| الثقافية
انتصف الليل الذي عم صمته المخيف على الأعين الساهرة والتي تنتظر النهار.
ماذا بعد هذا الخوف وهذا الجوع والوحدة القاتلة المخيفة.
ياترى هل ستظل أيامنا كلها كذلك تشرد وضياع شدت بوشاحها القطني الممزق الأطراف بين يديها المرتعشة من البرد القارس.
نهضت من مكانها تستند على عصا منحنية من الأعلى يا الله لم أعد استطيع ان أقف أو أسير ولو لبعض خطوات.
اقتربت من ذلك الإناء الصغير على أحد الرفوف التي تشبعت بالأتربة حملته.
جلست على طرف الحصيرة التي تضم أطفالها الثلاثة وضعت الإناء الصغير بعد ان احكمت قبضتها على الغطاء فتحته وأخرجت قطعة من الرغيف وهي تنظر لأطفالها سقطت من يدها المرتعشة كم أنا أنانية.
كيف اسمح لنفسي بأكل جزء من هذا الرغيف ونحن لا نملك أي شيء إذا استيقظ أطفالي كيف أسد رمق الجوع والعطش.
لا لن أفعل ذلك ولن يدخل جوفي أي جزء من هذا الغذاء الوحيد
أعادته إلى الأرفف توسطت أطفالها
تنظر إليهم ودموعها تتساقط بحرقة ومرارة في حين أزاحت ذاك الوشاح القطني عن كتفيها ودثرت بها أطفالها الصغار
واكتفت بان تهرب إلى النوم بدموع قد تروي عطش العروق الجافة ودعاء يتردد صداة بين زوايا الغرفة الصغيرة.
صدى الذكريات - سدير
|
|
|
|
|