوالات والمصانع.. الخ، اليوم سنناقش الاسباب وبخاصة الاستراتيجية منها التي لها علاقة كبيرة بالاستراتيجية الاقتصادية الكلية ان وجدت.
يلاحظ مثلا بروز نوع من التناقض في توجهات القطاعات الاقتصادية المختلفة حتى ان بعض المراقبين يتصورون وجود صراع بين هذه القطاعات وليس تنسيق وتجانس. ويبدو اننا لم نعرف حتى الآن كيف نستطيع ان نسير القطاعات والفعاليات الاقتصادية المختلفة في تكامل وتآزر وتناغم في الاهداف والقرارات.
قبل طرح الأمثلة نحب ان نذكر بان الاقتصاد الوطني يتكون من عدد كبير من القطاعات «زراعية، صناعية، تعليمية، صحية.. الخ» والمؤسسات «شركات خاصة، مؤسسات حكومية، مشاريع مشتركة.. الخ»، ويفترض ان تقوم الاستراتيجية الاقتصادية الكلية بتوجيه وتسيير هذا الكم الهائل من التنوع بوضوح في الرؤية وتكامل في المسيرة وتنسيق قي القرارات والسياسات بحيث لا ينجح قطاع على حساب آخر ولا ينتصر جزء على حساب الكل.
الذي يحصل لدينا مختلف نوعاً ما عن هذه الصورة الباهرة التي توضح قوة واهمية الاستراتيجية، لنقرأ هذه السطور:
تحقيق مصلحة محددة لشركة الكهرباء يسحب من المصنعين والصناعة الوطنية ميزات نسبية جيدة.
«مزاج» سابك في التسعير والتكامل الرأسي الأمامي يخنق الصناعات البتروكيماوية اسفل النهر «من كلمة down stream ».
المبالغة في تطبيق سياسات الامتيازات والحمايات ينمي الفكر الاحتكاري «ويضعف المنافسة الايجابية» في مجالات عديدة منها السكر وخدمات الطرق و«حتى البلك الاسمنتي».
حرص قطاع التعليم العام على الكم وليس الكيف يرهق قطاع التعليم العالي بالنطيحة والمتردية وما أكل السبع!!
التباعد بين طرق التعليم الجامعي ومتطلبات القطاع الخاص يولد أزمة توظيف ملحوظة.
معالجة مشاكل نزف المياه في الزراعة تسبب مشاكل من نوع مختلف في قطاعات اخرى.
بيروقراطية بعض الجهات والوزارات تعيق مسيرة تدفق الاستثمارات الاجنبية.
ضعف البنية التحتية خصوصاً في مجال النقل البري يعيق نهضة الصناعات الاستخراجية.
.. وغيرها كثير.
الهجرات تحصل وستحصل كلما حدثت مضايقات وضغوط ويبدو ان غياب التنسيق والتكامل على مستوى الاستراتيجية الاقتصادية الكلية يؤدي دوراً محورياً في ازمة الهجرات هذه. المشكلة هي أن تحقيق التنسيق والتكامل الاستراتيجي بين القطاعات الاقتصادية المختلفة امر لا يمكن تدريسه او فلسفته ولكنه يحدث بتوالد الرغبة وروح التعاون ومبدأ التكاتف وكذلك وجود القيادة الواعية والرؤية الثاقبة التي تقدم تعظيم المصالح الكلية على تحقيق الاهداف الجزئية او معالجة المشاكل العارضة.
www.dralotaibi.com
|
|
|
|
|
