| الثقافية
بمجرد النظر إلى وردة ذابلة أو عشب أخضر يابس يتسلل الحزن إلى العينين فوراً دون استئذان أو سابق عهد بإنذار حينها ستذبل الفرحة في مقلتينا وستتهشم السعادة الحقيقية ولن نعيشها إلا بمعناها الزائف والمؤقت لن نجد حتما شيئاً نلجأ إليه إلا الحرمان في تلك اللحظة سنشعر باننا فقدنا كل شيء حتى عندما ينساب ضياء القمر بكل عفوية سنجد اننا طردناه من أعيننا بدمعة عابرة ولم يعد ذلك القمر الذي عهدناه لمعاناً وجمالاً سيظل مجرد قرص مستدير أحياناً وأخرى سيفقد تلك الصفة لاشيء سيميزه عن سائر الكواكب سيسقط كل شيء من حياتنا إلا الحزن ومعايشة الألم ستبقى عندما تشتعل نيران الغضب والعذاب في دواخلنا ملتهبة في ضلوعنا لن نجد ما نطفئها به سوى كتل جامدة كثلوج الشتاء الباردة ستهمد تلك النيران في دواخلنا ملتهبة في ضلوعنا لن نجد ما نطفئها به سوى كتل جامدة كثلوج الشتاء الباردة ستهمد تلك النيران التي غارت في أنفسنا بين أجنحة صدورنا ستبقى تلك الثلوج بمثابة الكتمان لأشجان تربعت في أعلى كراسي قلوبنا سيكون الصمت لغة نتعامل بها مع من حولنا حتماً لن يفهموها وحتى لو ترجموها ستبقى لغة غامضة عرفتها الشعوب منذ أمد الزمان وسنبقى نتعامل معها في كل مكان سنبقى صامتين عندما نكون حزينين.. سنظل صامتين عندما نكون سعيدين لاننا لن نجد شيئاً مناسباً نهذي به تلك اللغة فناً سيجيده الصغير والكبير قانون سيلزمه الطائع والمتمرد فلن يجدوا سبيلاً إلا ان يخضعوا له إلا اثنتين مترافقتين فلن يلزماه أبداً مهما تعددت السبل واختلفت إلى ذلك الطريق إنهما العينان لايعرفان الكتمان عند الحزن ستجدهما تقذفان بدموع تعلم حينها بانك حزين وبائس عندما تفقد شيئا ثمينا فستجدهما يتقلبان وينظران إلى كل شيء حولهما حتى يجدا ضالتهما حين تقع عيناك على شخص متغطرف ستعرفه بعينيه اللتين لا تنزلان إلى الاسفل أبداً عنواناً لرفعته وغروره الذي يغريه بانه لايوجد أحد على الأرض من يضاهيه عندما يقع بصرك على شخص امتلأ غضباً وازداد كرها لمن حوله ستعرفه بعينيه اللتين تقذفان بشرار لذا ستهرب بعيدا عنه حتى لاتكوى بنارٍ ما أنت موقدها حينما يسرح بك خيالك إلى البعيد مع احلامك الضعيفة ستجد بان عيناك تنظر في جهة واحدة ولا تبتعد عنها قد تكون إلى الأمام لأنه سيعني المستقبل المنتظر لتحقيق تلك الأحلام الهزيلة الباردة عيناي: أرجوكما اقفلا عن الحياة كي أخلد إلى النوم ولكي لاتكونا فضيحة لي في ان يتعرف غيري على أي حال أنا أعيش!
البندري الدغيلبي
|
|
|
|
|