| العالم اليوم
هل هو الاعتقاد بضعف الطرف الآخر... أم الميانة الزائدة عن الحد.. أو تضخم الذات اليهودية المعتادة، هو الذي يدفع زعماء الكيان الإسرائيلي في كل زيارة يقومون بها للولايات المتحدة إلى تقديم «الأوامر» للرؤساء الأمريكيين وكيفية التعامل مع الفلسطينيين.
آرييل شارون لم يشذ عن العادة إذ لفت نظر الرئيس الأمريكي جورج بوش بأنه لن يكون مستحسناً توجيه الدعوة للرئيس ياسر عرفات لزيارة الولايات المتحدة لأن ذلك سيكون بنظره مكافأة للارهاب ..!!
تابع شارون مرتزق حزب العمل كما أخذ يطلق عليه أعضاء حزب العمل شيمون بيريز الذي تمادى أكثر في التعبير عن تضخم الذات اليهودية فبطريقته الملتوية والتآمرية يحاول إملاء «الإرادة الإسرائيلية» على القادة العرب لثنيهم عن اتخاذ قرارات قوية تسند الحق الفلسطيني في القمة العربية القادمة قمة عمان التي ستعقد بعد أسبوع فمن خلال حديثه عن إمكانية الالتقاء بياسر عرفات قال بيريز: إنه لن يلتقي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قبل عقد القمة العربية في عمان 27 و 28 آذار/مارس الحالي.
وأضاف بيريز في تصريح للتلفزيون الإسرائيلي «لا أزال أفكر باحتمال عقد مثل هذا اللقاء ولكن أعتقد بأنه يتعين أولاً انتظار القمة لنرى ماسيحدث فيها وما ستكون نتائجها وفي أي جو ستجري».
وقاحة ليس بعدها وقاحة سواء «أوامر» شارون لبوش أو إيماءات بيريز للقادة العرب، وإذا كان بوش قد تلقي الأمر دون أن يعقب على ذلك فإن القادة العرب مطلوب منهم أن يكونوا واضحين كل الوضوح في الرد على الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب كل يوم في فلسطين المحتلة.
وإذ كان ثمن التقاء عرفات ببيريز أو شارون أو حتى بوش أن تكون أجواء قمة عمان برداً وسلاماً على الإسرائيليين فلا مرحباً بأي لقاء.. فكل اللقاءات التي جرت لم تخفف آلام الفلسطينيين ولم تجلب السلام، بل على العكس من ذلك فبعد كل لقاء سواء تلك التي ضمت عرفات بكلنتون ورابين أو نتنياهو وبيريز ونتنياهو وأخيراً باراك كانت تفرض تنازلات كبيرة يقدمها الفلسطينيون مقابل استعادة جزء بسيط... وبسيط جداً من حقوقهم.
الآن الفلسطينيون يخوضون انتفاضة متواصلة منذ أكثر من خمسة أشهر، وهي في طريقها لتتحول إلى ثورة شعبية، ورغم المتاعب الاقتصادية وعمليات الحصار ومحاولات تجويع الشعب الفلسطيني التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلية إضافة إلى القتل اليومي للأطفال والشباب والنساء والرجال والشيوخ دون أن نجد اعتراضاً جاداً من الأمريكيين الذين لم ينفكوا من مطالبتهم بوقف العنف دون الإشارة إلى المجرمين الحقيقيين.
نقول على الرغم من كل مايتعرض له الفلسطينيون من إبادة مبرمجة بدءاً بالتجويع ونهاية بالقتل اليومي فإن التطور الحتمي تحول الانتفاضة الفلسطينية إلى ثورة شعبية، وإذ أراد القادة العرب مساعدة الفلسطينيين في استعادة حقوقهم المشروعة فليدعموا الانتفاضة وليساعدوا الفلسطينيين على تطوير أدوات المقاومة والتصدي للاحتلال بإضافة آليات جديدة تعوض ماحرم منه الفلسطينيون بسبب الحصار وفرض حرب الإبادة عليهم.
ويفعل العرب خيراً ويرتقوا إلى المستوى البطولي الذي يبديه الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الإسرائيلي ان هم ضخوا رجال الانتفاضة بوقود الصمود وبوسائل جديدة ومبتكرة... وإن لم يتجاوبوا مع تضحيات هذا الشعب الجبار... فعليهم ألا يمارسوا أية ضغوط لتهدئة الأوضاع كما يريد الأمريكيون ويطلب الاسرائيليون وتباً لأي لقاءات تتم علي حساب حقوق وكرامة الفلسطينيين والعرب.
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|